ماذا بعد قيصر؟
مقال رأي
فراس علاوي
لعله السؤال الأكثر تداولاً في الشارع السوري اليوم
ماذا بعد قيصر؟
يتعلق السوريون بالقشة علها تقصم ظهر نظام الأسد، فالقشة على صغرها بدت حلماً للسوريين بعد سنوات عجاف لم ينصفهم فيها حليف ولا صديق.
يكرر الأمريكان ذات العبارة دوماً لانريد إسقاط الأسد، بل إن الجميع لايريد إسقاط الأسد، فليس من مصلحة أي دولة وإن ادعت ذلك إسقاط الأسد، فوجوده يحقق لجميع الدول تحقيق مكاسب وأهداف تبحث عنها منذ زمن في المنطقة،
مايريده الأمريكان هو تعديل سلوك الأسد، يريدون إخضاع روسيا في أخر معاقلها على المتوسط، يريدون إخراج إيران من المنطقة، لم يذكر الأمريكان أنهم يريدون إسقاط الأسد فدرس العراق لايزال ماثلاً أمامهم وكيف دفعوا سنوات لإصلاح خطأهم الإستراتيجي هناك ولم ينتهوا بعد.
لا أحد يريد إسقاط الأسد، وحدهم السوريون الباقون على عهد الثورة من يريد ذلك أولئك الذين لم يتلوثوا بعد بالإنحيازات السياسية ولا بالتبعيات الإقليمية والأممية هم من يريدون إسقاط الأسد.
يبتعد السوريون يوماً بعد يوم عن قرارهم وهتافهم الأول “الشعب يريد إسقاط النظام” وتبقى عائلات الشهداء والمعتقلين من تردده ومن آمن بالثورة الأولى فإنه سيحيى على إنتصارها.
قيصر لن يُسقط الأسد هو سيزلزل عرشه سيتركه كالشجرة اليابسة بلاجذور، سيترك الأمر للسوريين إن وعوا سوريتهم وعادوا لروح العام 2011،.
سوريا بعيدة عن سوريتها ، بعيدة عن عمقها العربي ستبقى تنتظر طويلاً وهو مايدركه الروس والإيرانيون ويراهنون عليه.
لذلك قانون قيصر لن يسقط نظام الأسد هو سيجرده من أدواته ويترك الأمر للسوريين، فهل يسقطه السوريون؟
الفرصة أمامهم، مفاعيل القانون ستتطور وتزداد يوماً بعد يوم لكن الإنتظار والإختباء خلف وهم الإنتظار لن يحقق للسوريين شيئاً.
لذلك عليهم أن يدركوا أن في طريقهم لإسقاط الأسد أن يزيلوا كل العوائق التي وقفت في طريقهم ونشأت بسبب الظروف التي أتت بها.
إستعادة القرار السوري الذي إختطفته الدول واستعادة روح الثورة هي بداية الطريق، والإتكاء على وعود الأخرين يعني بأن الأسد باق.
فليس من مصلحة أحد وإن باع الوهم إسقاط الأسد فلم تحقق الدول جميع مصالحها وليس من بينها من يريد أن يخرج خالي الوفاض،
فمابعد قيصر إما نظام مُدجن، أو شعب استعاد روح ثورته ومابينهما سقوط الأسد.
الوسومفراس علاوي قيصر نظام الاسد
شاهد أيضاً
عيشة كلاب
المعتز الخضر أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية …