ربما لا زال مغيبا عن ذهن الكثير من السوريين السؤال الذي تم طرحه بداية الثورة..
لماذا لم يخرج رأس النظام السوري بشار الأسد بخطاب يليق بمن قتل من عناصره إن كان يحق إدعاؤه بأنه يحارب الإرهاب والتطرف..
(المؤسسة العسكرية السورية) مليشيا نظام الأسد ، والتي تحفل بتاريخ دموي استبدادي حافل لدرجة انه مبني على أسس ميليشياوية مبتعدا عن مفهومه الوطني..
وبعد 7 سنوات دامية متعبة أنهكت المجتمع السوري ونخرت به قسوة الحياة بعد أن تخلى عنه العالم أجمع..
لا زال هناك الكثير من السوريبن لا ادري إن كان يفكر موضوعيآ سابقا (قبل 2011) أم لا..ولكن حتماً قد تجلد عقله وعاطفته..عن الحياة..ممن يؤمن بوطنية (الجيش السوري ) جيش النظام وبدوره الريادي في إنقاذ الوطن من مستنقع المجهول الذي يدعوه..فيما لو سقط النظام..
ولهذا و بسبب ثقة النظام بعد انتصاراته الوهمية التي استعاد فيها الكثير من المناطق السورية أن هذه الفئة ولادة ولا تنضب وهي أساس ما اعتمد عليه داخليا منذ بداية الثورة عام2011..
لهذا..دائما يخرج علينا النظام بتحديات جديدة عن مدى غباء الفئة الضحية التي لا تنضب..و يربح الرهان أمام شعبه بأن لديه من القطعان ما لايمكن حصر مستوى غباءهم المتراكم المتأصل والذي يتحكم بممارسات هذه الفئة الفاقدة لكل ما يتيح للعقل تدبيراً..
وكان الرهان هذه المرة بمرسوم الخدمة الإلزامية والاحتياطية الجديد والذي يعد به النظام عناصره التي تفني تعبها وأجسادها وارواحها وتقاد للموت والحياة الصعبة وخطر الهلاك بمبلغ 600 ألف ليرة سورية بعد مرور 6 سنوات خدمة ،
إضافة لبطاقة شرف تخول صاحبها أن يمارس التسلط ويطلق العنان للشرير الذي تشكل بداخله في هذه الستة سنوات على موظفي الدوائر الحكومية .بحجة انه أعلى منهم مقاماً وطنيا..فهذا أحد ابرز اشكال المفهوم الوطني لدى اتباع الأسد ..
6 سنين أصبح عمري..كنا نغنيها فخورين ونحن أطفال بعد ان دخلنا المدارس وقد ظننا اننا نبلغ المجد عند اقتحامنا اول مجهول بالحياة
6 سنين الآن على العسكري السوري ان يقتل بها ويقصف ويشرد شعبه ويحاول ان يعيش حياته طبيعيا ..بذات اللحظة ..رغم انف الأخلاق وهي آخر ما يحاول التشدق به..
6 سنين تقلص كل احتمالات الإنسانية لديه..تفتك بكل شعور إنساني ربما يكون حاملا له في جيناته..
6 سنين لن يخرج بها بشار الاسد ليقول..الرحمة لشهداء جيشنا العربي السوري ..
6 سنوات لن يعي هذا “المادة” المقادة للذبح مايجري خارج الفقاعة التي يتقوقع بها..
6 سنوات تمتلئ بالخطايا والعقد النفسية التي زرعت بداخله ولا يدري بها..
لينتظر بفارغ الصبر لهفته تجاه الفتاة التي أحب.وأمضى معها رواية واقعية لرسائل الحب والحرب .ليجدها تكاد لا تميز بينه وبين الحائط إن لم تتزوج بعد ان سئمت من نفسه المضطربة والتي ضحى بها من أجل حماية المزرعة التي أصبح فجأة وبعد تسريحه غريبا عنها ..ليصب حقده على المجتمع و يطلق العنان للشر المقيم في داخله بالخروج وأذى الناس..إن لم يكن شبيحا في تلك ال6 سنوات فسيعيش بعدها حتما عمره كاملاً كشبيح !!
6 سنوات في نهايتها إن كان جسده حيآ..وغير مصابا سيكون قد خسر 6 سنوات من عمره..في حراسة مزرعة آل الأسد.
6 سنوات لربما من المفترض انها الاجمل في حياته.
6 سنوات لو دخلت جيوش الأرض كلها .لتعمل بأعلى الأجور على الارض السورية لن يعي عقل هذا العسكري المجند انه عبارة عن وقود و فاحص ..
6 سنوات وبتعويض قدره 600 الف ليرة لايمكن لوعي هذا المجند الاحتياطي أن يتقبل فكرة أنها معاش لاجئ سوري بسيط في أوروبا يعمل في مصنع كرتون بدوام 8 ساعات يوميا وبجميع وسائل الراحة والرفاهية والأمان.. هي معاش شهر واحد فقط!!
6 سنوات تختزل بها كل نبضات قلبه المتسارعة نتيجة ضغط المعارك وهولها ..و زخات عرقه التي بيع الاجود منها (عرق الأبط والقدمين)في حي البرامكة منذ 6 سنوات من قبل بقية افراد النسق الثقافي الذي يجمعهم ..بمبالغ مالية اعلى من أجرته المعتداة لقاء تضحياته بسبيل الوطن.
ولا زال النظام يخرج كل فترة علينا بقانون جديد او مرسوم جديد يتحدى به الثوار السوريين ليقول لهم..طالما لدي هذه الفئة و ولادة لا تنضب
فابقوا في الحلم..
الوسومالجيش السوري الشبيح بشار الأسد نظام الأسد يورو
شاهد أيضاً
ملعب ديرالزور وصورة الخراب، عن كذبة الأمل بالعمل
ملعب ديرالزور وصورة الخراب عن كذبة الأمل بالعمل فراس علاوي تمثل هذه الصورة فعلياً مايقوم …