فراس علاوي
ماذا لو أنسحبت امريكامن سوريا ؟
تتالت التصريحات القادمة من واشنطن بين قرار الرئيس الامريكي دونالد ترمب سحب قواته من سوريا ونفي وزارة الخارجية اي علم لها بذلك ، ومن ثم تمديد عمل تلك القوات لمدة ستة اشهر مع إصرار ترمب على سحبها في نهاية تلك الفترة رغم معارضة البنتاغون …
فلماذا يصر ترمب على سحب تلك القوات ؟
وماذا لو إنسحبت امريكا بهذا الوقت ؟
يصر ترمب على سخب القوات الأمريكية من سوريا متخوفا من تكرار التجربة العراقية والتي استنزفت القوات الأمريكية على مدى سنوات حتى مجيئ باراك اوباما الذي قام بسحبها بعد سلسلة خسائر مادية وبشرية لحقت بها في العراق
ترمب كما يقول يريد تحقيق وعوده الإنتخابية بإعادة القوات الأمريكية إلى قواعدها وبذات الوقت يرى ان امريكا خسرت الكثير من الأموال في الشرق الأوسط دون فائدة تذكر ، وان عليه ان يحصل على تعويضات من تلك الدول مقابل ماقامت به الولايات المتحدة من حمايتها ….
شبح العراق ومن قبله فيتنام وسياسة ترمب التي حولت القوات الأمريكية إلى مايشبه الشركة الأمنية وهو يطلب ثمنا لقيامها بعملها ، هي من تعجل بانسحاب تلك القوات …
لكن ماذا لو إنسحبت القوات الأمريكية من سوريا الآن ؟
تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية على مناطق واسعة من أرياف ديرالزور والرقة والحسكة متنثلة بحليفها (قوات سوريا الديموقراطية ) قسد ، خاصة تلك التي تمتلك على ثروات نفطية وغاز وثروات اخرى …
الخاسر الأكبر من إنسحاب القوات الأمريكية هو مليشيا قسد التي ستفقد دعمها المباشر ، وهي التي تحاول إيجاد مكان لنفسها في محيط مليء بالأعداء ، فهي لاتحظى بحاضنة شعبية بل على العكس هناك نقمة شعبية على وجودها من جهة ، كذلك ستكون فرصة الأتراك سانحة بالتمدد اكثر داخل الاراضي السورية على حساب المناطق التي تسيطر عليها قسد ، كذلك هي فرصة مناسبة لنظام الأسد للتوسع اكثر خاصة في ارياف الرقة وديرالزور حيث التماس المباشر مع قسد تجعل من وجوده أمرا واقعا وهو ماتسعى إليه كلا من روسيا وإيران حلفاء النظام المباشرين …
الرابح الأكبر هو تنظيم داعش الذي لايزال يحتفظ بمساحة لابأس بها من الأرض في ريف ديرالزور الشمالي الشرقي تمتد على مسافة 50 كم من قرية البحرة حتى اطراف مدينة البوكمال على الحدود العراقية السورية وعلى مساحة تقدر ب200 كم مربع تقريبا منها ثلاث مدن كبيرة هي هجين والشعفة والسوسة …
كما انه لايزال يملك حرية حركة على الحدود العراقية السورية وعلى ضفتي نهر الفرات كما يملك جيوب في البادية السورية والT2 ومنطقة حميمة وبالتالي فإن عودة أفراده لتجميع انفسهم واستعادة قدرتهم وقوتهم أمر وارد في ظل غياب طيران التحالف خاصة إذا علمنا أن تنظيم داعش لازال يحتفظ تقريبا بعدد مقاتلين يتراوح مابين 3000 الى 5000 مقاتلين معظمهم من عناصره المحليين الذي يملكون خبرة القتال ومعرفة تامة بالأرض التي يقاتلون عليها وتمتاز بعمق استراتيجي داخل الصحراء العراقية ومنطقة القائم وبالتالي فإن أسرع نتيجة للإنسحاب الأمريكي وتفكك التحالف ضد داعش هو عودة التنظيم من جديد وبقوة وعنف اكبر كما حدث سابقا في العراق