السبت , ديسمبر 21 2024
الرئيسية / تحليل / بشـ ـار الأسـ.ـد بين علي عبدالله صـ.ـالــح وحسـ.ـن نصـ.ـر الله

بشـ ـار الأسـ.ـد بين علي عبدالله صـ.ـالــح وحسـ.ـن نصـ.ـر الله

فراس علاوي
على الرغم من أن المنطقة تعيش منذ بداية العقد الثاني للقرن الحادي العشرين مخاضاً مؤلماً كان المشهد السوري الأكثر دموية فيها، ولعل ماقام به النظام السوري من قتل وتهجير وممارسات قمعية للشعب السوري بصورة خاصة، بعد إنطلاق الثورة السورية خلال موجة ماسمي بالربيع العربي هو الأكثر دموية وإجراماً.

فقد جعل من سوريا ميدانياً للصراعات المحلية بكافة أشكالها الاثنية والطائفية والعرقية. عبر استهداف المكونات الأكثر انخراطاً في معارضة النظام. واتباع نظام الأسد لأساليب عدة في محاولة لتحويل الثورة السورية إلى صراع محلي و(حرب أهلية) وصراعات إقليمية تخدم مصالحه.

لعل المتغيرات الدولية والاقليمية التي طرأت على المنطقة مع تصاعد حدة التنافس بين المشاريع الإقليمية خاصة الإيراني والتركي إضافة للإسرائيلي، والعودة الروسية للساحة الدولية عبر الملف السوري، في ظل تراجع الدور الأمريكي إزاء حقبة أوباما، واختفاء الدور العربي لظروف عدة أهمها غياب التعاون والتنسيق ووحدة المواقف والشرخ الذي أصاب العلاقات العربية العربية بسبب الموقف من إيران والمشروع الإيراني ( الفارسي) ، كل هذا جعل من نظام الأسد شريكاً فاعلاً ضمن هذا الصراع، وبذات الوقت منخرطاً في صراعات داخل المحاور المؤيدة له، وذلك عبر التبعية المفروضة عليه نتيجة التداخل الروسي الإيراني. إضافة لمحاولة إيران الاستثمار بالملف السوري حتى مداه الأقصى، حيث كان تدخل إيران فرصة ذهبية لهذا الاستثمار سياسيا واقتصاديا وعسكرياً.

كل ماحدث ورغم الصدام الذي حصل ببن المشاريع المتعددة واذرعها على الأرض، والتداخل الدولي، والصراع سواء على الجغرافيا أو في أروقة السياسة كل ذلك لم يؤثر بصورة مباشرة على بشار الأسد بشكل مباشر وإن بدأت بتقويض أركان حكمه.

الانخراط الكامل لبشار الأسد في المشروع الإيراني قبل 7 تشرين أول 2023، كان ربما مفيداً من ناحية التوازن مع القوى المتداخلة، إلا أنه ومع تطور الصراع ووصوله إلى مراحل غير مسبوقة، بعد التصعيد الإسرائيلي ضد أذرع إيران، والتهديدات المباشرة وغير المباشرة لبشار الأسد وأركان حكمه في حال انضم للصراع الجاري، جعل منه يتخذ جانب الحياد وإن لم يكن بشكل كامل، مما جعل المحور الموالي لإيران داخل النظام عرضة للهجمات الاسرائيلية بشكل متكرر.

هذه التهديدات شجعت بعض الدول العربية للضغط والطلب منه فك ارتباطه بايران بالتزامن مع تقديم حوافز وضمانات في حال استطاع فك الارتباط، وهذا الموقف أيضا يتطابق مع موقف الأمم المتحدة المتمثلة بمبادرة مبعوثها إلى سوريا غير بيدرسون والمسماة خطوة مقابل خطوة.

نظام الأسد الذي استطاع الضغط على الدول العربية والغربية عبر استراتيجية تصدير الكبتاغون، وجد نفسه لاحقاً أمام خيارين.

الأول: الانخراط بشكل مباشر مع محور إيران وأذرعها وبالتالي سيجد نفسه في مواجهة إسرائيل وبعض العرب وربما الولايات المتحدة في وقت لاحق ( يرتبط ذلك باستراتيجية ترمب في سوريا) وكذلك موقف إدارة ترمب من التصعيد الإسرائيلي ضد إيران. في هذه الحال سيصبح الهدف التالي بعد حزب الله هو المليشيات الايرانية والعراقية في سوريا والعراق ومنابعها وداعميها والذي سيكون من بينهم بشار الأسد. والذي قد يلقى مصير حسن نصرالله إن لم يحدث تدخل روسي ينقذه عن طريق ابعاده من المشهد.

الثاني: هو خيار عدم الانخراط وهنا يرتبط مصيره بتطورات المشهد والصراع الإيراني الإسرائيلي وربما الأمريكي لاحقاً، في حال تطور هذا الصراع وهو أمر محتمل خاصة ضد أذرع إيران في المنطقة، فإن سياسة الحياد هنا لن تكون ممكنة وعدم انخراط بشار الأسد في دعم إيران وأذرعها سيقربه أكثر من مصير علي عبدالله صالح.

ترتبط هذه السيناريوهات بالإستراتيجية التي ستتبعها إدارة ترمب في المنطقة ومدى تطابقها أو تنافرها مع سياسات إسرائيل ضد إيران واذرعها في المنطقة.

ومدى تغير الاستراتيجية الأمريكية اتجاه روسيا وموقف ترمب من الحرب الأوكرانية الروسية، وانعكاس ذلك على الوجود الروسي في سوريا.

شاهد أيضاً

ردع العـ.ـدوان، ما الذي حصل؟

ردع العدوانما الذي حصل ؟ تحليل لم يكن قرار فتح المعركة مفاجئاً أو اعتباطياً بل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − سبعة =