الثلاثاء , ديسمبر 3 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / المخلفات النفطية خطر يهدد أهالي شرق سوريا 

المخلفات النفطية خطر يهدد أهالي شرق سوريا 

المخلفات النفطية خطر يهدد أهالي شرق سوريا 

ديرالزور

الشرق نيوز

يعاني سكان المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، مخاطر جمة لعل أبرزها إضافة للمخاطر الأمنية، هي المخاطر الصحية الناتجة عن مخلفات التكرير البدائي للنفط عبر مايسمى الحراقات.

كيف بدأت مشكلة الحراقات؟

بعد خروج عموم محافظة ديرالزور عن سيطرة النظام خاصة مناطق ريف ديرالزور الشرقي والغربي والتي تحتوي على معظم آبار النفط في المنطقة منتصف العام 2012،  

خرج عن سيطرة النظام اكثر من 1200 بئر نفطي أي مايقارب 95 بالمئة منها، معظمها لاتحتاج الى رفع صناعي بسبب غزارة الانتاج.

تمتد الآبار النفطية من بادية الكسرة حتى حقل ديرو ، وقرى خشام و الطابية و البصيرة والشحيل وقرى مدينة الصور، يوجد بالقرب منها محطة الشهل الغازية و محطة صيجان و الغواري وحقل العمر بآباره الممتدة الى بادية الروضة شمال شرق ديرالزور.

محطة القهار ذات الآبار الغازية الضخمة والغزيرة بالقرب من درنج محطة الأزرق بالقرب من قرى الجرذي وصولا الى حقل التنك.

حقل التنك في بادية أبوحمام، حقل الجفرة شمال ديرالزور، محطة العزبة شمال ديرالزور معمل غاز كونيكو، 

حقل التيم( شامية ) جنوب غربي ديرالزور حقل الورد (شامية ) جنوب مدينة الميادين 45 كم حقل ديرو ( جزيرة) بالقرب من الكسرة.

وجود هذه الآبار وسهولة انتاجها والحصول على النفط غير المكرر منها، دفع الأهالي إلى فتحها بطرق عشوائية غير نظامية مما تسبب بالكثير من المشاكل الصحية، التي لحقت بالكثيرين من العاملين فيها أو من يتعرضون لمخلفاتها، وكذلك تعرض الغطاء النباتي والحيوانات للضرر، كما تسببت باقتتالات عشائرية في معظم المناطق المحيطة و القريبة من آبار النفط للسيطرة عليها.

الأضرار التي تتسبب بها هذه المخلفات.

بحسب مختصين

فإن النفط بتركيبته البدائية قرل التكرير، يحمل مواد مشعة و سامة مضرة بالإنسان والنبات والحيوان ويسبب أمراض مزمنة بعضها لا تظهر بوقت قريب إنما مع الزمن كالسرطان و العقم و التشوهات الخلقية.

ماهي الحراقات؟

الحراقات هي اختراع محلي جاء نتيجة توفر النفط و عدم وجود مصافي نفطية في المنطقة حيث كانت المصافي التي تقوم بعملية تصفية النفط السوري فقط في محافظة حمص و مدينة بانياس .

حيث تقوم هذه الحراقات المصنعه محلياً بتحويل النفط الخام الى مشتقات نفطية اساسية لسكان المنطقة بنزين ، كاز ، مازوت لكن ليست بجودة عالية والسبب تصنيعها البدائي والعمل اللامنهجي بالتعامل مع النفط.

وتسببت الحراقات بالكثير من حالات الموت اما حرقاً أو اختناقاَ وايضا كانت تنفجر نتيجة الأخطاء البشرية بالتعامل معها ما سببت حالات موت عديدة.

الأمراض والحالات الصحية التي تسببها الحراقات.

بحسب أطباء من المنطقة  

خلال السنوات الأخيرة ازداد عدد الولادات القيصيرة نتيجة تلوث المنطقة من الغازات السامة المنبعثة من الآبار النفطية وتسببت بتشوهات خلقية ازدادت عن سابقتها بنسبة 80 بالمئة.

طبيب آخر وهو طبيب عام يعمل في مشافي ديرالزور امتنع عن الإفصاح عن اسمه او موقع عمله لاسباب امنية ،  

ذكر أن هناك تفشي لمرض الجرب النفطي وهو واحد من أمراض عديدة بدأت تظهر على الكثيرين من سكان ريف دير الزور الشرقي نتيجة الاستخراج العشوائي للنفط.

كذلك ازدادت حالات الازدحام في المستشفيات خاصة الأطفال بسبب الدخان الأسود المشبع بغاز أول أكسيد الكربون والكربون الحر وغيرهما من الغازات الناجمة عن الحراقات البدائية.

حالات كثيرة مصابة بالجرب النفطي في ريف ديرالزور الشرقي نتيجة انفجار الابار

مراقب صحي قال

 تسببت المواد المحترقة المتطايرة بالتهاب قصبات مزمن عند أغلب المتعرضين لها خاصة الأطفال حيث يتعرضون لأزمات تنفسية تؤدي لانقباض القصبات ويحتاجون لجلسات رذاذ إسعافية وموسعات قصبات.

تلوث الأراضي الزراعية :

مزارعو المنطقة لاحظوا ، تراجع الإنتاج الزراعي بسبب تلوث الابار الزراعية بنسبة 80%

حيث وبحسب أحد المهندسين الزراعيين، في وقت سابق وصل انتاج زراعة دونم من القمح قرابة 700 كيلوغرام أما حاليا فقط 100 كيلو غرام،و الثروة الحيوانية التي لم تسلم من الاشعاعات و الغازات السامة التي تفرزها الابار أصابها مرض انسلاخ الصوف و الجلد .

أحد أبناء القرى المتضررة قال؛ 

هناك كثير من الأهالي يعيشون وضع معيشي صعب وبحاجة ماسة لمياه الشرب، التي أصبحت نادرة بسبب تلوث الآبار الزراعية و السطحية من نفايات الآبار النفطية

وأضاف بأن مياه النفايات النفطية كانت قبل العام 2011 يتم ضغطها تحت الأرض بعمق 3000 متر لتجنب حصول زلازل و التخلص من الاشعاعات الضارة، أما الآن فهذا لايحدث.

و أشار بسبب تعطل ابار ضغط المياه خلال السنوات الأخيرة و تعدد القوى المسيطرة على المنطقة يتم التخلص من المياه النفطية، وحفر لمقالع البحص على سطح الأرض .

مما تسبب في حصول أمراض سرطانية وجلدية عديدة.

 

منطقة العزبة نموذجاً

تقع منطقة العزبة في ريف ديرالزور الشمالي حيث الحراقات البدائيةفي العزبة :

يعاني السكان من أضرار جسيمة بسبب الحراقات البدائية التي تطلق غازات سامة تؤذي الجميع، وخاصة الأطفال. هذه الحراقات، التي تعمل على تكرير النفط بطرق بدائية، تسبب تلوثًا بيئيًا خطيرًا يؤثر على صحة السكان بشكل مباشر.

الأضرار الصحية:

تسبب الغازات السامة المنبعثة من الحراقات البدائية العديد من الأمراض، منها حسب أطباء في المنطقة:

*أمراض الجهاز التنفسي: مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية والاختناق.

-الأمراض الجلدية: نتيجة التعرض المباشر للغازات والمواد الكيميائية.

أمراض القلب: بسبب التلوث المستمر واستنشاق المواد الضارة.

السرطانات نتيجة التعرض الطويل للمواد الكيميائية السامة.

أمراض الكلى: بسبب التلوث البيئي المستمر.

تأثيرات على الأطفال

الأطفال هم الأكثر عرضة للأضرار الناتجة عن الحراقات البدائية. في العزبة، سجلت حالات اختناق عديدة بين الأطفال بسبب الغازات السامة المنبعثة من هذه الحراقات. هذا الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا من السلطات المحلية لحماية صحة وسلامة السكان.

المطالبة بالتدخل:

يطالب أهالي المنطقة السلطات المحلية بالتدخل الفوري لإيقاف هذه الحراقات البدائية واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السكان، وخاصة الأطفال، من الأضرار الصحية الخطيرة التي تسببها. يجب وضع خطط بديلة لتكرير النفط بطرق آمنة وصديقة للبيئة لضمان سلامة الجميع.

ويطالب سكان المنطقة باتخاذ قرار حازم بمنع هؤلاء المجرمين من أصحاب الحراقات فصحة وصحة أطفالهم على المحك.

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

ردع العـ.ـدوان، ما الذي حصل؟

ردع العدوانما الذي حصل ؟ تحليل لم يكن قرار فتح المعركة مفاجئاً أو اعتباطياً بل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 2 =