درويش خليفة
كاتب صحفي سوري
الشرق نيوز
يعقد مبعوث التحالف الدولي إلى سوريا جيمس جيفري لقاءات عدة في مناطق متباعدة يهدف من خلالها ضرب سرب من العصافير بحجرً واحد.
إذ تبدأ باكورة جولاته المكوكية من فرنسا من خلال اجتماعه و المجموعة المصغرة في باريس والتي تضم أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن ومصر مع احتمالية مشاركة المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن ورئيس “هيئة التفاوض السورية” المعارضة نصر الحريري.
حيث يهدف الاجتماع لتفعيل العملية السياسية المجمدة بسبب الانقسام الدولي في جزئيات عدة، كملف الدستور والاختلاف حول الأعضاء الستة، وملف إدلب وسبل الحل في ظل سيطرة هيئة تحرير الشام، والمنطقة الآمنة المزمعة في شرق الفرات و الغوص في تفاصيلها المعقدة والتي تحتاج تغريدة تويترية من الرئيس الأمريكي لتفكك خيوطها.
ليكمل المبعوث الأمريكي جولته الأوروبية بعد ذلك إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في الفترة من 26-28 يونيو، سيعقد خلالها اجتماعات مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لمناقشة الوضع في سوريا والعراق وبما في ذلك الحاجة إلى مساعدة إضافية لتحقيق الاستقرار في البلدين وحث الأوروبيين لفتح خزائنهم لإعادة شيء من الحياة لمنطقة شرق الفرات ملوحا بورقة اللاجئين إن لم تتحسن الظروف المعيشية في المنطقة.
كما ويشارك جيفري في اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل وفي اجتماع لمبعوثي الدول الغربية في الملف السوري.
وفي جميع لقاءاته انفة الذكر سيكون الملف النووي الإيراني حاضر على طاولته و كذلك التطورات الاخيرة في بحر عُمان وإسقاط الطائرة الامريكية المسيرة في الأجواء الدولية عند مضيق هرمز و الذي يشكل تهديداً للملاحة البحرية الدولية لحلفاء واشنطن.
يغادر الدبلوماسي الأمريكي بروكسل في الفترة من 29 يونيو إلى 2 يوليو متجها الى الشرق الاوسط، تحديداً الى الأردن حيث يلتقي هناك وزير خارجيتها أيمن الصفدي وغيره من كبار المسؤولين الأردنيين لمناقشة الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة والتطرق لمخرجات ورشة البحرين التي تخص “صفقة القرن” المرفوضة أردنياً ضمناً، ومشاركتهم تحت وطأة الضغوط من المحيط الخليجي الاسرائيلي.
و في ذات السياق أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن كلا من مصر والأردن والمغرب أبلغتهم بمشاركتها في الورشة، وفق ما نقل عنه إعلام أمريكي، في الوقت الذي لم تعلن فيه أي من الدول الثلاث رسمياً عن مشاركتها حتى الخميس الفائت، وتأتي المشاركة الأردنية وسط “لاءات ملكية ثلاث”، إذ أعلن الملك الأردني عبد الله بن الحسين موقفه من القضية الفلسطينية، بلا للتوطين و التخلي عن القدس، ولا حل لأية تسوية للقضية، إلا بحل الدولتين.
2 يوليو، سيحضر السفير جيفري مؤتمر هرتسليا في إسرائيل ليلقي بملاحظاته حول الوضع الحالي في سوريا، وسبل كبح جماح إيران و أذرعها على الجغرافية السورية.
لتكون الخطوة الأولى حسب المخطط الأمريكي على سلم الحل السوري إذا ما استطاعوا لذلك سبيلا.
بعد إسرائيل، يعود السفير جيفري إلى القارة العجوز، حيث سيعقد اجتماعات في برلين الألمانية مع شركاء سوريين وكبار المسؤولين الألمان في الفترة من 3-5 يوليو حول سوريا أيضاً.
في اجتماعاته في برلين، سيناقش السفير جيفري الوضع في الشمال الشرقي من سوريا والجهود المشتركة لاستمرار ضمان هزيمة دائمة لداعش، وكذلك جهود التوصل إلى حل للنزاع السوري تمشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
جميع التنقلات الجوية للسفير الأمريكي ولقاءاته الماراثونية تصب نتائجها في أوساكا اليابانية في قمة العشرين الاقتصادية حيث سيلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكسر الجليد في العلاقات المتأزمة بسبب تضارب المصالح في ملفات عدة، تحاول اسرائيل تقريب وجهات النظر في بعض الملفات وتفشل في ملفات أخرى.
كما ستكون قمة أوساكا فرصة للقاء الرئيسين الأمريكي والتركي وكذلك الروسي و التركي، وفي هذا المثلث من اللقاءات الرئاسية سيكون شمال غرب و شمال شرق سوريا المحور الأهم، أضافة ل deadline/ الموعد النهائي المحدد من الامريكان، للأتراك بخصوص شراء صفقة منظومة الدفاع الروسي S400.
والتي تقلق الأمريكان ودول حلف الشمال الأطلسي(الناتو). اذا ما تمت.