الإثنين , أبريل 29 2024
الرئيسية / مقال / العالم تحت الزر الأحمر هل تُقلب التحالفات؟

العالم تحت الزر الأحمر هل تُقلب التحالفات؟

العالم تحت الزر الأحمر هل تُقلب التحالفات؟
مقال رأي ل حسن عبد القادر

مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية في شباط الماضي تغير وجه العالم والمعادلات فيه.
اعتقاد القيادة الروسية تعتقد الانتصار في أوكرانيا سيكون نزهة قصيرة ولن يستغرق أكثر من أسابيع في أقصى التوقعات جعل العالم ينتظر ماستؤول إليه هذه الحرب السريعة،
وة المفاجأة الكبرى التي حصلت وأدت إلى التوتر الحاصل في الساحة الدولية اليوم، سببهاالصمود الذي إن صح التعبير نستطيع تسميته بالجبار من قبل الجيش والشعب و الحكومة الأوكرانية.

من باب الإنصاف فإن هذا الصمود الذي تحدثنا عنه لم يكن ليتم لولا الدعم الأوربي والأمريكي لحكومة كييف، وربما خيار القتال وعدم الاستسلام هو الذي أجبر الدول الغربية على توفير الدعم من جهة، والخوف من الحلم الروسي في قضم القارة العجوز قطعة قطعة وهذا الشيء لا يخفَ على أحد، وتدركه جيداً غرف العمليات والتوافقات التي تصنع القرارات في تلك الدول.
الرئيس الروسي وبعد ما يقارب الثمانية أشهر على بدء حربه، رأى نفسه خارج اللعبة أو بمعنى أصح غير قادر على تحقيق المكاسب التي كان يتطلع لها، فبدأ بحرب الأعصاب والتهديدات المتكررة باستخدام السلاح النووي.
التطور الأخير الذي شهدته الحرب باستهداف جسر كيرتش الواصل بين روسيا والقرم استدعى رداً روسياً واسعاً استهدف المدن الأوكرانية وصولاَ للعاصمة كييف مما يعني منحىً جديداً ستتخذه الحرب .
في أقصى الشرق ، كوريا الشمالية التي أطلقت صاروخاً بالستياً في المحيط زاد الأمر سوءاً في هذا التوقيت وكأن الجميع ينتظر ساعة الصفر والجميع يحاول أن يظهر للجميع أنه بأتم الاستعداد للمعركة الكبرى القادمة “إن حدثت”
في أقصى الغرب الحكومة الأمريكية والشرخ الذي تسبب به تصريح الرئيس الأمريكي بايدن عن العزلة السياسية التي سيفرضها على المملكة العربية السعودية، ومن ثم زيارته للمملكة محاولاً إقناع الملك سلمان وولي عهده ودول التعاون الخليجي في زيادة إنتاج النفط باءت بالفشل أيضاً.
ما كان تحت الطاولة أصبح اليوم فوقها الولايات المتحدة الأمريكية تبيع الغاز لأوربا بأربعة أضعاف سعره وهذا تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون، فحالة الانسجام والتنغام التي كنا نشاهدها باتت اسفل الطاولة والمصلحة الفضلى لكل دولة والتي كانت تحت الطاولة أصبحت في الأعلى، كل حكومة باتت تبحث عن مصلحتها قبل كل شيء والولايات المتحدة ربما هي أكثر من ينتهز الفرص واليوم فرصة بيع الغاز لأوربا وقد انتهزتها.
مع عدم موافقة دول التعاون الخليجي على زيادة إنتاج النفط والهزائم المتكررة لروسيا والتي كان آخرها تفجير الجسر في شبه جزيرة القرم هل سيبادر أحد الأطراف بالضغط على الزر الأحمر؟ لتأجيج ال٩رب والتي سيخرج الجميع خاسراً منها
وهل سيتحول الحلف العربي الأمريكي إلى حلف روسي عربي؟
تتجه الدول التي تعاني ازمات داخلية واقتصادية لافتعال حروب خارجية تشغل مواطنيها من جهة وتعيد لها توازنها أمامهم من جهة أخرى، وهذا ربما مايحصل الآن مع الدول التي خرجت بمشاكل اقتصادية كبرى سببتها جائحة كورونا وأزمة الطاقة والوقود العالمية.
وبالتالي هل سيشهد القرن الحالي ذات الأحداث التي أعادت تشكيل قواه وأقطابه، كما حدث بعيد الحربين العالميتين؟
أسئلة كثيرة تطرح والاجابة عليها مرتبطة بتطورات الحرب الروسية الأوكرانية وقدرة الدول على ضبط إيقاعها وعدم تحولها لحرب عالمية لافائر فيها.

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × خمسة =