ياسمين مشعان
مخيم الركبان مخيم الموت هذا ما أطلقه عليه قاطنوه بعد أن طال الموت العديد من أطفاله وخصوصا” بالفترة الأخيرة
والذي يقع في أرض صحراوية حدودية قاحلة تقع بالقرب من محافظة المفرق الأردنية في أقصى شمال شرق الأردن، على الحدود مع سوريا والعراق، وعلى بعد 290 كيلومترًا شمال شرق العاصمة الأردنية عمّان. تبلغ مساحته 35 كلم مربع قسم منه داخل المنطقة المحرمة وقسم أخر يقع في الأراضي السورية .
بلغ عدد اللاجئين القاطنين فيه حوالي 55 ألف نسمة المقيمين داخله فيما يصل التعداد الكلي مع كل القاطنين قربه 100 الف ويفتقر جميعهم لأبسط مقومات الحياة وهم ضمن منطقة ال55 التي تضم أيضا” قاعدة التنف العسكرية التي تحوي على فصائل للجيش الحر مدعومة أمريكيا”.
تفاقمت مأساة المخيم حين صدر قرار ملكي من الأردن بإغلاق الحدود السورية الأردنية بشكل كامل وشمل المنع حتى الحالات الإنسانية وذلك بسبب خوف المملكة من تسرب عناصر من تنظيم داعش إليها
فيما بدأت المأساة الحقيقية منذ شتاء العام الماضي حيث توقفت قوافل الإغاثة عن الدخول إلي المنطقة مما سبب تضاعف بالأسعار كما يفتقر المخيم لوجود المنظمات داخله وانعدامها بالفترة الأخيرة ومع استمرار الأعمال العسكرية في المنطقة المحيطة بالمخيم وسيطرة نظام الأسد وحلفاؤه على جميع المناطق والطرق المحيطة به ، ازدادت معاناة الأهالي سوءا وارتفع معدل الوفيات فيه وخصوصا بين الأطفال
خلال الأيام الماضية أوقف النظام السماح للمواد الغذائية بالدخول إليه من خلال بعض التجار الذين كانوا يدخلونها حيث استخدم هذا المنع كورقة ضغط على الأهالي للقبول بالمصالحات التي طرحها النظام مؤخرا” وهي المرة الأولى التي يصل بها حال المخيم لهذه الدرجة من السوء وارتفاع أسعار رهيب مع ندرة المواد الغذائية وانعدام شبه تام للأدوية والخدمات الطبية ومعظم ساكنين المخيم لا يعملون وليس لهم من معيل خارجه
توفي طفلين خلال يومي 8 من شهر أكتوبر وفي 9 الشهر فارق طفل أخر الحياة والأسباب سوء التغذية وتدهور الحالة الصحية وعدم استجابة النقطة الطبية التابعة لليونسيف لعلاجهم وادخالهم إلى المشافي الأردنية .
هل ستبقى السكين التي فرضها حصار النظام على رقاب قاطني المخيم إما ان يصالحوا أو يموتون من الجوع أم تتدخل المنظمات ألإنسانية وتفرض على النظام إنقاذهم سؤال برسم منظمات المجتمع ومؤسساته التي تسمح باستخدام المدنيين كأوراق ضغط سياسية في صراع دولي في المنطقة وتسمح بقطع الدواء والحليب عن الأطفال في وقت هم بأمس الحاجة إليه