Alsharq News الشرق نيوز
مقالات مشابهة
صباح الخير يا أبي
عساف العساف
صباح الروتين والتفاصيل الصغيرة، الفطور الممدود على الأرض في السادسة والربع، ساعة نزولك من البيت باتجاه عملك، صباح لندن وإذاعتها ومذيعيها العراقيين وصوت كارم محمود ومحمد فوزي وصالح عبد الحي التي تؤكد أن صباحات فيروز ليست قدرا وكتابا منزلا
صباح العودة ظهرا وانتظار باصك( باص العمال) على شباك الغرفة القبلية ووقع خطواتك على درج البناء وتسابقنا لحمل أكياس الفاكهة والخضار عنك.
صباح غفوتك القصيرة قبل غياب الشمس وطلبك الدائم من أمي، جزاوة ما تفليلي شعري!
صباح استلقاءك في جمعة ما / وحيدة مفردة لم تتكرر/ ونحن نشاهد مسلسلا بدويا تقليديا لفت انتباهك فيه صوت الربابة وبحة صوت صاحبها فاستويت من غفلتك متربعا على الارض كراهب بوذي تبكي بحرقة لم أشهدها قبلا أمك وأبيك ووجوه الراحلين وكل ما مضى.
صباح صيدليتك الخشبية المعلقة في موزع البيت ضاربا بعرض الحائط كل الوصايا، على الإنسان أن لا يظهر للآخرين كتبه والادوية التي يتناولها
صباح أحذيتك الجلدية المحشوة بورق الجرائد القديمة في موسم تخزينها بانتظار عودتها للخدمة في عامها المقبل
صباح خزانتك المرتبة تفوح بعطرك الدائم وقمصانك المرتبة بجانب الفيلد العسكري الخاكي الذي اعتقدت طويلا أنه سبيلي لعبور مرحلة الطفولة نحو الرجولة
صباح بدلاتك الانيقة وقماشها الانكليزي تصطف/ على قلتها / كأبطال فيلم مرشح للاوسكار على بوستر مجلة فنية.
صباح مشيتك الصيفية، وأنت ترفع كلابيتك دون الركبة من الخلف/ على عكس بقية شوايا الله/ بكلتا يديك بعد أن تشبكهما خلف ظهرك .
صباح الخير يا أبي في أربعينك ، في كل يوم مادامت الأحزان تجرح حنجرة الرباب.
