ياسمين مشعان
هل استغنى نظام الأسد عن جميل الحسن
بعد أن أصدر الإدعاءالعام الألماني بشكل رسمي مذكرة توقيف بحق مدير إدارة المخابرات الجوية التابعة للقوى الجوية اللواء (جميل الحسن) ، والمدرج اسمه على لوائح العقوبات في الإتحاد الأوروبي، للاشتباه بمسؤوليته عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا منذ عام 2011
لم يرد اسم جميل الحسن في نشرة التنقلات والترقيات في القوى الجوية التابعة لجيش الأسد التي أصدرها أول أمس الأحد، حيث شملت تغييرات كبيرة في مناصب قيادة القوى الجوية والتشكيلات التابعة لها لكن اسم جميل الحسن لم يكن من بين تلك الأسماء وبالتالي عدم التمديد له رغم أنه قد سبق التمديد له مرتين لعدة سنوات وبالتحديد منذ بداية الثورة واحتفظ بمنصبه ذلك رئيساً لأكثر فرع أمني شراسة وإجرام مرَّعلى تاريخ سوريا .
مما يعطي إنطباعاً بأنّ جميل الحسن تم الاستغناء عنه و أنّ صلاحيته قد انتهت وربما نشهده قريباً( شهيداً) على طريقة النظام السوري كما سبقه الكثير من قادة المؤسسة العسكرية و الأمنية مثل عصام زهر الدين ومدير سجن صيدنايا ومحمود الزعبي الذي انتحر بثلاث طلقات حسب رواية النظام آنذاك ووزير داخلية النظام وأحد أعمدة غازي كنعان فكما هو معرف أنّ النظام يقوم بتصفية كل من يثبت تورطه بجرائم ضد الإنسانية خلال فترة خدمته لذلك يتم التخلص منهم تباعاً
اللواء جميل الحسن
أحد أركان نظام الأسد ابن حمص شارك في مذبحة حماة عام 1982
ولد في حمص سنة 1952، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، ثم انتسب إلى الكلية الحربية عام 1972، الموجودة في ذات المدينة، وتخرج منها عام 1976، برتبة ملازم جوّي، وكان في عداد القوات العسكرية التي أرسلها حافظ الأسد، واقتحمت محافظة حماه 1982وأعملت فيها قتلا وتدميرا، حيث سويت بيوتها بالأرض، وبلغ عدد قتلاها الآلاف، اختلف في تقديرها ما بين 15 ألفا وخمسين ألف قتيل.
وكان جميل حسن من جملة الضباط الذين كافأهم حافظ الأسد، على تنفيذهم أوامره العسكرية باقتحام حماة، فكان من الضباط ممنوحي النفوذ في إدارة المخابرات الجوية التي كانت لا تزال تحت سلطة اللواء محمد الخولي، ثم تحت سلطة اللواء إبراهيم حويجة، ثم لتصبح إدارة الاستخبارات الجوية تحت سلطة اللواء جميل حسن منذ عام 2009، خلفاً للواء عبد الفتاح قدسية.
ويذكر أن أغلب ضباط إدارة المخابرات الجوية الخارجية (الآميرية)، خاضعون لعقوبات دولية، لتورطهم بأعمال عنف وقتل وتعذيب السوريين.
“لمع نجم” اللواء جميل حسن، مع اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد، عام 2011، وعرف عنه ميوله لتكرار سياسة حافظ الأسد في محافظة “حماة” التي كان واحداً من المتورطين في ارتكاب مذبحتها.
وكانت الاستخبارات الجوية، هي القوات التي زج بها في شوارع دمشق وبقية المحافظات، لقمع المحتجين، فكانت تقوم بمطارد وملاحقة الناشطين السوريين المعارضين لنظام الأسد، مع بداية الثورة، ثم تعريضهم لأشد أنواع التعذيب المفضي إلى الموت.
وينسب لها أشهر قصة عن وحشية إدارة الاستخبارات الجوية، بُعيد الثورة السورية على نظام الأسد، إلى شهر أيلول/سبتمبر من عام 2011، حيث ألقت عناصر الجوية، القبض على الناشط السوري ابن داريا غياث مطر وتمت تصفيته بأوامر من جميل الحسن شخصيا حيث تحول غياث إلى أحد أيقونات الثورة السورية،ومثال لضحايا الثورة السورية ورموزها المدنية