الشرق نيوز
مايا درويش
( أنا خليف علاوي المداد ، أنا عايش ، بتاريخ 11/11/2018 ) ولدّت صورة لجملة خطّها المعتقل لدى تنظيم ” داعش ” “خليف العلاوي” على جدار زنزانته في قرية البوبدران شرق ديرالزور بارقة أمل لدى ذويه بأنّه مايزال حيّاً ، فالتاريخ الذي كتبه ” خليف العلاوي ” يصادف بعد عام ونصف من إخبار التنظيم ذويه أنّه قُتل الأمر الذي ينفي خبر مقتله .
كما ولدّت تلك الجملة بارقة أمل في
قلوب العديد من ذوي المعتقلين لدى التنظيم الأمر الذي دفع العديد منهم إلى التشكيك في صحة ماأخبرهم إياه التنظيم عن مقتل أبنائهم أو أقاربهم سواء أكان بتهمة “الردّة “أو العمالة للنظام الخ …
الجدير بالذكر أنّ غالبية معتقلي التنظيم كانوا قد تركوا شعارات ورسومات وأبيات شعر حملت مشاعر متناقضة، و مزجت بينحالة اليأس والخيبةو بين الأمل في الخلاص من الذّل والتعذيب ونيل حريتهم المسلوبة في غياهب السجون، وبعضهم كان يؤكد عبر كتاباته على جدران زنزانته أنّه مايزال على قيد الحياة علّ وعسى أن يرى أحد المعتقلين الذين نالوا حريتهم أو جاؤوا مؤخراً ” اسم أحدهم مكتوباً فيعرف بذلك أنّه مرّ من هنا… ويخبر ذويه ما يمكنه أن يعطي أملاً لعائلته”.
ينحدر ” خليف علاوي المداد “، من بلدة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي ، وكان قد اعتقله التنظيم في الربع الأول من عام 2017 ، و غابت أخباره بشكل كامل.
وفي بداية شهر تموز من عام 2017 ، أخبر التنظيم ذويه أنّه تمّ تنفيذ حكم القصاص بحق ابنهم بتهمة ” الردّة “، و منذ ذلك التاريخ أصبح خليف في عداد الأموات لدى ذويه حاله كحال الكثير من المعتقلين الذين قضوا في سجون داعش .
ليس ذلك فحسب فقط كشفت صحيفة “التايمز” مؤخراً أنّ تنظيم “داعش” يفاوض على مصير الصحفي “جون كانتلي” واثنين من الرهائن الغربيين المفقودين في سورية، لقاء تأمين ” قسد” ممر آمن له ليتمكن من الهروب من الجيوب الأخيرة المتبقية لهم .
وكان التنظيم قد أظهر “كانتلي ” في إصدارات التنظيم في الموصل والرقة في وقت سابق، ومن ثم اختفى عام 2016، كما اختفى فيما بعد مواطنين غربيين يُعتقد أنّه تمت تصفيتهم من قبل التنظيم؛ إلاّ أنّ التطورات الأخيرة، أعادت الأمل أن يكونوا أحياء ، ولاسيما بعد أن أعلن وزير الأمن البريطاني “بن والاس”يوم الثلاثاء، أنّ هنالك مؤشرات تفيد على أنّ “كانتلي ما يزال حيّاً.
لاشك في أنّ التنظيم يسعى إلى استخدام ورقة الرهائن المختطفين لديه للتوصل إلى اتفاق يضمن له هروباً آمناً ، ومن بين هؤلاء، صحفي بريطاني، والأب “باولو دالوليو” ومواطن غربي آخر.
وكان الأب ” باولو” قد جاء عام 2013 إلى محافظة الرقة أثناء سيطرة تنظيم “داعش “عليها، على أمل أن يسهم في إطلاق سراح صحفيين فرنسيين اثنين كانا قد اختطفا سابقاً، إلا أنّ التنظيم اختطفه هو الآخر.
كما انتشرت في الفترة الأخيرة أنباء تفيد بأنّ الأب “باولو” مايزال حيّاً ، رغم وجود عدة روايات تؤكد إعدامه خلال فترة سيطرة “داعش ” على محافظة الرقة .
وأفاد أحد المسؤولين في ” قسد”بأنّ هنالك معلومات مؤكدة تفيد بأنّ الأب “باولو” والموظف الآخر، كانا على قيد الحياة حتى عام 2017.
وقال المسؤول، إنّ “الشخصيات الثلاث تعتبر مثالية للتفاوض عليها من قبل داعش، بهدف فتح ممر آمن للهروب” وأضاف “إذا كان هؤلاء المحتجزين على قيد الحياة، كنا سنتوقع ظهور بعض المعلومات الملموسة عنهم”.
وأضاف “لم يحصل ذلك، يمكن أن تكون المعلومات مجرد طريقة للتحايل بهدف حماية أنفسهم، وللاستمرار لأطول فترة ممكنة”.
ناشطون وإعلاميون من محافظتي الرقة ودير الزور شككوا في صحة ومدى جدية تلك الأخبار، و أنّها مجرد كذبة وتحايل لجأ إليها التنظيم لضمان بقائه ليس إلاّ.
في حين شرّعت تلك الأخبار أبوب الأمل لدى العديد من ذوي المختطفين والمعتقلين الذين قضوا في سجون داعش في احتمالية بقائهم على قيد الحياة .