هيئة التحرير
التعفيش المصطلح المحلي السوري لمعنى سرقة البيوت بعد مغادرة أهلها لها قسراً خوفاً من الموت ، مر التعفيش بمراحل كثيرة خلال فترة الثورة السورية ومورس على كافة الأصعدة ، إذ بدأ مع بداية الحراك الثورة وأثناء مداهمات قوات أمن النظام وشبيحته لمنازل المطلوبين بذريعة مشاركتهم بالمظاهرات فكان عناصر المداهمة يقومون بسرقة ما تصل إليه أيديهم من أموال ومجوهرات خفيفة الوزن غالية الثمن ويضعونها خفية في جيوبهم وأحيانا عنوة بعد تهديدهم باعتقال من في المنزل أو غض النظر عن المطلوب مقابل غض النظر عن السرقة ،ومع دخول قوات النظام الأمنية ومليشياته للأحياء والمدن المنتفضة أصبح التعفيش يأخذ شكل آخر أكثر ربحاً فقد كان قادة المليشيا يطلقون يد عناصرهم ليسلبوا تلك البيوت كل مافيها من متاع كالأدوات الكهربائية والمجوهرات والادوات المنزلية وحتى الألبسة وافتتاح أسواق لها في مناطق سيطرة النظام وبيعها بأسعار رخيصة ويحصل قائد مليشيا المنطقة على حصته من الغنائم ، صورة أخرى أكثر إجراما للتعفيش كانت تحدث في مناطق سيطرة النظام فقد كان الشبيحة وقادة الحواجز والذين يحكمون المدن يأخذون منازل المدنيين الذي اضطروا لتركها لأنهم مطلوبون للأفرع الأمنية أو غادروها إلى محافظاتهم والسيطرة عليها بكل مافيها ومن ثم تأجيرها أو بيعها كما حدث في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس وغيرها ، أسلوب تعفيش آخر تطور مع احتلال مدن بأكملها من قبل مليشيا النظام هذا الأسلوب يعتمد على بيع مناطق بأكملها لتجار محليين يقومون بافراغ جميع منازل ومتاجر الحارة التي اشتراها بمبلغ معين بعد معاينتها ودفع ثمنها للضابط او القائد المشرف عليها ومن ثم تحميلها وبيعها في أماكن أخرى وتتفاوت أسعار الحارات حسب مكانها وغناها وعدد المحلات التجارية فيها والتي قد تصل لعشرات الملايين ، كذلك قامت مجموعات تتبع لفصائل الثورة بتعفيش بعض المنازل تحت ذريعة أن اصحابها مؤيدين للنظام لكن هذه الحالات قليلة ولاترقى لممارسات ماقامت به المليشيات الموالية للنظام ، حيث تمت شرعنة سرقة المنازل وتعفيشها من قبل قوات النظام وضباطها خاصة بعد سيطرتهم على مدن جديدة وافراغها من أهلها ، فقد تناقل الكثير من الناشطين والمواقع صور لتعفيش ونهب منازل المدنيين في ديرالزور حيث يتم نقل كل مايتم تفكيكه بسيارات الشبيحة والمليشيا وبحماية منها إلى مناطق سيطرة النظام خاصة أن بيوت المحافظة تمتاز بغناها بالأدوات المنزلية والكهربائية والتي هي ثمرة تعب أهلها خاصة في ريف المدينة المعروفة بهجرة أهلها إلى دول الخليج وتأثيث منازلهم بأدوات غالية الثمن فرشاً وأدوات كهربائية ، وكان لداعش نصيب من عمليات التعفيش لكن بفتوى دينية حيث أفتى مشايخها بجواز أخذ منازل مااسموهم بالمرتدين ومحتوياتها وجعلها ملكاً (للدولة الإسلامية) كذلك قامت عناصر مليشيا قسد بعد إخراج تنظيم داعش من مناطق عديدة بتعفيش منازل الأهالي فيها تحت ذريعة أن اصحابها من عناصر داعش وبالتالي أصبح التعفيش ثقافة تمارسها القوى المسيطرة على الأرض ويدفع ثمنها أبناء المناطق من مدنيين دفعوا على مر سنوات شقاء أعمارهم لجمعها وشراءها لتباع في أسواق التعفيش بأبخس الأثمان