الخميس , نوفمبر 21 2024
الرئيسية / كلام سوريين / تمشي الرجال

تمشي الرجال

تمشي الرجالُ على وجعِها لتفتحَ طريقاً لضوءٍ ما..

تقطعُ مسافاتِ التّعبِ لتصحوَ ابتساماتٌ مطمئنةٌ..

أشياءٌ يعلوها ملحُ الأرضِ تحفرُ عميقاً 

في الوجدان.

 

تمشي الرجالُ إلى حروبِها وقد خزَّنَت 

ضحكاتٍ صغيرةٍ غافيةٍ في جيوب قمصانِها 

يحملون أكوامَ الأمنياتِ وعبءَ الدمعِ الذي

 بلَّلَ الأحاديثَ.

 

تمشي الرجالُ وكلُّ الأشياءِ خلفَها تمشي،

الشوارعُ المعتمةُ.. الطرقُ الوعرةُ.. الموسيقى الصاخبةُ

وأضواءُ المدينةِ.

 

يعودون كما تعودُ الفرسانُ من معاركِها.. يعودون

بغبارٍ كثيفٍ وجَلَبةٍ تُعيدُ الحياةَ للبيوتِ المنتظرةِ

بقلوبٍ مثقلةٍ بأحمالِها وأكتافٍ مستقيمةٍ

نميلُ جميعُنا عليها.

2………

( جليد )

لن استطيعَ التقدمَ وأنتَ الغارقُ
بماء الحزنِ والبرد
أنا الخارجةُ من بركة ماءٍ، يشدُّ قدميّ جليدك،و ينهبُ عافيةَ قلبي
هذا البرد والعراء!
يوما ما…سأُصبح لوحَ زجاجٍ غيرَ قابلٍ للكسرِ
مقاوماً للرصاصِ العابرِ ،شفافاً بما يكفي لترى من خلالهِ نبوءة قلبي!
بارداً بما يكفيك
لترسم عليه بأنفاسك أمنياتك الفائتة
تسألني:
كيف تصبح الأشياءُ بعيدةً كل هذا البعد وهي أمامنا؟
أجيبك:
تماما كلوح الجليد
واضحٌ قويٌ شفافٌ
ترى كل مابداخله
ولن تستطيع لمسه أو اختراقه إلا بإذابته
حرارةُ الكلمةِ
حرارةُ اللقاءِ
حرارةُ النظرةِ
حرارةُ الصوتِ
كلها أعواد ثقابٍ
تُشعلُ جليدَ المسافةِ…
المسافةِ التي تمددت( هذه المرة )
بالبرودة وغيرت فيزياء المادة
وحدهُ الدفء قادرٌ على إذابتي لأتخذَ شكلَ الإناء الذي يحتويني.

3_….

لم يبق أحد يا أبي … جميعهم ذهبوا 

سأضع تمائم أمي فوق أبوابنا ؛وأشد باب بيتنا بقفل جدتي ..

سأمنحهم مهلة أطول في لعبة الغميضة ..

لعلي أجدهم مرة ثانية

نصوص ل أميمة نصر الدين 

شاهد أيضاً

فرحتنا باقتتال حزب الله وإسرائيل :مابين العداوة المشتركة والقضية التي لا تنسى 

فرحتنا باقتتال حزب الله وإسرائيل :مابين العداوة المشتركة والقضية التي لا تنسى  هناء درويش  في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + 9 =