الخميس , أبريل 18 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / الأطفال والحرب..أطفال سوريا الثمن الكبير

الأطفال والحرب..أطفال سوريا الثمن الكبير

هيئة التحرير
الأطفال والحرب
الحروب يخوضها الكبار لتحقيق مصالحهم ويدفع ضريبتها الأطفال والنساء , أما النساء فإنهن يدركن ما حدث
لكن الأطفال وهم من تعول عليهم الإنسانية في مستقبلها فهم ُبناتها وأملهافإنهم يقعون ضحية حروب لايدركون أسبابها ولانتائجها ……

حرب نظام الأسد ضد شعبه الذي خرج باحثاً عن الحرية , استخدم فيها جميع أنواع الأسلحة من قذائف طيران إلى مدفعية إلى أسلحة كيماوية وعنقودية محرمة دولياً …..

أطفال سوريا هم من دفعوا ثمن هذه الحرب , فقد مورست ضدهم جميع أنواع الانتهاكات التي عرفها التاريخ وذكرتها كتبه …..
فلم يشهد التاريخ ظاهرة الأطفال المعتقلين إلا من قبل نظام الأسد , فقد غصت معتقلاته بالأطفال من مختلف الأعمار , عدا عن الأطفال الذين ولدوا في المعتقل لنساء معتقلات وهن حوامل أو تم الاعتداء عليهن داخل المعتقل……
كان الأطفال وحسب روايات المعتقلين يعذبون بذات الطريقة التي يعذب بها الكبار , وكأن النظام أراد أن ينتقم من أطفال سوريا لأنهم هم من بدأ الثورة , فقد نقل عن بعض المعتقلين أن تقليع الأظافر والحرق الكهربائي بالإضافة للعنف الجسدي هو من أكثر مظاهر تعذيب الأطفال , ويذكر التاريخ أن نظام الأسد قتل معتقلين أطفال تعذيباً ومن القصص التي عرفت قصة الطفل حمزة الخطيب وتامر الشرعي وغيرهم المئات ممن قضوا تحت التعذيب وهم أطفال ……
وبسبب التعتيم وغياب عمل المنظمات الدولية عن الساحة السورية فإنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الأطفال المعتقلين في سجون النظام لكن العدد قد يصل وحسب الناشطين إلى بضعة آلاف جميعهم يخضعون لظروف قاسية جداً في المعتقلات , وتوجه لهم تهم مضحكة في بعض الأحيان كالتهمة التي وجهت لحمزة الخطيب ابن العشر سنين بمحاولة اغتصاب نساء ضباط في جيش النظام أو التهمة التي وجهت لطل الملوحي التي اعتقلت قبل الثورة بتهمة التخابر مع جهة أجنبية وغيرها الكثير…..
كما كان إعتقال الأطفال وسيلة للضغط على أبويهم

لم يكن النظام وحده من مارس هذه الاعتقالات فقد مارس تنظيم داعش تجاوزات كثيرة بحق هؤلاء من الاعتقال بتهمة موالاتهم للجيش الحر لقتلهم بتهمة سب الذات الإلهية مع العلم أن من قتلوا لو سألتهم عن معنى تهمته لا يعرفها أو لا يدركها …..

الجريمة الأخرى التي مورست بحق الأطفال هي تجنيدهم في صفوف القوات المتحاربة فقد كان الأطفال يخدمون في صفوف مليشيا الدفاع الوطني التابعة لقوات نظام الأسد وذلك يعود لعدة أسباب …..
1-الحاجة المادية حيث كانت قوات النظام تدفع رواتب لمن يقاتل في صفوف هذه المليشيات
2-الانبهار الذي يحس به الأطفال وهم يحملون السلاح ويوجهون الأوامر

أما تنظيم الدولة فقد مارس تجنيداً من نوع آخر على هؤلاء الأطفال هو التجنيد العقائدي وكانت سياسته تعتمد على
1-أخذ الأطفال من ذويهم بذريعة تربيتهم تربية إسلامية وتعليمهم أصول دينهم والأطفال هنا من أعمار تتراوح بين 6سنوات و15 سنة
حيث يتم توجيههم فكرياً وغرس فكرة تكفير أهاليهم والولاء لأولي الأمر حيث يصبح ولاء الطفل لمن جنده أكثر من ولاءه لوالديه , بل على العكس يتم زراعة فكرة أن هذان الوالدان هم مرتدين ويجب محاسبتهم وقد ذكرت حالات كثيرة عن تكفير أطفال لذويهم
2-هؤلاء الأطفال لا يلبثون وتحت تأثير هذا الفكر أن يلتحقوا بدورات عسكرية يتعلمون فيها كيفية القتل واستخدام السلاح ويتم توجيههم فكرياً وقد نفذ بعضهم عمليات تفجير أنفسهم فيما يسمى العمليات الاستشهادية

إذاً هي تربية ايديولوجية فكرية يتم زرعها في فكر الطفل مبكراً ومع غياب التعليم بسبب الحرب وتحول العديد من الأطفال إلى الشارع حيث تتلقفهم هذه الفئات , بالإضافة لفئات أخرى كعصابات الجريمة المنظمة وغيرها فيتحولون إلى مدمنين وتجار مخدرات …..
كل هذا بسبب غياب الرقابة الأسرية بسبب ظروف الحرب وبسبب تفتت الأسر وانهيار منظومة الأسرة في المجتمع السوري وغياب مؤسسات الرعاية الأسرية والنفسية للأطفال وذويهم …..

ولا تقف معاناة الأطفال عند اعتقالهم أو تجنيدهم بل تخطى ذلك إلى هروبهم من عائلاتهم أو ابتعادهم القسري عنها نتيجة موجات النزوح والقصف الشديد ……
كما أن نزوح العائلات إلى مجتمعات جديدة والاختلاط بها يؤثر بالدرجة الأولى على الأطفال الذين يكونون في بداية وعيهم فتنقل إليهم عادات وأفكار تلك المجتمعات وتصبح من المسلمات لديهم والتي هي ربما تتناقض مع قيم مجتمعنا وأخلاقه مما يهدد بتغيير المنظومة الأخلاقية للمجتمع مستقبلاً…..

كذلك فإن مناطق الحروب والقصف الشديد والعنف الذي مارسه النظام وغيره من الفصائل ولد ردة فعل لدى هؤلاء الأطفال خاصة ذوي الأعمار الصغيرة ,
حيث أثرت عليهم نفسياً وانتشرت بينهم الأمراض النفسية كالعزلة والتوحد والخوف والتبول اللاإرادي وغيرها الكثير…..
كما بدأ الأطفال يميلون نحو العنف في ألعابهم فأصبحت الألعاب المفضلة لديهم هي قطع السلاح , وألعابهم هي محاكاة لما يرونه من الكبار وهذا ما ينعكس على حالاتهم النفسية مستقبلاً حيث سينشأ جيل يميل نحو العنف

إذا كان الأطفال هم بناة المستقبل فأي مستقبل ينتظر بلداً أطفاله عاشوا الاعتقال تجربة وحملوا السلاح بين أيديهم بدلاً من أن يحملوا دفاترهم وكتبهم المدرسية التي حرموا منها وحملوا أفكار القتل والدم بدلاً من أناشيد الحب والسلام هو مرض يجب أن يدق له ناقوس الخطر قبل فوات الأوان

فما تربى عليه هذا الجيل سوف يصبغ وجه المجتمع بلونه والخوف من أن يكون أحمراً بلون الدم

شاهد أيضاً

بيسان اللاذقاني: بروفيسورة من أصل سوري تُحدث ثورة في علاج سرطان الرحم

الشرق نيوز   الخميس 11 / أبريل / 2024           بيسان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 − 3 =