فراس علاوي
الامريكان والشرق السوري
منذ إنطلاق الثورة السورية والتي صادف إنطلاقها وجود إدارة أمريكية ضعيفة لاتزال تستشعر خطر المغامرة العراقية آنذاك ، ورئيس أمريكي متردد لايملك جرأة وتهور جورج بوش وإنشغاله بصنع مجد شخصي يتمثل بإتفاق نووي هزيل مع إيران ، سياسات اوباما المترددة حيال الوضع السوري ، جعل من التواجد الروسي الطامح للعودة إلى الساحة الدولية من البوابة السورية قويا ومؤثرا ، بل وحول الروس من موقع الدفاع في اوربا الشرقية وفي الحديقة الخلفية لهم في القرم ، إلى موقع الهجوم حتى داخل دوائر البيت الأبيض …
مع الإدارة الجديدة والاضطرابات التي رافقت تشكيلها ومن ثم إعادة ترتيب البيت الداخلي للإدارة والمجيء بمن أعتبروا صقورا في إدارات جمهورية سابقة ظن الجميع أن دور المواجهة مع التغطرس الروسي قد حان ومع مرور الوقت بدى أن لاشيء جدي بمايخص مواجهة روسيا في سوريا والقرم ، حيث تحولت السياسة الإمريكية من فكرة الصدام مع روسيا إلى محاولة استيعابها ..
وفي ظل الإهتمام المتزايد لإدارة ترمب بالعراق تراجع الإهتمام بالوضع السوري بل وكما ظهر في لقائي ترمب بوتين الأخيرين أن الامريكان سلموا مقاليد الحل السوري للروس مقابل الاحتفاظ بما يلزم الأمريكان من مناطق تساهم في حفظ استقرارهم في العراق ، وبذلك يكون شرق سورية هو الملعب الذي إختار الأمريكان اللعب فيه من أجل تأمين وجودهم في العراق وذلك باعتبار أن المنطقة تشكل عمقا جغرافيا وجيوسياسيا لمناطق الأنبار وغرب العراق على الحدود العراقية السورية ، منطقة الأنبار التي لم تعرف الهدوء منذ دخول الأمريكان عام 2003 وحتى اللحظة ، والتي تشكل مع الشرق السوري وحدة ديموغرافية وإثنية تجعل من المستحيل السيطرة على أحدها دون ضمان استقرار الأخرى .
من هنا يدرك الأمريكان أهمية تواجدهم شرق سوريا ومن هنا تنطلق السياسة الامريكية الجديدة في سوريا لضمان مصالحها الاقليمية خاصة في العراق ، ريثما تتم توافقات ترمب بوتين في سوريا والتي تم التوافق عليها في هلسنكي
نقطة اخرى تجعل من إهتمام الأمريكان جزء من الاستراتيجية القادمة هو قطع الطريق على التمدد الإيراني ومحاولة استكمال الطريق الواصل بين طهران بغداد دمشق فبيروت وبالتالي قطع هذا الشريان الحيوي في ظل عمل الإدارة الأمريكية على زعزعة استقرار إيران من الدخل وعزلها عن محيطها الحيوي وليست مظاهرات العراق عن ذلك ببعيد