الخميس , نوفمبر 21 2024
الرئيسية / مقالات رأي / من رياض2 إلى جنيف ،، ماذا نريد..؟؟؟

من رياض2 إلى جنيف ،، ماذا نريد..؟؟؟

بقلم د .تركي درويش (سلامة)

لنعترف اولاً بأنَّ مؤتمر الرياض جاء نتاجاً لميزان القوى الحالي في الداخل والخارج ، ونتيجةً لخروج الملف السوري من أيدي السوريين ، ولنعترف أيضاً بأنَّ هذه الثورة يتيمة فالكل يتاجر بها وسبب ذلك غياب رجل حقيقي وطني يمثلها ، فالمعارضة التي تدعي تمثيلها تتبع الدول التي تمولها مستفيدة بذلك كون السياسين وحملة السلاح والمنصات ينفذون سياسة الدولة الداعمة لهم، وكذلك الأسد ونظامه موجود بحماية روسية إيرانية وينفذ كل مايملى عليه من قبلهم ، ومانراه الآن هو أنَّ تلك المعارضة هي رهينة تلك الدول التي تدعي مساندة الثورة السورية والعكس صحيح فهي تسعى للحفاظ على مصالحها ودفاعها عن توابعها في المعارضة والتي شكلتها وفق أجندتها الخاصة وليس وفق إرادة السوريين. وأصبح السوريون جميعهم ممثلاً بنظام ومعارضة ككومبارس بسوريا, بل بمن يدعم هذا الطرف وذاك متناسين بذلك الشعب السوري الذي خرج ضد النظام الفاسد والمستبد في سبيل حريته وكرامته لذلك لن يتراجع عن ثورته وسيقلب الطاولة على مدعي تمثيل الثورة وكل من ليس له علاقة بالثورة ودماء الشهداء،،
منذ البداية رفضت المافيا الروسية الواقع الممثل للثورة ، الذي يمنع تشكيل وفد موحد للمعارضة إلاّ تحت سقف مطالبها، وإدخال أتباعها في جسد قيادة الثورة ، ولنتذكر جنيف 3 بقيادة الزعبي الذي رفض مطالب الروس بإدراج منصتي روسيا والقاهرة ضمن صفوف الوفد المفاوض ، لذلك اعترف ديموستورا بالمنصتين كـ مستشارين له وأنَّ ذاك كان موقف جيد لمن يمثل الثورة آنذاك ، وهذا تكرر بجنيف 7 بالموقف الصلب لرياض حجاب عندما رفض التوقيع وفضح الموقف الروسي والأمريكي من ذلك ، لذلك قاموا بإبعاده من جنيف8 ، وقال لافروف منتشياً بعدها بأنّه تخلص من المتشددين ، أي الذين يطالبون بمبادئ الثورة و البعيدين عن الرؤية الروسية .
أما الآن وبموقف ديموستورا التابع للموقف الروسي والذي كبل مؤتمر الرياض 2 وما انبثق عنه ، بأنَّ التفاوض سيتعلق بالدستور والانتخابات بدون ذكر المرحلة الانتقالية واستحقاق جنيف 1 ، والموقف من رئيس النظام، هل نحن بدائرة مفرغة ندور بحسب أهواء وسياسات تلك الدول وأخيراً سيوافق ممن يدعون بتمثيل الثورة على مطالب الروس وخباثة ديموستورا ؟
طبعاً هذا الطرح الذي يمثله ديموستورا ناتج عن ميزان القوى الداعمة للجانبين والتمدد العسكري على الأرض، لذلك بات الروس أكثر وضوحاً من أجل تثبيت مصالحهم في سوريا ، وخاصةً بعد التوافق الروسي التركي الذي جاء بعيد معركة حلب مجبراً بذلك الثوار على الانسحاب وتسليم حلب للنظام وظهر الروس بأنّهم صانعو النصر متناسين كونها مساومة بين النصرة وتوابعها والفصائل الإسلامية مع تركيا بمساعدة قطر وخاصةً بعد سيطرة القاعدة وسلب سلاح الجيش الحر من حلب ومغادرتهم إلى إدلب بحماية النظام والروس , لذلك كان الاتفاق التركي الروسي المشؤوم ماهو إلاّ خداع لتعويم الأسد وإظهار الروس بأنّهم المخلصين للوضع السوري ، وكلّ هذا ناتج عن ضبابية الموقف الأمريكي والأوروبي اتجاه الثورة وكذب مدعي مساندة الشعب السوري , وهذا التوافق والسكوت مصرّح له بتدمير سوريا تحت حجة محاربة الإرهاب . أمام هذا الواقع يتطلب من الوفد الذي يدعي تمثيل الثورة عدم التنازل عن مطالب الثورة السورية ، وعدم الترقيع على أي وثيقة إذعاناً في الأمم المتحدة مهما كانت الضغوط .
هل تحقق الهيئة العليامطالب الثورة السورية ؟
بعد تصريحات ديموستورا بحصر المفاوضات بالدستور والانتخابات , وأنَّ الدول الإقليمية والصديقة التي تريد الهروب للأمام أمام استحقاقات الشعب السوري التي تتمثل بجنيف 1 . هل سيقدم الوفد المفاوض بتشكيلته الحالية التابعة لدول اقليمية تنازلات وشرعنة للأسد ونظامه وإعفائه من الملاحقة القانونية عن الجرائم التي ارتكبها، وأن يكون الانتقال السياسي بعد انتهاء الفترة الرئاسية للأسد لغاية عام 2021، وخاصة أنَّ هناك ضمن الهيئة من يوافق على ذلك كمنصة روسيا بقدرها الجميل الذي يريد بقاء الأسد وبين ضبابية منصة القاهرة التي تخفي ولائها لمصر الموافقة لشرعنة القاتل وبقائه في السلطة لفترة انتقالية . بلا شك أنَّ المرحلة خطيرة جداً ويتوجب اليقظة من الجميع بأن لاتفلت من أيديهم لعبة التيه في التفاصيل والغرق في مستنقع الخباثة الروسية التي يمليها على المتفاوضين، وعلى هيئة التفاوض أن لاتدع الروس ينجحون بذلك عن طريق منصاتهم بتمرير مشروع لشرعنة الأسد وبقائه ،
لذلك على الجميع احترام الثورة وعقول السوريين الذين ضحوا بأرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم من أجل الحرية والتغيير ، أنّهم لن يرضوا بأنصاف الحلول مهما كان الثمن ، والمطلوب من هيئة التفاوض أن لاتقدم أيّة تنازلات خاصةً بعد إجبارهم بقبول جماعة موسكو العميلة للنظام وروسيا معاً ، وفي حال إجبارها لتوقيع من أجل بقاء النظام المتمثل باأسد ، الأفضل لهم أن يعلنوا انسحابهم وأنّهم كهيئة هزمت نتيجة الضغوط وأن لاتنازل عن ذهاب عائلة الأسد وكل مجرم ارتبط بهذه العائلة، وخاصة بعد تصريح بثينة شعبان والمقداد بأنَّ ليس هناك هيئة حكم انتقالي في سورية وهذه أحلام لدى المعارضة .
علينا أن لانضيع البوصلة وأن يكون هناك مشروع وطني لايتبع لأحد يمثل تطلعات الشعب السوري ومبادئ الثورة السورية المتعلقة بالديموقراطية والعدالة الاجتماعية يضم كافة القوى الوطنية السياسية وممثلي الثورة الحقيقيين دون إملاءات خارجية ، وهذا يتطلب منا عدم إضاعة التنازل عن الثوابت الثورية الوطنية وعدم توقيع هيئة المفاوضات على أي اتفاق مع النظام أو ممن ينوب عنه، قبل أن تنسحب المليشيات الإيرانية وتوابعها والحرس الثوري من سوريا وكل الذين دنسوا أراضيها من كلا الجانبين ممن يدعي مساندة الثورة كالقاعدة بجبهة النصرة وأتباعها وداعش حليفة المخابرات العالمية وكل من لايؤمن بأهداف الثورة و يحمل السلاح لأجندات أخرى وأن لانتبع سياسات الدول اتجاه الثورة، من يريد مساعدة الشعب السوري واضح الطريق ومن يريد يبني سياساته ومصالحة وأتباعها وداعش حليفة المخابرات العالمية وكل من لايؤمن بأهداف الثورة و يحمل السلاح لأجندات أخرى وأن لانتبع سياسات الدول اتجاه الثورة، من يريد مساعدة الشعب السوري واضح الطريق ومن يريد يبني سياساته ومصالحة على حساب الدم السوري فليذهب إلى الجحيم إن كانت دول الخليج أو تركيا وإيران وبعدها وسيا وأمريكا ليعلم الجميع بأن الثورة السورية خرجت ببعدها الوطني من أجل الحرية والكرامة لا من أجل دستور أو استحقاق انتخابي، ًًخرجت لدفن الماضي القبيح تحت سلطة ال الأسد ومن أجل مستقبل أفضل للسورين وأبنائهم وأن يكونوا مثل جميع شعوب العالم المتحضربالحقوق والواجبات، وأن لانكون تحت مظلة أي أحد، فقط نحن السوريون ممن يبني مستقبله بالحرية والمساواة بجميع مكوناته العرقية والإثنية والسياسية، نقول للمفاوضين بأنَّ العالم يحتاج لشرعية ما للوقوف معها، وشرعيتكم هي مبادئ الثورة السورية ، هم يريدون منكم توقيع ماتمليه عليهم مصالحهم وأنَّ مصلحتنا هي ما قدمه شعبنا من تضحيات .
ولتعلموا أنَّ شرعيتكم هي التزامكم بأهداف الثورة وأي انحراف أو تخاذل سيودي بكم للجحيم لأنكم ستبيعون أخلاقكم بأبخس الأثمان وتكونوا بذلك مع القتلة و النظام و الخونة للدم السوري كمنصة موسكو بقدرها العميل.
لتعرفوا بأنَّ الثورة السورية قائمة بكم وبدونكم ، وأنَّها ستنتصر ، هذه سمة المجتمعات التي أقسمت على التغيير وشعبنا السوري الثائر أقسم على ذلك , لذلك أمام إصرار شعبنا وخسائر الروس الإقتصادية وشعورهم بالتورط في سوريا الآن يقدمون التنازلات لصالح الثورة ، وإذا كنتم أكثر مرونه وتمسك بأهداف الثورة فباستطاعتكم أن تعبروا ضفة الأمان , ومهما كانت الضغوطات عليكم وخاصة أنَّ الغالبية تابعة لدول تريد تنفيذ أجندة خاصة بها، عندما تصلون نقطة الصفر أعلنوا الهزيمة أمام هذا الكم الخبيث ، وصارحوا السوريين يوماً بيوم بما يحصل، وبكمية الضغوطات عليكم ،،، وثقوا أنَّ الشعب السوري حرٌّ وسينتصر على كل هذه التحالفات . لاتنسوا أنَّ هذه الدول أوجدتكم لتعبروا عن مصالحها وأنَّ الشعب السوري لم ينتخبكم،، فكونوا مع شعبكم لا مع من اختاركم من غير السوريين، الثورة ستنتصر وعليكم أن تتمثلوا بأهدافها .

  • يعبر المقال عن رأي كاتبه وليس بالضرورة رؤية الموقع

شاهد أيضاً

بشـ ـار الأسـ.ـد بين علي عبدالله صـ.ـالــح وحسـ.ـن نصـ.ـر الله

فراس علاويعلى الرغم من أن المنطقة تعيش منذ بداية العقد الثاني للقرن الحادي العشرين مخاضاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 5 =