الشرق نيوز
انتهاء حملة “السلام” التي قادها الجيش الوطني.. وقائد شهداء الشرقية يوضح ماحصل معه بعفرين
تداول نشطاء سوريون فيديو مسجل لقائد تجمع شهداء الشرقية، المدعو “أبو خولة موحسن”، وضّح فيه أسباب هجوم مايسمى الجيش الوطني “المدعوم تركياً” على فصيله في الثامن عشر من الشهر الجاري نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وذكر أبو خولة في بيانه أن سبب مهاجمة الجيش الوطني لفصيله “من بدايتها حتى النهاية” هو فتحنا “شهداء الشرقية” معركة عسكرية على مواقع قوات الأسد والمليشيات الطائفية المساندة لها في بلدة تادف بريف حلب الشرقي في الخامس من يونيو/حزيران 2018، فيما وصفها معركة لتخفيف الضغط عن “اخواننا في درعا”، الذين كانوا يتعرضون لحملة عسكرية ضخمة من قوات الأسد والمليشيات الطائفية المساندة لها مدعومين بجنود وضباط روس، وطيران روسي، هذا ما نفاه الجيش الوطني متذرعاً بمصطلح محاربة الفساد “بحسب قوله”.
وتابع قائلاً “المصيبة أنهم انكروا هذا الأمر، لكن بعدما تكشفت الأمور تبين حقيقيةً أن هذا الأمر مُدبّر، من قبل قيادة الأركان ومن لف لفيفهم، بسبب معركة تادف، لكنهم أرادوا أن يبعدوا هذا الأمر عن الحقيقة”.
وصرح في البيان المصور ذاته أنه اجتمع قبل أيام من شن الحملة على فصيله مع قائد الأركان في الجيش الوطني العقيد “هيثم عفيسي”، وطالبه العفيسي بالامتثال للقضاء بسبب قضايا فساد،” وطالبته اش هي قضايا الفساد اللي موجودة عند شهداء الشرقية، ما استطاع يذكرلي ولا قضية، فحاولت إني أنا أساعده يعني، ياهل ترى عندي حاجز تشليح، أو الي مثلاً معبر.. إن كان على النظام أو على قسد أو غيره، أو أني أخذ زيتون من المدنية، أو أشلّح سيارات، أو اخطف وأطلب فديات، فصرت أسهل له الأمر! أنو أعطيني جرم من هاي الأجرام، فما استطاع”.
وأضاف أبو خولة قال لي العفيسي لنا عندك مطلوبين نريد أن تسلمنا إياهم، و أعطاني قائمة من الأسماء، وتابعت بالبحث عنها، وتبين لي أن الأسماء المذكورة في القائمة تتبع لفصائل ثانية، ولم نتوقف عند ذلك الحد فقد داهمنا أماكن تواجدهم وسلّمتهم للأركان، للعقيد هيثم عفيسي حصراً، وتابع أبو خولة متأسفاً أن من اعتقلهم تم إطلاق سراحهم في اليوم التالي.
ونوه أبو خولة إلى أن العقيد هيثم عفيسي طالبه بطلب غريب “حسب قوله”، أن الفصيل يجب أن يُحل ويسلم سلاحه للشرطة العسكرية ويقدم الفصيل للمحاكمة.
وأشار أبو خولة إلى أنه في بداية الأمر رفض الطلب، معللاً ذلك بأنهم طالبوه بحل الفصيل دون تقديم أيّة تهمة، وتابع بأن العفيسي قال له بأنه ليس عليك أي تهمة، لكني أتعرض لضغوطات أريد أن اتخلص منها.
وكرر أبو خولة أنه استجاب لطلب العقيد هيثم عفيسي، وذهب لمقره وصور بيان بحل الفصيل وتسليم السلاح، وتابع قوله “رحنا راجعنا العفيسي بعد أربعة أيام، فقال ماعليكم شي بس لازم تنضمون للجيش الوطني”، أجابه أبو خولة بأن ليس لدينا مشكلة بشيء لا يتعارض مع مبادئنا وثورتنا وديننا.
وفي ذات الأثناء أعاد الجيش الوطني قسم من السلاح الذي سُلِّمَ قبل أيام.
وقال أبو خولة أنهم تفاجأوا في اليوم التالي بحملة تحت مسمى محاربة الإفساد، وعلى الفور بدأ الجيش الوطني بتقطيع الطرقات والقصف العنيف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وبرر أبو خولة مقاومته الشرسة للهجوم بأنه يعتبر نفسه مجاهد وأنه في هذه الحادثة على حق وأنه لا يخاف من الموت.
وعزا أبو خولة ذوي عناصره الذين قتلوا في المعركة والذين بلغ عددهم 9 عناصر، وقال أنه لن يترك نسائهم وأبنائهم ويكون لهم كفيلاً.
وطالب الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية أن يردوا مظلمته التي ظُلم، وذكر أنه كان مع “الأخوة الأتراك” جنباً إلى جنب في معاركهم ضد تنظيم الدولة “داعش”، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”،وكان آخرها معركة تحرير عفرين غرب حلب تحت مسمى عملية “غصن الزيتون”.
ودعى أبو خولة في بيانه الفصائل بالتوحد وأن يعيدوا تجربة غرفة عمليات جيش الفتح الذي فُتحت على أيديه مناطق كثيرة “حسب تعبيره”.
ومن جهة أخرى قال أبو خولة أنه لا يترك سبيل يستطيع فيه نصرة مظلوم إلا وسيسلكه، حتى ولو كان خارج حدود بلاده.
ونشرت صفحات محلية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” خبراً مفاده أن تركيا سمحت بعودة فصيل “شهداء الشرقية” إلى مقراته بريف حلب الشمالي.
وكانت الشرطة العسكرية قد أعلنت يوم أمس ببيان رسمي انتهاء مااسمته حملة السلام، والتي استهدفت الخارجين عن القانون والمفسدين في منطقتيّ درع الفرات وغصن الزيتون “بحسب ماجاء في البيان”.
يذكر أن مناطق ريف حلب المسيطر عليها من قبل الجيش الوطني تشهد انفلاتاً أمنياً منذ عدة أشهر، ولا زال الانفلات الأمني مستمراً حتى بعد إعلان الشرطة العسكرية انتهاء حملة محاربة الخارجين عن القانون “محاربة الفساد”.