الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / مقال / عاشق الحرية..الساروت حالة العزف المنفرد في مواجهة الظلم

عاشق الحرية..الساروت حالة العزف المنفرد في مواجهة الظلم

*عاشق الحرية..الساروت حالة العزف المنفرد في مواجهة الظلم*

بقلم *زهرة محمد*

وقد نعته الملايين في كل مكان داخل وخارج سوريا، ذلك الفارس الذي ترجل باكراً عن جواده الذي صمد رغم كل المراوغات والمهادنات والذي لم يقبل الفساد أبداً بكل وجوهه وأقنعته.

الساروت الحالة التي أيدها غالب من تنفس رياح الثورة السورية رغم اختلاف البعض مع توجهاته في أحد أطوار الثورة، والذي اعتبر فعلياً رمز الثورة الوسطية والنقية مهما تلبست أوجهها الشياطين، فمنذ تخليه عن لقبه كحارس فريق الكرامة في ميادين الأسد كي يتقلد لقب حارس الثورة في كل لحظة، ظل الساروت رمزاً للكثيرين مثل من قادوا الثورة في أولها.

بقي الساروت على موقفه و دافع عن حمص رغم تخاذل الجميع، عندما تم حصارها فجاع مع من كان معه وقوفاً على مبادئ أصبحت من المنسيات عند الكثيرين ممن انطلقوا في الثورة وتخلوا عنها قلباً وقالباُ، و تم انقلابهم على  الثورة جملة وتفصيلا، بعد خروجه محزوناً لم يكتف كل من عاداه إلا أن لا حقه والصق به تهمة الداعشية والتي يوصم كل من يتهم بها، إلا أنّ موقفه وثباته و وقوف  الشعب السوري وراء حرسهم كان من التماسك ما جعل تلك التهمة باطلة، وردّ للساروت كرامته التي لم تؤخذ يوماً، بل زادت مع لحظة في مواقفه.

لم يهنأ الساروت في ذلك المكان  البعيد عن وطنه في بلاد اللجوء ولم ينسه البيت الدافئ في تركيا، أنّ نيران الظلم  برداً وسلاماً على من يدافع عن ذويه، كانت جمله تتردد سأرجع وأدافع عن سوريا حتى آخر رمق حتى أنال الشهادة، وقال الجميع طلبها فنالها واستحقها، كان الساروت … وهل أقول كان، بل ما زال موجوداً، مازال هنا سيكون دائماً بيننا حارساً أميناً ورمزاً كبيراً، هذا الرجل في وقت ظنّ فيه الرجال برجولتهم، و ساد الطين على وجوه من ادعوا ما ليس بهم، هذا الفارس الذي لم يعد فرسه موجوداً ولكن فروسيته علمت الملايين ما معنى أن يخذلك الجميع وينصرك موقفك وحبك لوطنك.

رحل وما رحل، وفاز بقلوب الجميع، فاز بمكانة عن جدارة لا عن وساطة وتلميع ذلك الشهيد الذي اشتاقته حمص وسوريا كلها، والتي ردّ إليها مقبلا كي يقبّل ترابها ويعانقه، الساروت الذي جمع بين الأضداد والذي قال لنا أنّ الجهاد والدفاع ومهما كثرت المسميات علينا  أن نبقى واحداً دون تمييز  في مسميات الثورة، الثورة التي أعطاها وأعطته ما استحق، قد يرتجف القلب لحظة وهو يودعك ويبتسم الثغر عندما يعلم دائما أنك معه في كل حين .

شاهد أيضاً

عيشة كلاب

المعتز الخضر أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − ثلاثة =