الإثنين , أبريل 29 2024
الرئيسية / مقال / تركيا الخيارات المفتوحة

تركيا الخيارات المفتوحة

تركيا …الخيارات المفتوحة

فراس علاوي 

يتفق منتقدوا السياسة التركية في سوريا ومؤيدوها على الدور المحوري لتركيا في سوريا خاصة في شمال وشمال شرق سوريا .

التدخل التركي والذي يشبه التدخل الروسي في سوريا من حيث التأثير وطبيعة التدخل إنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية .

أولاً
إدارة الأزمة
ثانياً
الإنخراط بالأزمة
ثالثاً
محاولة الخروج من الأزمة

لم يحدث أي صدام حقيقي ومباشر بين تركيا وأي من الأطراف المتداخلة في الوضع السوري خلال مرحلة إدارة الأزمة ، كان الموقف التركي سياسياً حاول بالبداية استيعاب نظام الأسد من خلال توجيه النصح وكان ذلك واضحاً بزيارة أحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا آنذاك لدمشق بداية عام 2011 بعد أسابيع من إنطلاق الثورة السورية ،  ومن ثم التحول لامتصاص الإندفاعة الثورية من خلال استقبال تشكيلات المعارضة السياسية والعسكرية .

الإنخراط في الأزمة

بدأ مع إقتراب القتال من الحدود التركية السورية وظهور تنظيم داعش وتشكيل قسد حيث أحست تركيا بأن الخطر الكردي يتضاعف على حدودها ولابد من استثمار التحولات في سوريا لتحقيق الرغبة التركية في إبعاد الاكراد عن حدودها ومنع قيام أي كانتون كردي على حدودها هذا التدخل سمح بحدوث بعض الاشتباك وتغيير في قواعده نتج عنه صدام روسي تركي بدأ باسقاط الطائرة الروسية التي إخترقت المجال الجوي التركي هذا الواقع فرض تصعيداً روسيا قابله اعتذار تركي أعاد الأمور والعلاقات إلى نصابها بل ومن أجل إحتواء التوتر ذهب الطرفان للتنسيق المباشر سياسياً وعسكرياً في الشمال وخاصة إدلب إلا هذا التنسيق لم يسر على خط متصاعد ،  إذ واجهته بعض العقبات كان  أبرزها ملف هيئة تحرير الشام حيث حاولت تركيا إستثمار الملف لأقصى حد ممكن فيما استعجلت روسيا إنهاء ملف إدلب مما أدى لاختلاف في وجهات النظر تم استثمارها بشكل كبير من قبل نظام الأسد وبغض بصر روسي مما أدى لتوتير الأجواء بين الطرفين .

محاولة الخروج .

تركيا التي ابتعدت عن أمريكا بسبب ملف قسد اصطدمت بتعنت روسي في ملف إدلب مما اضطر الجانبين لتصعيد مواقفهما هذا التصعيد جعل تركيا أمام ثلاث خيارات رئيسية وصعبة
تحدد مصير المنطقة ومستقبل التدخل التركي في سوريا

أول هذه الخيارات
الذهاب بعيداً بعمل عسكري ضد النظام وهو مالايقبله الروس ولا الأمريكان

الثاني
التوافق مع الروس وهو يعني قبول خساراتها على مضض
والانتقال لاتفاق جديد بشروط روسية وهو المرجح
الثالث
العودة للأمريكان وهو ماتهدف إليه زيارة جيمس جيفري
والذي لسان حاله يقول
(ألم نقل لكم الروس شركاء غير موثوقين )
وبالتالي القبول بالشروط الأمريكية والقبول بقسد كمكون ضمن المعارضة السورية وهو ماوعد به الأمريكان قسد سابقاً
فأي من الخيارات سيقرره أردوغان في حديثه غداً الأربعاء .

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + 19 =