عمر خطاب
انتخابات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا: تحديات دون آفاق
عمر خطاب
تعود انتخابات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إلى الواجهة بعد تأجيلها لمرتين في مايو ويونيو الماضيين، ثم للمرة الثالثة في أغسطس. وقد جاء هذا التأجيل في ظل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، الذي أكد أن “شروط الانتخابات الحرة والنزيهة في شمال وشرق سوريا غير متوفرة”. هذا التصريح يعكس القلق الدولي حول مصداقية وشفافية العملية الانتخابية في هذه المنطقة.
الولايات المتحدة، التي تتابع الوضع عن كثب، أعربت باستمرار عن ضرورة أن تتمتع أي انتخابات في سوريا بالحرية والنزاهة والشفافية والشمولية، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. ومع ذلك، يبدو أن الشروط اللازمة لإجراء انتخابات مماثلة غير مستوفاة، سواء في شمال البلاد و شرقها.
تقرر إجراء انتخابات بلدية في الرقة في 10 نوفمبر الجاري، وفي دير الزور في 17 و18 نوفمبر الجاري. ومع ذلك، يواجه هذا الاستحقاق تحديات كبيرة، أهمها الرفض الشعبي الذي يعبر عنه السكان المحليون. حيث يشير العديد منهم إلى أن معظم المرشحين ينتمون إلى حزب سوريا المستقبل، مما يثير مخاوف من غياب التعددية السياسية والتمثيل الحقيقي لمصالح المجتمع المحلي.
تشبه آراء الكثير من السكان المحليين هذه الانتخابات بتجارب سابقة مع انتخابات النظام وحزب البعث، حيث تُعتبر النتائج محجوزة مسبقاً، مما يثير الشكوك حول جدوى المشاركة في هذه العملية.
أيضاً، تعاني دير الزور من واقع خدمي سيء، مما يزيد من الاستياء العام ويعكس عدم الثقة في قدرة الإدارة الذاتية على تلبية احتياجات المواطنين. هذا الواقع يعزز من الشعور بأن الانتخابات قد لا تعكس إرادة الشعب، بل قد تكرّس الوضع القائم.
تمثل انتخابات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا اختباراً حقيقياً للقيادة المحلية وقدرتها على تحقيق التغيير الإيجابي. لكن في ظل الشروط الحالية، تبقى التساؤلات حول مدى نجاح هذه العملية في تحقيق تطلعات السكان المحليين قائمة، مما يستدعي تفكيراً جماعياً حول كيفية معالجة التحديات السياسية والخدمية والاجتماعية في المنطقة.