الخميس , مايو 1 2025
الرئيسية / الآن / دور نظام إيران التخريبي في  سوريا وضعفه المطلق بعد سقوط بشار الأسد

دور نظام إيران التخريبي في  سوريا وضعفه المطلق بعد سقوط بشار الأسد

دور نظام إيران التخريبي في  سوريا وضعفه المطلق بعد سقوط بشار الأسد

طهران

الشرق نيوز

  

مقدمة  

كان سقوط نظام بشار الأسد في دمشق في ديسمبر 2024 نقطة تحول في تاريخ الشرق الأوسط، حيث وجه ضربة قاصمة لنفوذ نظام إيران الإقليمي، وبالأخص ذراعه العسكري، الحرس الثوري. نظام ولاية الفقيه، الذي أنفق لسنوات مبالغ طائلة من الموارد المالية والبشرية لدعم الأسد، يجد نفسه الآن في حالة ضعف غير مسبوقة بعد سقوطه. يتناول هذا التقرير دور نظام إيران الفتنوي في سوريا، ومحاولاته المستمرة للحفاظ على نفوذه بعد سقوط الأسد، ووضعه الحالي. تم جمع المعلومات من مصادر موثوقة، بما في ذلك موقع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وتقارير إعلامية موثوقة (باستثناء إيران إنترناشيونال).

دور نظام إيران والحرس الثوري الفتنوي في سوريا

منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، قدم نظام إيران دعمًا شاملًا لبشار الأسد بهدف الحفاظ على “محور المقاومة” وتوسيع نفوذه الإقليمي. وفقًا لتقارير منظمة مجاهدي خلق، أنفق النظام الإيراني مليارات الدولارات من موارد الشعب الإيراني لدعم الأسد، بما في ذلك إرسال قوات الحرس الثوري، وتشكيل ميليشيات موالية، وتزويد النظام بالأسلحة.

لعب الحرس الثوري، وبالأخص فيلق القدس، دورًا محوريًا في قمع الاحتجاجات الشعبية في سوريا. وأفاد المجلس الوطني للمقاومة أن إيران ساهمت في زعزعة الاستقرار في سوريا من خلال إنشاء ميليشيات موالية مثل فاطميون وزينبيون، وتهريب الأسلحة والمخدرات (مثل الكبتاغون)، إضافة إلى إحداث تغييرات ديموغرافية في المناطق التي يسيطر عليها الأسد. كانت هذه الأفعال جزءًا من سياسة النظام الفتنوية لتثبيت نفوذه في سوريا.

استمرار المحاولات الفتنوية بعد سقوط الأسد

بعد سقوط الأسد، بدأ نظام إيران محاولات لإعادة بناء نفوذه في سوريا. وفقًا لبيانات المجلس الوطني للمقاومة، يسعى النظام إلى زعزعة استقرار الحكومة السورية الجديدة من خلال إرسال قوات سرية وتفعيل شبكات الميليشيات الموالية. ذكرت تقارير منظمة مجاهدي خلق أن النظام يحاول تنظيم “خلايا مقاومة” في المناطق الشرقية والجنوبية من سوريا عبر عملاء محليين ومجموعات موالية.

نقلت وكالة رويترز في يناير 2025 عن مسؤولين في الحكومة السورية المؤقتة أن إيران لا تزال تحاول الحفاظ على نفوذها في بعض المناطق من خلال تقديم دعم مالي للمجموعات الموالية لها. وقد واجهت هذه التحركات تحذيرات من الحكومة السورية الجديدة، التي طالبت إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

الضعف المطلق لنظام ولاية الفقيه بعد سقوط الأسد

أدى سقوط بشار الأسد إلى وضع نظام إيران في حالة ضعف غير مسبوقة. وأفادت شبكة بي بي سي أن خسارة الحليف الرئيسي في دمشق أضعفت شبكة النظام الإقليمية، بما في ذلك حزب الله وغيره من المجموعات الموالية. وتشير منظمة مجاهدي خلق إلى أن هذا الفشل لم يؤد فقط إلى تقليص النفوذ الإقليمي لإيران، بل زاد من السخط الداخلي في إيران. ينتقد الشعب الإيراني، الذي عانى من إهدار موارده الوطنية في سوريا، “انهيار” السياسات الخارجية للنظام عبر منصات التواصل الاجتماعي.

من الناحية العسكرية، أشارت تقارير المجلس الوطني للمقاومة إلى انسحاب متسرع لقادة كبار في الحرس الثوري من سوريا قبل سقوط دمشق بالكامل. هذا الانسحاب، إلى جانب تقلص دعم حلفاء إيران مثل روسيا، يعكس عزلة النظام. ووفقًا لمحللين في قناة الجزيرة، فإن تصريحات علي خامنئي حول “استمرار المقاومة” لا تتماشى مع الواقع الميداني، حيث يفقد النظام آخر معاقله في المنطقة.

الخلاصة

لعب نظام إيران والحرس الثوري دورًا رئيسيًا في الفتنة وزعزعة الاستقرار في سوريا من خلال دعمهم الواسع لبشار الأسد. أدى سقوط الأسد في ديسمبر 2024 إلى وضع نظام ولاية الفقيه في حالة ضعف مطلق، مما قلص نفوذه في الشرق الأوسط إلى الحد الأدنى. محاولات النظام الحالية للحفاظ على نفوذه عبر شبكات موالية وإثارة الفوضى تبدو غير قابلة للنجاح في ظل عزلته الدولية والضغوط الداخلية. تؤكد مصادر موثوقة، مثل منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة، أن نظام إيران يمر بإحدى أكثر مراحله أزمة في تاريخه.

شاهد أيضاً

من وراء انفجار بندر عباس جولة في الصحافة الإيرانية

ما هو السبب الحقيقي لانفجار بندر عباس؟ إهمال أم سياسة مدمرة؟ طهران الشرق نيوز   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + أربعة عشر =