الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / مقال / حويجة كاطع..15 يوما من الموت

حويجة كاطع..15 يوما من الموت

رامي ابو الزين

 

اليوم الخامس عشر يمر على المحاصرين في حضن الفرات بحويجة كاطع دون أن يتحرك أحدا لإنقاذهم ، أسبوعان مرا على نداءاتهم التي أسمعت كل الجهات الدولية و المحلية والمنظمات التي تدعي العمل في مجال حقوق الإنسان .
100متر هي طول المسافة الواصلة بين المحاصرين بحويجة كاطع ببر الأمان بقرية الحسينية ، 100 متر هي هدف مباشر لقوات الأسد لأي شيء يتحرك خلالها ، 100متر كشفت كذب القوى الدولية و ازدواجيتها بالتعامل مع القضايا ، فمنذ وقت ليس ببعيد تدخل التحالف الدولي و إيران وروسيا بمفاوضات سريعة لم تتجاوز السبعة أيام بقضية تخص إجلاء عناصر تنظيم داعش الإرهابي من جيرود عرسال ، وكان الحديث يتعلق بنحو 500كم وأكثر و الانتقال بالعناصر من أقصى الجنوب إلى أقصى الشرق . خلال أيام تمت المفاوضات و التنفيذ ليتم نقل المقاتلين بباصات VIP مخدمة بكل ما يعود للعناصر الدواعش بالإسترخاء والإستمتاع بالرحلة التي استمرت لمايقارب الأربعة أيام لسير القافلة الإرهابية عبر البادية الشامية بحماية و ترفيق من طيران التحالف الدولي الضامن لسلامة القافلة حتى وصولها إلى دير الزور ليتم اعتبار من فيها عناصر إرهابين فور وصولهم لديرالزور .
مئات الكيلومترات و عناصر من التنظيم الإرهابي تدخّل التحالف الدولي كطرف ضامن بالقضية وأمن العناصر إلى مبتغاهم بينما صم التحالف الدولي آذانه وأغلق أعينه عن و اتخذ مبدأ النأي بالنفس حيال مصير مئتي مدني من أبناء ديرالزور مهددين بمذبحة من قوات النظام الدموية يفصلهم عن النجاة مئة متر لاتحتاج إتعاب طائراته ولا تركيز رادارته في تتبع رحلة النجاة ذات الدقائق العشر .
خلال الأيام الخمسة عشر لتقطع السبل بهم ، مات عدة أطفال جوعا فالجزيرة النهرية معزولة كليا” عما حولها و قد نفذ الطعام ، مات جرحى جراء قصف النظام للحويجة بعد أن ظلت جراحهم تسايرهم لأيام وتنتظر معهم الحصول على الإسعافات اللازمة والدواء المفقود من الحويجة المنسية ، عدد”ا منهم سيطر عليه اليأس و فضل الموت السريع على احتسائه بشكل متقطع فقام أكثر من خمسون مدنيا من العالقون بتسليم أنفسهم لقوات النظام واثقون أنهم وضعوا أرجلهم على أعتاب الموت السريع المؤكد ، بينما بقي الأمل عند البقية بأن يصحى ضمير البشرية ذات لحظة ويتم إنقاذهم ، لتهطل مساء أمس قذائف قوات النظام عليهم فتردي ثلاثة أطفالا أبرياء قتلى كانوا قد فقدوا والدهم منذ 15يوما حين تركوه ورائهم بالمدينة أثناء الحملة الهمجية لقوات النظام وبقي مصيره مجهول و تصاب أمهم بجراح بالغة ظلت تنزف طوال الليل فلم يكن هناك أية مواد إسعافية أو أدوية تكفل إطالة عمرها قليلا لتلتحق بأبنائها ويدفنون بالحويجة لتبقى جثثهم شهود على عهر التحالف الدولي و الأقطاب الدولية و تراخي المليشيات الكردية المقابلة للموقع بإنقاذ أرواح عشرات المدنيين الضعفاء ، ظلت جثثهم وصمة عار في جبين كل من ادعى أن هناك حقوق للإنسان في هذا العالم الذي تحركه المصالح الدولية .

الصورة تعبيرية…. لأطفال من ديرالزور بمخيم عين عيسى

شاهد أيضاً

عيشة كلاب

المعتز الخضر أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − ثلاثة عشر =