المنطقة الآمنة…خيارات التصعيد
أغسطس 6, 2019
مقال, مقالات رأي
985 زيارة
فراس علاوي
المنطقةالآمنةشرق الفرات…..خيارات التصعيد
جولات مكوكيةللدبلوماسيين الأمريكان والخبراء العسكريين وارتفاع في حدة التصريحات التركية وكأن طبول الحرب تقرع ، ففي الوقت الذي يجلس فيه جيمس جيفري وفريقه السياسي والعسكري مع الساسة الأتراك تتحدث وسائل الإعلام التركية عن عملية عسكرية مرتقبة ..
نقاط الخلاف الجوهرية لازالت كما هي والمتمثلة بعمق المنطقة العازلة إذ يطرح الأتراك مسافة تصل إلى 35 كم وهو مايعني وصولهم إلى طريق حلب _الحسكة ، وبالتالي عزل الكثير من القرى الكردية وتشكيل نطاق حماية للحدود التركية ، ومن ثم في مرحلة لاحق إدخال اللاجئين إليها وبالتالي استبعاد أي خطر للمليشيات الكردية …
فيما يرى الأمريكان في هذا العمق تقويض لمشروع قسد المدعوم من قبلهم وهو مايجعل قبولهم بهذا العمق أمر مستبعد لذلك يطرح الأمريكان مسافات تتراوح مابين 5 إلى 12 كم كحد اقصى وهو مارفضه الأتراك ..
تسليح ونوعية القوى المسيطرة والتي تدير المنطقة العازلة وكذلك تسليح قوات قسد بالسلاح الثقيل ودور الفصائل الموالية لتركيا كلها عقبات لم يتم تجاوزها حتى اللحظة ..
في الوقت ذاته يرسل التحالف مزيداً من التعزيزات لقوات قسد في رسالة واضحة بعدم التخلي عنها ..
إزدياد حدة التوتر الموجود أساساً بين تركيا والولايات المتحدة لايعني بالمقابل حدوث صدام عسكري وكذلك لايعني بقاء الأمر على ماهو عليه ..
تسخين الموقف من قبل الأتراك في حين أن المفاوضات لاتزال مستمرة ، يعني رفع سقف المطالب وهو مايقابل حتى اللحظة بتصريحات هادئة من قبل الأمريكان كان أبرزها تصريح وزير الدفاع الأمريكي بأن أمريكا لن تسمح بعملية أحادية الجانب من قبل تركيا ، وهو مايعني فرملة الطموح التركي بشن عملية خاطفة للسيطرة على عدة مدن على الطرف المقابل للحدود ..
التصعيد التركي والحشد الذي يقوم به الأتراك مقابل مدن تل أبيض ورأس العين والتصريحات التي أطلقها قادة في فصائل المعارضة التابعة لتركيا تصب في اتجاه واحد لايمكن إغفاله بأن التوتر على الحدود هو سيد الموقف ..
بالمقابل فإن قوات قسد تمارس ذات السياسة فالتصعيد العسكري في ظل تردد أميركي يعني أن أي عمل عسكري تركي من طرف واحد سوف يُحرج الأمريكان مما يدفعهم للغوص أكثر في عمق حالة الخلاف التركي الكردي وبالتالي استغلاله لمصلحة عدم تفرد الأتراك بفرض حلولهم العسكرية ..
رغم ازدياد حدة التصريحات والحشد لكن لاتوجد مؤشرات حقيقية لعمل عسكري واسع من قبل الاتراك والفصائل التابعة لهم ، ممايعني إقتصار العمل العسكري في حال تم على عمليات قصف وربما توغل لمسافات محدودة غير ممتدة على طول الحدود كما يرغب الأتراك وبالتالي تبقى المناطق الملاصقة للحدود هي الهدف الأبرز خاصة مدن تل أبيض ورأس العين في حين أن التوغل في العمق سيتسبب بردود فعل غير محسوبة العواقب …
يبدو التصعيد التركي مرتبط نوعاً ما بمخرجات آستانا 13 والتي صرحت بعض فصائل المعارضة بأن شرق الفرات هو هدف لها بدعم من الجيش التركي وهو مايفسر قبولها بهدنة هشة إنهارت مع أولى ساعات تطبيقها ..
التصعيد الإعلامي وتسخين المواقف قد ينتج عنه عمليات داخل العمق السوري والتركي يعمل كل طرف من خلالها على تحقيق الأجندة التي يرغب في تحقيقها من خلال تلك العمليات ، وهو ماقد نراه خلال الايام القليلة القادمة والتي تسبق الذي تم تسريبه للعملية التركية بعد عيد الأضحى حسب وكالة سبوتنيك الروسية ..
فهل تسبق الدبلوماسية التي يعمل عليها الامريكان أصوات المدافع التي يحشدها كلا الطرفين على جانبي الحدود كل هذا مرتبط بمحادثات جيفري والتي يبدو انها فرصة الربع ساعة الأخيرة