فراس علاوي:
قسد..مصيدة الرمال المتحركة
في 21 آذار المنصرم وبالتوافق مع عيد النوروز أعلن التحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية (قسد) إنتهاء الأعمال القتالية في الباغوز آخر معاقل تنظيم داعش في شرق نهر الفرات ، وبالتالي إنتهاء تنظيم الدولة (داعش) بشكله الحالي ..
فهل كان هذا الإعلان حقيقة نهاية للتنظيم ؟وبالتالي بداية عملية الاستقرار في المنطقة التي عملت الإدارة الذاتية في قسد للسيطرة عليها إدارياً ..
لايبدو الأمر بهذه السهولة في ظل وجود وضع معقد في منطقة أشبه بفوهة البركان القابل للإنفجار في أي لحظة ….
ثلاث عوامل رئيسية تجعل من تلك المنطقة غير مستقرة وبالتالي يمكن استثمارها من أعداء قسد الرئيسيين وهم
تنظيم داعش عبر خلاياه المتواجدة في جميع تلك المناطق والمتربصين بعناصر وقادة قسد من خلال عمليات قتل وتصفية واستهداف ، كذلك وجود واضح أيضاً لنظام الأسد من خلال خلايا تابعة له وقد ظهر ذلك جلياً في الرسائل التي يرسلها عبر إعلامه ومؤيديه من أبناء تلك المناطق الذين يدعون للتخلص من (قسد) ويبشرون بعودة (جيش نظام الأسد ) للمنطقة ، الطرف الثالث هو تركيا وبعض الفصائل المرتبطة بها والتي أيضاً تشجع على حالة عدم الاستقرار في المنطقة من أجل استغلال أي توافق دولي والسيطرة على تلك المناطق
هذه القوى ورغم الخلاف بينها استراتيجياً إلا انها التقت في مصالحها بعدم استقرار المنطقة التي تسيطر عليها قسد ، فقد شهدت المنطقة التي تسيطر عليها بريف ديرالزور الشمالي والشمالي الشرقي عدة عمليات استهداف لعناصر وقادة من قسد ففي الفترة مابين ب21 شباط/ فبراير 2019 حتى بداية نيسان/ ابريل/ 2019 عدة هجمات منها
هجوم مسلح على سيارة لقسد بمنطقة ابو خشب قتل فيها 2 وجرح 1 (بترت قدمه )
ب27/2
عبوة ناسفة بمقر لقسد بذيبان قتيل 1 و7جرحى
ب4/3
هجوم مسلح على سيارة لقسد ببريهة وقتل فيها القيادي ريفان كوباني مع 2 من مرافقيه
ب12/3
دراجة نارية مفخخة استهدفت رتل لقسد بهجين و قتل 6 وجرح العشرات
ب23/3
هجوم مسلح على رتل لقسد في 6 سيارت على طريق الخرافي ليلاً وتم حرق سيارتين ونقتل 11وجرح عدد آخر
ب31/3
عبوة ناسفة بسيارة أحد قياديي حزب pkk المدعوفرهاد برو ومقتل 2 فرنسيين من كتيبة المدفعية و2 أكراد احدهم منهم مترجم
ب 1/4
استهداف سيارة نقل جنود لقسد ببريهة ونقتل 19 بينهم مقاتلات والقيادي آلان العزيزية
فما هي اسباب هشاشة الوضع الأمني في مناطق سيطرة قسد رغم مضي مايقرب العام من السيطرة على بعضها
هناك عدة أسباب أساسية ترتبط معظمها بالمنطقة نفسها أبرزها دفع القوى المختلفة (داعش ،نظام الأسد، تركيا ) نحو عدم الاستقرار عن طريق حلفاءها في المنطقة …
كذلك فإن رفض الحاضنة الشعبية لوجود قسد بدأ بالتنامي بشكل ملحوظ فقبولها على مضض كان بسبب قتالها لتنظيم داعش على مبدأ القبول بأهون الشرين ، لكن هدوء المعارك جعل هذا التململ يتزايد بسبب ممارسات عناصر قسد اتجاه السكان المحليين واعتمادها على بعض أنصارها والمتعاونين معها من أبناء المنطقة والذين قاموا بعمليات انتقامية من السكان المحليين …..
عدم قدرة الادارة الذاتية على إعادة إعمار البنى التحتية بحدها الأدنى وإعادة الخدمات للمنطقة وبالتالي شعور الأهالي بالإهمال رغم وجود مقومات إعادة الإعمار فيها ….
الحالة الاقتصادية السيئة التي يعاني منها أهالي تلك المناطق والتي حظيت بانتعاش اقتصادي واضح قبيل دخول تنظيم داعش نتيحة وجود النفط بيد أهاليها زادت من النقمة على قسد التي تحرم الاهالي من (حصتهم) في النفط الذي يستخرج من اراضيهم ، حيث اسعاره أعلى بكثير من المناطق التي ينقل إليها والتي تخضع لسيطر قسد في الحسكة والقامشلي كذلك الأنباء التي تتحدث عن صفقات بيع النفط لنظام الأسد زادت من حالة الاحتقان على قوات قسد مع بقاء نسبة كبيرة من أبناء تلك المناطق لاتزال تحمل مشاعر مؤيدة للثورة ولاتقبل بعودة النظام لتلك المناطق بالرغم من وجود خلايا تابعة له فيها..
وجود السلاح بيد أبناء تلك المناطق والذين بغالبيتهم قاتلوا في صفوف قسد وفقدوا كثيراً من رفاقهم وأصيبوا بخيبة أمل من تبني قسد للنصر حيث حمل بيان الإنتصار الشكر للمقاتلين الكرد دون الإشارة لتضحياتهم وهو ماحدث أيضاً أثناء المفاوضات حول المعتقلين وتجاهل رفاقهم من المكون العربي ، هذه المشاعر والدوافع التي يحملونها تجعل من إنفجار الوضع محتمل بأي لحظة يدعمه محيط معادي لوجود قسد في المنطقة حيث تبدو المنطقة كجزيرة محاطة بالأعداء على الحدود العراقية السورية يتواجد بقايا تنظيم داعش وجنوباً على الضفة الأخرى لنهر الفرات يتواجد عناصر نظام الأسد والمليشيات التابعة له ويبقى التدخل التركي هو الهاجس الأكبر لدى قيادات قسد التي تقف على فوهة البركان