السبت , مايو 4 2024
الرئيسية / مقال / الثورة السورية وميسي والدجاجة التي تبيض ذهباً

الثورة السورية وميسي والدجاجة التي تبيض ذهباً

فراس علاوي

مقال رأي

الشرق نيوز

الثورة السورية وميسي والدجاجة التي تبيض ذهباً

انشغل العالم أجمع خلال الاسبوع الماضي بانتقال النجم الارجنتيني ليونيل ميسي من نادي برشلونة الإسباني إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
بعيداً عن الأثر الرياضي لانتقال أحد أساطير كرة القدم
فإن عوائد إنتقاله الاقتصادية بدأت بالظهور منذ اليوم الأول لوصوله العاصمة الفرنسية.
إذ تزاحم الفرنسيون لشراء قميصه من متاجر النادي الباريسي بالآلاف ، وازداد عدد متابعي النادي بمئات الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعي.
يدرك مسؤولوا النادي أن قدوم ميسي له ميزات تسويقية وإعلامية كبيرة قد تفوق مايقدمه للفريق كلاعب في الرابعة والثلاثين من عمره وفي بداية أفوله الكروي، لذلك عملوا على استقدامه، وهو ماخسره نادي برشلونة وفرط بالدجاجة التي تبيض له ذهباً.
قد يسأل البعض ومادخل الثورة السورية، بميسي بالدجاجة؟
يشبه أداء الثورة السورية وقوتها وعنفوانها في بدايتها، قوة وعنفوان أبرز اللاعبين، بل وتحولت حسب مصطلح مايلز كوبلاند في كتابه لعبة الأمم، إلى لاعب مهم وأساس في تجاذبات المنطقة مما استدعى التنافس والتداخل الدولي على الاستثمار بالواقع الذي أفرزته، هذا التدخل سواء كان سلباً أم إيجاباً، حول سوريا لملعب كبير ورفع أسعار الحل في بورصة التفاوض حول الوصول لحل سياسي، وبالتالي تحولت سوريا لساحة تنافس بين القوى الكبرى التي تملك القوة والقدرة على فرض إيقاعها للحصول على مكتسبات أكبر.
بالوقت ذاته كان هناك استثمار من نوع آخر بعيداً عن السياسة، استثمار فرضته الحالة السورية على الفرقاء السوريين، بعد مضي عقد من الزمن على بدء المأساة السورية، أفرزت لاعبين محليين، أقل تأثيراً في مجريات الاحداث لكنهم على المستوى الشخصي حققوا كثيراً من الفوائد سواء كانت مادية أو معنوية، فرغم وجودهم على الهامش في ملعب الأمم وصراعها في سوريا.
استفاد تجار الحروب ومتصدري المشهد السياسي على طرفي الصراع كثيراً، سواء على المستوى الشخصي والمعنوي كالظهور والتواصل وصناعة اللوبيات الداعمة لهم، كما يفعل أعضاء مجلس الشعب في نظام الأسد، أو كثير من متصدري المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي.

أو على المستوى المادي حيث ظهرت شخصيات جديدة سواء كقادة مليشيات أو تحت مسمى رجال أعمال وحققوا مالم يحلموا بتحقيقه يوماً ما، لولا الوضع الذي أفرزته الحرب وطول أمدها.
وبالتالي يحرص هؤلاء على بقاء الحال على ماهو عليه، وعدم الوصول لحل ما، حتى لو تخطى عمر الثورة السورية عمر الاعتزال، وأصيب الشعب السوري إصابات بالغة تمنعه من العودة لملعب الثورة بالقوة ذاتها.

شاهد أيضاً

الملالي يجعلون طهران “عاصمة الاكتئاب”

الملالي يجعلون طهران “عاصمة الاكتئاب”؟!   نظام مير محمدي كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 4 =