الأربعاء , يناير 15 2025
الرئيسية / تحليل / كيف تدير الإدارة السورية الجديدة علاقاتها الدولية؟

كيف تدير الإدارة السورية الجديدة علاقاتها الدولية؟

كيف تدير الإدارة السورية الجديدة علاقاتها الدولية؟

محمد عثمان- القاهرة

حرص عدد من الدول الغربية والإقليمية على الاحتفاظ بوجود عسكري ثابت لها في سوريا خلال سنوات الأزمة السورية التي فرضتها الثورة السورية على نظام الأسد، لفرض حضورها وضمان تحقيق مصالحها في المنطقة، ولاستخدام قواتها المتمركزة في البلاد كوسيلة ردع، تحرزا من تجاوز القوى الدولية الأخرى دورها ونفوذها،

وفي ظل ابمساعي الحثيثة للإدارة السورية الجديدة للحصول على “الشرعية الدولية” والدعم اللازم لبناء سوريا من جديد. 

 يسابق وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، الزمن لإعادة بناء العلاقات الدولية المنهارة مع دول عربية وغربية. فمنذ توليه منصبه، زار الشيباني في وقت سابق من هذا الشهر كلا من السعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا، متطلعاً إلى مساهمة هذه الزيارات بدعم الاستقرار والأمن والانتعاش الاقتصادي وبناء شراكات متميزة، على حد تعبيره. 

في الوقت ذاته طمأن رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، القوى الغربية بتعميمه مبدأ المسامحة ومنع العمليات الانتقامية وحماية الأقليات والبعثات الدبلوماسية مهما كانت.

حتى أنه أرسل إشارات إيجابية إلى روسيا تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، في دليل واضح على تمتع الإدارة الجديدة بالبراغماتية المطلوبة لتحقيق ما يصب في صالح الشعب السوري. 

الموقف الروسي

من جهتها روسيا، لم تتخذ خطوات حتمية بعد سقوط الأسد، وأرجأت قرارها بشأن قواعدها العسكرية في سوريا، إلى حين مناقشته مع السلطات السورية الجديدة بعد استقرار الأوضاع في البلاد. 

 

وبحسب الخبير الاستراتيجي المصري الدكتور حسين شعيب ، فإن اتجاه الإدارة السورية الجديدة إلى بناء علاقات (جديدة) مع موسكو، هدفه الرئيسي والأساسي حفظ توازن القوى في سوريا، ومنع البلاد من السقوط تحت نفوذ دولة معينة، والخضوع لأجنداتها، خصوصًا مع تضارب المصالح بين الدول الأجنبية المعنية بالملف السوري. 

وأضاف شعيب أن دولاً عديدة كالولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال، تشكل تهديدًا في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الحالة السورية، كونها تعمل على الضغط لإخضاع الإدارة السورية الجديدة لسلسلة من التنازلات والهيمنة على قرارها السياسي من خلال زيارات متعددة للمندوب الأمريكي لدمشق، وتواصل دعم الجماعات( الكردية) الانفصالية شرقي وشمالي البلاد، بالإضافة إلى أنها لن تسمح لتركيا، الداعم الرئيسي لفصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، بالانفراد في رسم الخريطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط، وهذا الأمر ذكره أعضاء من الكونغرس الأمريكي بشكل علني. 

 

وبحسب شعيب ، تتوافق الآن الرؤية بين موسكو ودمشق، حول تطورات الأوضاع في سوريا، من ضرورة توحيد سوريا، إلى انهاء( الابتزاز السياسي الأمريكي)، وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الروسي في آخر تصريحاته. 

 

حيث اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عدم رغبة النظام السوري السابق في “تغيير أي شيء” وتقاسم السلطة مع المعارضة كان من أهم أسباب انهياره، مشيرًا إلى استمرار واشنطن في دعم الفصائل الكردية لتحقيق استقلالها بدلا من العمل على توحيد سوريا. 

 

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي، إنه على مدار السنوات العشر الماضية بعد أن طلب رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد من روسيا التدخل، وبعد إنشاء صيغة أستانا بمساعدة الدول العربية، أبدت السلطات في دمشق مماطلة في العملية السياسية ورغبة في إبقاء الوضع على ما هو عليه. 

 

وأشار لافروف إلى أن سلطة نظام الأسد  لم تبد أي استعداد لتقاسم السلطة مع المعارضة، مضيفا أن هذه المماطلة رافقتها مشكلات ناتجة عن العقوبات الاقتصادية التي خنقت الاقتصاد السوري، بينما تعرض الجزء الشرقي من سوريا الغني بالنفط( للاحتلال) من الولايات المتحدة وتم استغلال الموارد المستخرجة هناك لصالح دعم الروح الانفصالية في شمال شرق سوريا. 

 

 

وأضاف: “تحدثنا مع الأكراد عن ضرورة وجود سلطة مركزية، لكنهم قالوا إن الولايات المتحدة ستساعدهم على إنشاء حكومتهم، فقلنا لهم إن تركيا وإيران لن تسمحا بقيام دولة خاصة بكم”، وإن حقوق الأكراد يجب أن تؤمن في إطار سوريا والعراق وإيران وتركيا. 

 

 

من جانبها، وفقا للافروف: “لم تلق دمشق بالا للنقاش أيضا، فوصلت الإصلاحات التي تحدثت عنها الأمم المتحدة ومنصة موسكو ومنصة القاهرة والمعارضة التي كانت في اسطنبول، وكذلك الاتصالات بين هذه الأطراف، إلى طريق مسدود وإلى فراغ أسفر عن هذا الانفجار”.

شاهد أيضاً

حروف على الجدران…شهادات الألم والصمود في زنازين المعتقلات

حروف على الجدران…شهادات الألم والصمود في زنازين المعتقلات هناء درويش   شاهدتُ مقطع فيديو لزنزانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × واحد =