شخصيات نظام الأسد الكريكاتورية
فراس علاوي
منذ إندلاع الثورة السورية بدأ إعلام نظام الأسد حملة إعلامية كبيرة عبر قنواته التلفزيونية الرسمية وعبر صحافته
الهدف من هذه الحملة هو
الدفاع عن النظام بكافة رموزه وعن عائلة الأسد التي تمثل برأيهم رأس النظام و مهاجمة الثورة والثوار وتصوير مايجري على أنه مؤامرة كونية تستهدف سوريا
جذب إنتباه المجتمع السوري خاصة والعربي عامة من خلال تقديم سوريا بصورة ملائكية على أنها المدينة الفاضلة في ظل حكم نظام الأسد
ومن أجل تحقيق هذه السياسة الإعلامية كان لابد من الإعتماد على شخصيات تستطيع القيام بهذه المهمة وبذات الوقت تكون كبش محرقة يقدمها النظام على قربان الذل والعبودية والتبعية
هذه الشخصيات سواء كان ذلك مصادفة أم عملاً مقصوداً ومنظماً كنوع من جذب الانتباه أم أنها طبيعة مؤيدي النظام المتميزة بالغباء وعدم الفهم والبلادة والقدرة على تقبل الإهانات بكل صدر رحب كذلك القدرة الكبيرة على الكذب والتسويق لهذا الكذب فقد كان لها صفة مشتركة وهي الكريكاتورية البلهاء ومن هذه الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر
شريف شحاذة
صاحب نظرية النفي والذي أصبح مادة متوفرة لتهكم السوريين بقدرته الكبيرة على الكذب وتغيير الحقائق ولكنه يمتاز بصفات متفردة مثل نفيه وجود أي منطقة في سوريا تسيطر عليها المعارضة حيث نفى من قبل مدينة بزاعة بحلب وزيزون وحتى الرقة السورية بالاضافة للبلادة التي يتميز بها وقدرته على تلقي الشتائم بصدر رحب
خالد العبود
عضو مجلس الشعب وعمران الزعبي وزير الاعلام وهم من مدرسة ناصر قنديل المدافع الاول عن نظام الاسد ويعتمدان على كثرة الحديث والمصطلحات الجوفاء والنظريات المقولبة كنظرية خالد العبود الشهيرة عن المربعات
وكذب عمران الزعبي المستمر هؤلاء يقدمون أنفسهم على أنهم أكاديميون يحملون فكرا أجوف كدليل على النخبة التي كان يعتمد عليها نظام الأسد وأركان حكمه وتتوالى هذه الشخصيات التي يقدمها إعلام النظام تارة على أنها تحمل الدكتوراه في العلوم السياسية وتارة كمحللين استراتيجيين تمتاز بغباء مطلق وقدرة هائلة على الكذب
هذه الشخصيات كانت تمارس لعبة الإعلام من وجهة نظرها في تبادل واضح للأدوار مع ظهور شخصيات أخرى أخذت المنحى ذاته ولكنها أقل ظهوراً
مثل الشبيح أحمد شلاش الذي أشتهر بين جمهور الثورة بقدرته الهائلة على الكذب ةأختلاق القصص كان أحدها وأكثرها إثارة للفكاهة هي مقولته الشهيرة عن فتح الأندلس بجيش النظام بقيادة بشار الأسد
لكن أن تتحول الشخصيات الفكاهية والهزلية إلى مؤسسة الجيش والتي تتمتع بالعادة في كل دول العالم بالإحترام والهيبة
فتظهر شخصية مثل شخصية العقيد (سهيل الحسن)النمر حسب مايسميه النظام والنمر الوردي حسب مايسميه الشارع الثائر
هذه الشخصية والتي تحولت بين يوم وليلة إلى (كركتر) أجمع السوريون على تمتعها بحس عالي من الغباء
وتداول السوريون الكثير من أحاديثه التي أطلقوا عليها إسم نظريات النمر الوردي مثل نظريات الشعور واللاشعور والنظرية الأشهر (نظرية أعداء العالم) والتي جعلت السوريين يصنفونه في عداد الشخصيات الأغبى في حلقة الشخصيات المحيطة بالنظام حيث أصبحوا يترقبون تصريحاته لتصبح مجالا للتندر بينهم
ترى هل هذه طبيعة شخصيات النظام فارغة جوفاء تتمتاز ببلادة وغباء شديد أم هي سياسة إعلامية إتبعها النظام من أجل لفت الانتباه بطريقة مختلفة
الجدير بالذكر أن رأس النظام بشار الأسد لم يسلم من هذه السخرية من خلال أحاديثه ومقابلاته التي كان يركز فيها على فكرة المصطلحات والاجابات الطويلة غير المفيدة وكذلك وزير خارجية النظام وليد المعلم وبثينة شعبان
وجود مثل هكذا شخصيات يطرح سؤالا مهماً
هل مثل هكذا شخصيات تستحق أن تكون في مركز القيادة والسلطة لوطن عظيم مثل سوريا أنجب كثير من الأدباء والمفكرين والنخب والعلماء
الجواب عند من قام بهذه الثورة من أجل إرجاع سوريا لأبناءها السوريين الحقيقيين صناع الحضارة والانسانية