Alsharq News الشرق نيوز
مقالات مشابهة
تصاعد التوتر في البوكمال: هجوم عشيرة الحسون على الفوج 47
ديرالزور
الشرق نيوز
عمر سيف
شهدت مدينة البوكمال، الواقعة شرق دير الزور، تطورات دراماتيكية مؤخرًا، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات من عشيرة الحسون وقوات الفوج 47 التابعة للميليشيات . جاءت هذه الأحداث بعد تعرض منزل الشيخ أيمن الدندل، أحد شيوخ عشيرة الحسون العقيدية للاعتداء من قبل عناصر الفوج و محاولة الاعتداء على المنزل و حرق سيارته ، مما أثار ردود فعل قوية من أبناء عشائر المنطقة .
خلفية الأحداث
بدأت القصة عندما حاول لصوص ينتمون لمليشيا إيرانية سرقة منزل الشيخ أيمن الدندل. و تصدى أفراد عائلته لهذه المحاولة، مما أدى إلى إصابة اثنين من اللصوص. تم القبض على أحدهم بينما تمكن الآخر من الهرب، واستدعى رفاقه من المليشيا في محاولة لفك أسر صديقه، مما أدى إلى تزايد الاشتباكات بين الجانبين واصابة عدد من الطرفين في هذه الاشتباكات.
تصاعد الاشتباكات
في مساء يوم الأربعاء الماضي ، شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين أهالي البوكمال وعناصر المليشيا، مما أسفر عن إصابات أعداد من الطرفين.
تعكس هذه الأحداث توتر العلاقات بين العشائر والمليشيات المدعومة من إيران، حيث أن غالبية عناصر المليشيا كانوا من منطقة المشاهدة.
ردود فعل النظام وإيران
على الرغم من الاستعراض المسلح لأبناء عشيرة الحسون وحرق مقرات الفوج 47، اختارت الميليشيات الإيرانية و الحرس الثوري الصمت و لم تعلق . هذه الخطوة تعكس حالة من عدم اليقين والتوتر في المنطقة، وقد تُفسر على أنها علامة على عدم الرغبة في تصعيد المواجهات، لكنها أيضًا قد تُعتبر تراجعًا أمام تصاعد قوة العشائر المحلية.
دعوات لضبط النفس
مع تصاعد الأحداث، بدأ التحشيد الإعلامي من أبناء العشيرتين، و حاول البعض الترويج انها معركة بين عشائر الحسون العقيدية و عشيرة المشاهدة الهاشمية و صدرت عدة بيانات تدعو لضبك النفس بين الطرفين و محاولة تهدئة الووضع لأن استمراره بهذا، الشكل ينذر بإمكانية تفاقم النزاع.
قال احد شيوخ الحسون في دير الزور أنه في ظل هذه الأجواء المتوترة، تظهر الحاجة الملحة لضبط النفس من جميع الأطراف المعنية. و إن الانجرار إلى صراع أكبر قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على المجتمع المحلي ويزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة .
النظام السوري يتدخل لحل خلاف البوكمال
في سياق متصل، حاول النظام السوري في دير الزور إنهاء النزاع الذي نشب مؤخرًا في مدينة البوكمال، والذي كان على خلفية قيام أحد أبناء قبيلة “المشاهدة” بسرقة منزل الشيخ أيمن الدندل. ووفقًا لمصادر محلية، أطلق شقيق الشيخ الدندل النار على الشخص الذي حاول سرقة منزله، مما أدى إلى القبض عليه وتسليمه للجهات المختصة التابعة للنظام .
و بعد أن أدت هذه الحادثة إلى حدوث اشتباكات وقطع للطرقات في المدينة وأريافها، ولكن لم ترد أنباء عن وقوع ضحايا أو إصابات . و بعد هذه التوترات، أكد الشيخ أيمن الدندل، الذي وصل إلى البوكمال قادمًا من دمشق، أن الحادثة هي “جرم جنائي” وأن الفاعل قد تم القبض عليه.
وفي بيانه، دعا الشيخ الدندل إلى عدم الانجرار وراء ما أسماه “أصوات الفتنة”، مطالبًا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بـ”توخي الدقة ونقل حقيقة الحادثة”. وأكد أن “الفاعل لا يُمثل إلا نفسه”، في إشارة إلى محاولة بعض الأطراف استغلال الحادثة لتأجيج الصراع.
و سيتم بحسب المصادر المحلية عقد صلح بين عشيرتي الحسون و المشاهدة الخميس القادم 14 نوفمبر الجاري في بلدة السويعية برعاية الحاج عسكر مسؤول ميليشيات إيران و توابعها في البوكمال.
التحديات المستقبلية
و قال السيد خضر الراوي : تعتبر الأحداث الأخيرة في البوكمال مؤشرًا على التوترات المتزايدة بين العشائر والمليشيات، مما يستدعي الحاجة الملحة إلى الحفاظ على الهدوء والاستقرار في المنطقة. و يجب على أبناء العشائر أن يكونوا واعين للمكائد التي قد تُدبر في الخفاء، وأن يسعوا إلى تجنب الفتنة والانتقام.
إن الأمل في تحقيق السلام والاستقرار يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية، وتجنب الانجرار إلى صراعات لا طائل منها و يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية إدارة هذه التوترات في المستقبل، خاصة في ظل الأهمية الاستراتيجية للمنطقة وتعدد الأطراف الفاعلة فيها.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة البوكمال تقع بالقرب من الحدود العراقية-السورية، وقد تم القضاء على تنظيم “داعش” فيها عام 2017، وعادت إلى سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية . تعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في شرق سوريا.
