الإثنين , ديسمبر 16 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / في ذكراه الثامنة أبو ياسر الدحلة شيخ ثوار ديرالزور

في ذكراه الثامنة أبو ياسر الدحلة شيخ ثوار ديرالزور

في ذكراه الثامنة ابو ياسر الدحلة شيخ ثوار ديرالزور

ديرالزور… الشرق نيوز

ياسر علاوي

العم فيّاض.. هكذا كان يعرف بين ثوار ديرالزور منذ بداية الثورة هناك، شكل منزله مخبأً لكثيرين ممن تطاردهم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وأيضاً الشبيحة الذين يقودون الحملات التي يشنها جيش النظام يدّلون عناصرها على منازل الثوار، ولأسباب كثيرة كان المُطاردون ينأون بأنفسهم عن المنازل الأخرى خشية أن يصيب جور واستبداد النظام أصحاب تلك المنازل، لكن العم فياض الهبد أبو زيد أو “أبو ياسر الدحلة” كما عُرف فيما بعد، شيخٌ ثائرٌ من أبناء قرية الدحلة الواقعة شرق مدينة على ضفة نهر الفرات الشرقية فتح باب منزله على مصراعيه غير آبهٍ بتبعات ما فعل.
عندما كان جيش النظام يشن حملة مداهمات على مدينتي موحسن نتجه إلى الفرات لنعبره قاصدين منزل العم فياض مع يقيني ومن معي ان ما ينتظرنا أمانٌ ورجل يصنع المستحيل ليوفر لنا مخبأ من عيون الأجهزة الأمنية والمتعاونين معهم.
شارك في كل المظاهرات الممكنة المنددة بالنظام، كان مؤثراً فيها سواء في الهتاف أو حمل اللافتات وغيرها اعتقل في بداية الحراك الثوري في مدينة ديرالزور واستمر اعتقاله لعدة أشهر تنقل فيها في معتقلات ديرالزور و دمشق وحلب وعند خروجه تابع عمله الثوري، كان ناصحاً للشباب المتظاهر، فيه غيرة وحمية على كل ما هو سوري، حتى بدأ الجيش الحر بالانتشار كان يستضيف المقاتلين في داره مثلما فعل مع المتظاهرين السلميين، ثم أصبح ذاك المنزل مشفىً ميدانياً يقدم الخدمات الطبية في منطقة تقطّعت بها كل الخدمات.
في الثامن والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 اشتدت المعارك على أسوار مطار ديرالزور العسكري، وكان الجيش الحر قاب قوسين أو أدنى من دخول المطار، لتبدأ عمليات تخريبية من بعض المنتمين لكتائب لم تشارك في تلك المعارك، وأيضاً من مدنيين لم يُعرف مقصدهم حتى اليوم، حدث ذلك أمام أبو ياسر الدحلة الذي بدأ يناديهم بقوله الذي نذكره حتى اليوم:
“روحوا عاونوا ربعكم، حاربوا معهم، شيلوا الجرحى، عيب اللي تسونوا”
سقط عندما لم ينتبه أحد لما قال، أصابته أزمة قلبية على جبهات القتال، أسعفه مقاتلون لكن الموت كان أسرع، خطفه حين كُنّا بحاجة لمن هو مثله، مأوىً وصاحب نصيحة، وطنيٌ بالفطرة دون ان يدرس في كليات السياسة.
بكى عليه الثوار الذين عرفوه، بكى عليه من ثار سلمياً ومحارباً، وما زلنا نبكيه ومن مثله حتى يومنا هذا، هذي شهادتي في رجل لم أعرف عنه إلا كل ما هو مُشرّف.

 

شاهد أيضاً

قسد تمنع النازحين (العرب) من العبور إلى مدينة الطبقة غرب الرقة إلا بشرط

قسد تمنع النازحين (العرب) من  العبور إلى مدينة الطبقة غرب الرقة إلا بشرط الشرق نيوز  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + 17 =