هل تعود السفارة الإيرانية إلى سوريا؟
القاهرة- محمد عثمان
بعد مرور أكثر من شهر على اقتحام السفارة الإيرانية في دمشق عقب إعلان فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها على العاصمة السورية وإسقاط حكم بشار الأسد ومغادرته للبلاد، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، استعداد طهران لاستئناف عمل سفارتها في دمشق.
وأكد عراقجي ان بلاده ملتزمة بأسس ومبادئ واضحة تجاه سوريا وعلى رأسها الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها ومجابهة أي نوع من أنواع الاحتلال ورفضهم القاطع لأي محاولات تهدف لاندلاع حرب أهلية أو قومية في سوريا، والتأكيد على ضرورة تشكيل حكومة سورية تتماشى مع إرادة الشعب السوري وتضم جميع مكونات الشعب بمختلف الأطياف.
ويرى الناشطون أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني بخصوص استئناف عمل السفارة تحمل في طياتها دلالات واضحة وإيجابية حول مقدرة الإدارة السورية الجديدة من توفير الأمن والاستقرار وتأمين البعثات الدبلوماسية الأجنبية داخل الأراضي السورية، وعودة عمل البعثة الإيرانية رغم ما تعرضت له من هجوم فور سقوط نظام الأسد بسبب دعمها له، دعوة واضحة وصريحة من الادارة السورية الجديدة للبعثات الدبلوماسية.
ومن ضمن الدلائل على مقدرة الإدارة السورية الجديدة على تأمين البعثات الدبلوماسية هو الانفتاح الإقليمي والدولي نحو عودة السفارات إلى سوريا، ففي 17 ديسمبر 2024 أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن وفداً دبلوماسياً من باريس عقد اجتماعاً في دمشق مع ممثلين عن السلطات الانتقالية السورية، وأوضحت أن الوفد زار مقر السفارة الفرنسية في دمشق، المغلق منذ عام 2012، للعمل على إعادة فتحه.
وفي الآن ذاته، أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ان الإتحاد على تواصل مع الإدارة السورية الجديدة ويبحث الطرفان استئناف عمل البعثة في دمشق بشكل كامل وتعيين سفير معتمد في القريب العاجل.
وأخيراً أعربت روسيا بدورها عن انفتاحها الكامل على التعاون مع الإدارة السورية الجديدة ومد يد العون للضمان بسط الأمن والاستقرار في جميع ربوع البلاد وفق ما جاء على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والذي شدد على استمرار الاتصالات مع الإدارة الجديدة في سوريا وعلى مواصلة السفارة الروسية في دمشق نشاطها.
وأعرب لافروف عن رغبة موسكو المساهمة في الجهود المبذولة لتحسين الوضع في سوريا، وقال: “لتحقيق ذلك، لا بد من حوار شامل بمشاركة كل القوى السياسية والعرقية والدينية في سوريا وكل القوى الخارجية”.
في الداخل السوري، يرى المراقبون والمحللون للمشهد السياسي السوري أن الإدارة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تبذل قصارى جهدها للتواصل مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية بهدف رفع المعاناة عن الشعب السوري الذي عاش تحت رحمة نظام الأسد البائد، وقد حان الوقت للنهوض بسوريا وشعبها.
وفي هذا السياق يعمل الشرع على تأمين المدن السورية بهدف توفير البيئة الأمنية اللازمة لعودة عمل البعثات الدبلوماسية، من خلال تصريحاته وتحركاته على أرض الواقع والتي نجح من خلالها في نزع السلاح من الفصائل السورية وحصرها بيد الدولة، وتعيين وزير للدفاع للمضي نحو تشكيل جيش سوري موحد، والمضي قدماً نحو نيل الشرعية وبالتبعية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد بسبب نظام الأسد.