الخميس , أبريل 24 2025
الرئيسية / الشأن الإيراني / نظام الملالي المعادي للنساء: 46 عامًا من العنف والجرائم ضد النساء

نظام الملالي المعادي للنساء: 46 عامًا من العنف والجرائم ضد النساء

نظام الملالي المعادي للنساء: 46 عامًا من العنف والجرائم ضد النساء

طهران

الشرق نيوز

 

لأكثر من 46 عامًا، شكّل نظام الملالي المعادي للنساء في إيران رمزًا للقمع والعنف الممنهج ضد النساء، حيث استخدم القوانين التمييزية والفتاوى الدينية لإخضاعهن وتجريدهن من حقوقهن الأساسية. جريمة قتل فاطمة سلطاني، البالغة من العمر 18 عامًا، التي هزّت إسلامشهر في 23 أبريل 2025، تُجسد بشاعة هذا النظام الذي يُشرّع العنف الأسري ويُكرّس ثقافة الإفلات من العقاب، مما يجعل النساء ضحايا دائمة لسياساته الظالمة.

جريمة بشعة تكشف وجه النظام القمعي

في مشهد مروع أمام أعين المارة المذعورين في شوارع إسلامشهر، أقدم والد فاطمة سلطاني على طعن ابنته البالغة من العمر 18 عامًا بسكين، مُنهيًا حياتها بطريقة وحشية تُدمي القلوب. هذه الجريمة البشعة، التي تُعد واحدة من مئات الحوادث المشابهة، ليست مجرد فعل فردي، بل نتيجة مباشرة لنظام يُبرر العنف ضد النساء تحت ذريعة القيم الدينية. وفقًا لصحيفة «اعتماد» الحكومية، قُتلت ما لا يقل عن 137 امرأة وفتاة خلال عام 1403 (2024-2025) على يد أفراد من أسرهن أو مقربين، مما يكشف عن تصاعد مأساوي للعنف الأسري. نظام الملالي، منذ تأسيسه عام 1979، ألغى قوانين حماية الأسرة، خفّض سن زواج الفتيات إلى 9 سنوات، وفرض الحجاب الإجباري بعنف، مُعلنًا شعار «إما الحجاب أو الضرب على الرأس». قانون العقوبات يُخفف العقوبات على مرتكبي جرائم «الشرف»، مما يُشجع على مثل هذه الجرائم البشعة. تقرير لمنظمة العفو الدولية عام 2023 أكد أن مشروع قانون لمنع العنف ضد النساء، المطروح منذ 13 عامًا، لم يُصادق عليه، مما يعكس تعمد النظام في ترك النساء عرضة للعنف دون حماية قانونية. جريمة فاطمة سلطاني تُظهر بوضوح كيف يُغذي هذا النظام ثقافة الكراهية والعنف، حيث يُصبح قتل امرأة شابة أمرًا تكاد لا تُحاسب عليه.

مقاومة النساء: صرخة ضد الظلم

على الرغم من الظلم الممنهج، برزت النساء الإيرانيات كركيزة المقاومة ضد نظام الملالي المعادي للنساء. منذ الاحتجاجات ضد الحجاب الإجباري عام 1979، وصولاً إلى انتفاضة 2022 بعد مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، قادت النساء حراكًا شعبيًا بشعار «المرأة، الحياة، الحرية». وفقًا للجنة شؤون المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، اعتُقلت حوالي 1000 امرأة عام 2018 بسبب نشاطهن السياسي، مما يعكس دورهن القيادي في المقاومة. شخصيات مثل نسرين ستوده تحدّت السجن والجلد للدفاع عن حقوق النساء، بينما قادت نساء في منظمة مجاهدي خلق نضالًا ضد الاستبداد الديني. تقرير للمجلس الوطني للمقاومة عام 2020 أشار إلى أن النساء يشكلن أكثر من 50% من طلاب الجامعات، لكنهن لا يُشكلن سوى 19% من القوى العاملة بسبب التمييز. هذا الواقع، إلى جانب العنف الأسري والقمع السياسي، دفع النساء لمواجهة النظام رغم مخاطر الاعتقال والإعدام. دعوة اللجنة إلى المقررة الخاصة بالأمم المتحدة للتحقيق في هذه الجرائم تُبرز الحاجة إلى محاسبة النظام دوليًا. مقاومة النساء، من شوارع طهران إلى سجون إيفين، تُثبت أنهن القوة الحقيقية لإسقاط نظام يُشرّع العنف ويُكرّس الظلم.

بعد 46 عامًا من الحكم، يبقى نظام الملالي المعادي للنساء رمزًا للعنف والتمييز، حيث يُستخدم الدين والقانون لتبرير جرائم مثل قتل فاطمة سلطاني. لكن صمود النساء الإيرانيات ونضالهن المتواصل يُؤكدان أن صوتهن سيُطيح بهذا النظام القمعي، مُلهمًا أملًا بإيران تتساوى فيها النساء بالرجال في الحقوق والكرامة.

شاهد أيضاً

النظام الإيراني على مفترق طرق نووي واقتصادي

النظام الإيراني على مفترق طرق نووي واقتصادي طهران الشرق نيوز   يعيش النظام الإيراني لحظات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × واحد =