الجمعة , نوفمبر 15 2024
الرئيسية / مقال / في مديح المعارضة السورية

في مديح المعارضة السورية

في مديح المعارضة السورية

هناء درويش 
سأستعير هذا العنوان تيمناً برواية الكاتب خالد خليفة،
المتحدثة عن فوضى الصراع والمعاناة داخل المجتمع السوري، في ظل الصراع على السلطة وسط وحشية نظام دموي قاتل، واسقطها على صراع من نوع آخر تتمسك فيه المعارضة الرسمية السورية بمقاعدها بالرغم من ابتعادها عن مطالب الشعب، ضاربة عرض الحائط بمعاناة السوريين في ظل صراع على السلطة بين مكوناتها من جهة وداخل أجسامها من جهة أخرى مما خلق فوضى تسببت بحالة من التراجع الواضح للملف السوري على أجندات الدول.
لعل من يقرأ العنوان سيأخذ موقفاً متحفزاً من المقال وربما لن يكمل القراءة، لكنها حقيقة تشبّه بقول الحطيئة
دع المكارم لاترحل لبغيتها… واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
يطل علينا الإئتلاف مع موسم تغيير رؤسائه بمبادرات جديدة تزيد فشله المستمر منذ عقد من الزمن فشلاً جديداً.
فمن هيئة التفاوض إلى اللجنة الدستورية ومن ثم القبول بسلال ديمستورا ومحادثات آستانا وسوتشي وصولاً لاختزال القرار 225‪4 باللجنة الدستورية، كل ذلك والإئتلاف ينتقل من توسعة إلى أخرى ويتبادل رؤساؤه لعبة الطرابيش فيما بينهم مع أقرانهم في هيئة المفاوضات، فكلما أحس أعضاء الإئتلاف بأنهم أصبحوا منبوذين خارج إطار اللعبة السورية، زادوا من عدد الأشخاص الذين يتم إنتقاؤهم بشكل يضمن الولاء ليتم ذلك على شكل توسعة جديدة،. حتى تحول لجسم مترهل لايمكن أن يدير لجانه ومكاتبه التي تشبه في بيروقراطيتها بيروقراطية النظام وعجزه، لم يبق بين السوريين إلا قلة قليلة ممكن يرى في تجاوزات الإئتلاف وأخطاؤه عملاً سياسياً، بينما يكاد يجمع السوريون أن مايقوم به هؤلاء لايعدوا كونه مراهقة سياسية.
اليوم يحاول الإئتلاف استعادة الثقة المنعدمة أو المهزوزة من خلال القيام بجملة إصلاحات تهدف في حقيقة الأمر لتعويمه وإعادة تلميعه أكثر من دفعه للعمل بشكل حقيقي بمايخدم مصالح السوريين.
إذ يقوم تكتيك الإئتلاف على الحديث بشكل مكثف عن النزول للداخل وذلك بهدف الحصول على الشرعية متناسين أن الداخل هو أول من رفضهم وأنهم طردوا أكثر من مرة من مدنه وقراه، وأنهم ينزلون بحماية الفصائل التي يعملون على الاستقواء بها. متناسين فشل مكتبهم بالداخل وعدم قدرته على تقديم الخدمات سوى لعدد قليل ممن لديهم معارف في الإئتلاف إضافة لفشل كبير في إدارة أي ملف في ظل تنازع مع الحكومة المؤقتة .
الخطوة الأخرى التي قام بها الإئتلاف تمثلت بتحديث نظامه الداخلي والذي جاء مخيباً للآمال مرسوماً على قياس القوى المتنفذة فيه من خلال اقتراح شروط لاتنطبق إلا على من هم فيه الآن، وبذلك ينطبق عليهم المثل الشعبي الذي يقول / وكأنك يا أبو زيد ماغزيت /ألم يكن أولى بقادة هذا الجسم والذي فُرض على السوريين منذ بدايته ومع ذلك رأى فيه الشعب الباحث عن تحقيق أهدافه، بارقة أمل لم يلبث أن بددها هؤلاء بتعاطيهم القاصر مع الحالة السياسية السورية وسط انقسامات وانحيازات اقليمية ودولية.
ألم يكن أولى بهم إعلان فشلهم والدعوة لمؤتمر وطني جامع غير مفصل على مقاسهم من أجل إعادة هيكلته.
لكن من تنازل عن تراتبية القرار ٢٢٥٤، وذهب إلى لجنة دستورية وانتخابات خوفاً من أن تحل هيئة الحكم مكانه لن يبحث عن حل يبعد القوى والشخصيات المتنفذة داخله.
وبالتالي فالرقعة اصبحت كبيرة جداً واتسعت على الراقع ولم يعد بيد العطار مايملكه ليصلح عقد من زمن الإئتلاف.

شاهد أيضاً

الرواية الإيرانية حول الرد الاسرائيلي

طهران  الشرق نيوز قالت الأركان المسلحة الإيرانية في بيان لها حول الرد الإسرائيلي  قامت طائرات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 1 =