فراس علاوي
هل أفشل نظام الأسد اللجنة الدستورية ؟
فَشِلَ غير بيدرسون في إقناع الروس بالضغط مجدداً على نظام الأسد بعدم عرقلة عمل اللجنة الدستورية ، كذلك فشل في جولته المزمع عقدها والتي تقوده إلى دمشق بسبب رفض نظام الأسد استقباله .
جولة ونصف هي ماتمخضت عنه إجتماعات اللجنة الدستورية لم ينتج عنها سوى كلمات تعارف وقليل من التوافقات لم تتعد الأمور الإجرائية والشكلية .
رغم التفاؤل الذي أبداه وفد المعارضة والذي لايستند في الحقيقة على أي وقائع على الأرض ، إذ لم تتم أي من إجراءات بناء الثقة ، رغم اللهجة اللينة التي اتبعها وفد المعارضة والتي كانت أقرب للتصالحية إلا أنها قوبلت بتعنت وتصلب وفد النظام والذي بدا كتلة واحدة في ظل تشتت واضح لوفد المعارضة إنتهى بإقصاء أحد أعضاءه بسبب خلافات في وجهات النظر بين المنصات المُشَكِلة لوفد المعارضة .
يبدو نظام الأسد قد أعد العدة لإفشال عمل اللجنة من خلال عدة أمور لجأ إليها استطاع من خلالها قيادة عملية التفاوض للمنطقة التي يريد في ظل تهاون وفد المعارضة وانقسامه وانقسام وفد المجتمع المدني ..
نظام الأسد ومن خلال اتباع ذات الأسلوب في المماطلة وإضاعة الوقت والتركيز على التفاصيل التي لامكان ولامعنى لها ، استطاع إنهاء الجولة الأولى لمصلحته ، كما استطاع جر اللجنة إلى خلافات حول آليات العمل وتفاصيل ماسماها الثوابت الوطنية ، والتي أحرجت وفد المعارضة من حيث التوقيت والرد وجعلته يقدم عدد من الأوراق رداً عليها ، بيدرسون التائه بين عدم قدرة الأمم المتحدة على ضبط إيقاع عمل اللجنة وعدم إمتلاكه لأي من أوراق الضغط لايجد أمامه سوى استجداء الحل من الأطراف الضامنة روسيا وتركيا وإيران والتي يبدو أن إهتمام كل منها تراجع بما يخص عمل اللجنة .
فتركيا التي يبدو أنها دخلت المستنقع السوري من خلال عملية نبع السلام تراجع إهتمامها بالعملية السياسية ، كذلك في ظل وجود عقبة إدلب في طريق التقارب الروسي التركي .
كذلك إيران المنشغلة بالداخل الإيراني والحِراكين العراقي واللبناني تراجع اهتمامها السياسي مركزة على التواجد العسكري لحماية مشروعها في سوريا .
وحدها روسيا لازالت تبحث عن غطاء سياسي لتدخلها العسكري وإن كانت تستخدمه كورقة ضغط على شركائها من جهة وعلى الأمريكان من جهة أخرى .
نظام الأسد يستغل كل هذه الإشغالات ليلعب بورقة الوقت من جهة والتوازن الإيراني الروسي من جهة أخرى ، تصريحات بشار الأسد والأسماء التي أطلقها أقطاب النظام على تسميات الوفود تدل على أن نظام الاسد ينظر إلى عمل اللجنة من خلال نقطتين أساسيتين .
الاولى بأنها عملية ( سورية سورية ) تحت سقف النظام وبالتالي إفراغها من مضمونها في تجهيز الأرضية السياسية للانتقال السياسي .
والثانية من خلال عملية إضاعة الوقت وتحويلها لعملية مفتوحة بانتظار الوصول لانتخابات أمر واقع تتم بماتم إنجازه ، وهو مايخدم بقاء النظام حينها من خلال عدد من الإجراءات التي يقوم بها داخل سوريا وخارجها
فهل استطاع نظام الأسد فرض رؤيته على عمل اللجنة الدستورية أم أنه لازال هناك فرصة لإنجاح هذا المسار بعد فشل المسارات الأخرى .