الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / مقال / بيدرسون الغارق في التفاصيل

بيدرسون الغارق في التفاصيل

فراس علاوي

بيدرسون الغارق في التفاصيل

غير بيدرسون السياسي الذي ورث كماً هائلاً من تفاصيل المسألة السورية ، يبدو حتى اللحظة لايزال على شاطئ الحل ولم تمسس قدماه المياه ليحرك ركودها …

فمن مبادرات كوفي عنان للأخضر الإبراهيمي لسلال ديمستورا الأربع ، لم يصل الجميع إلى حل سوى عدد لانهائي من التصريحات والإجتماعات واللجان والمبادرات إنتهت جميعها إلى تفصيل صغير جداً ، لم يكن أقل المتشائمين من الثوار والمعارضين السوريين يفكر به ولا أكبر المتفائلين من مؤيدي نظام الأسد يحلم به وهو اللجنة الدستورية….
إختصار الحل السوري باللجنة الدستورية مع استبعاد السلال الثلاث الأخرى التي طرحها ديمستورا ،  والتي شكلت الحد الأدنى للحل هو تقزيم للمأساة السورية في ظل وجود مليون قتيل وضعفهم من الجرحى ومئات آلاف المعتقلين والمغيبين قسرياً وملايين اللاجئين ودمار مايقترب 70% من البنية التحتية وإنهيار الإقتصاد وإنعدام الأمن ، فهل ستحل كل هذه المشاكل ؟ إن لم نقل الكوارث بتأليف دستور جديد ستكون تفاصيله سبباً في عدم إتفاق أطرافه والتي يسبقها عدم الثقة بين بعضها البعض ..
بيدرسون والذي سيحاول إلقاء حجراً في المياه الراكدة ، سيغرق في تفاصيل كثيرة ليس أولها فقدان الثقة بين الأطراف ولاتعنت النظام وعملية إضاعته للوقت والبحث عن تفاصيل تعيد الملفات في كل مرة إلى نقطة الصفر ، وليس آخرها توهان المعارضة وعدم قدرتها على الحركة وعدم إمتلاكها لقرارها ..
ليست الأطراف فقط هي من تشكل عائق أمام تحركات بيدرسون بل البيئة الحقيقية لتحقيق أي تقدم على الأرض لازالت رخوة وهشة وغير قادرة على استيعاب حوامل الحل ،  وإن كان على شكل لجنة دستورية قد تبدأ عملها بعد أشهر لكنها قد تستغرق أضعاف فترة تشكيلها لإنجاز الدستور المزمع إطلاقه ..
الخلافات الأمريكية الروسية حول طبيعة الحل السياسي ومستقبله والتوتر التركي الكردي ووجود (قوات سوريا الديموقراطية ) قسد كأمر واقع وكذلك النشاط المتزايد لخلايا تنظيم داعش ومعضلة هيئة تحرير الشام وإدلب
والتباين الواضح بين مخرجات سوتشي وآستانا وبين مقررات جنيف خاصة مانتج عن جنيف 1 وجنيف 2 …..
كل هذه الإختلافات إضافة لتعطيل مجلس الأمن وشلله وعدم قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة بما يخص الشأن السوري …
إضافة لتردد الإدارة الأمريكية والتغييرات المتسارعة في سياستها في سوريا وأطرافها الفاعلة وقرب الإنتخابات الأمريكية والتداخل على الأرض السورية بما يخص الصراع الإسرائيلي الإيراني ….
كل تلك التفاصيل تجعل من المستحيل على بيدرسون تحقيق خرق واضح في الملف السوري حتى لو استطاع إخراج اللجنة الدستورية والمرفوضة من قبل الشارع السوري الثائر والمعارض قبيل ظهورها إلى النور .
فهل يستطيع بيدرسون النجاة من هذه التفاصيل سؤال يطرح نفسه على أطراف الحل السياسي والدول الراعية له

شاهد أيضاً

يسار يمين يمين يسار أزمة النخب السورية التائهة

مقال رأي  فراس علاوي تعيش كثير من شخصيات اليسار السوري وشخصيات ذات مرجعيات ايديولوجية دينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + 15 =