جلنار عبدالكريم
يعاني أهالي مدينة منبج من سوء نوعية الخبز، الذي يباع في الآفران الآلية، وقد توجه الكثير من الأهالي إلى شراء الخبز السياحي، بعد أن اصبح الخبز المدعوم (علفي) كما يصفونه، وذلك بسبب سوء نوعية الطحين فهو خليط بين دقيق القمح والشعير والذرة، وعمد الأهالي لتقديم مئات الشكاوي ضد الافران وأصحاب الافران، طالبوا فيها الادارة الذاتية، بتحسين الطحين وزيادة كمية الخميرة لكن رد الاخيرة كان (هذا الموجود).
وتعتبر مشكلة سوء انتاج الخبز من أكثر المشاكل التي تزعج الأهالي حالياً في منبج، باعتبار أن القمح من انتاج المنطقة، وكذلك المطاحن والمخابز متوفرة بذات المنطقة، ثم إنّ الخبز لا يحتاج إلى مواد خام أو آليات من الخارج، ورغم ذلك تتحجج الإدارة الذاتية بالحصار المفروض على المنطقة للتهرب من شكاوي الأهالي.
“محمد سليمان” قال لموقع الشرق نيوز: إنّ أهالي المنطقة يعتمدون على زراعة القمح وفي النهاية، نعاني من فقدان الخبز، أو نرى أن الخبز بجودة سيئة جداً، هذه حالة غير طبيعية حتى وإن كنا في حالة حرب، ويجب على الإدارة الذاتية، أن تتابع الأمور الخدمية وتحاول اصلاحها وتحسينها.
من جهته “سهيل الأحمد” أوضح للشرق نيوز: إن مسؤولي الإدارة الذاتية عمدوا إلى سد النقص الكبير بمادة الطحين، بإصدار تعميم على جميع المطاحن والمخابز بخلط الطحين بالنخالة، وعدم فرزها عن الطحين في المطاحن، ما جعل رغيف الخبز أقل جودة وغير متماسك، ناهيك عن اللون الأسمر.
ولفت “الأحمد” أن عدم فرز النخالة عن الطحين، بالإضافة للشوائب الأخرى الموجودة فيه، جعل الخبز سريع التلف، وغير مستساغ، “مضيفاً” الأمر الذي جعلني ألجأ لشراء الخبز السياحي، رغم ارتفاع سعره، نسبةً للخبز الآلي “العادي”، مما سبب لي ضغطاً مادياً اضافياً.
أما “أم سامر” فقد قالت: أصبحت أعجن وأخبز الخبز في بيتي على الصاج، فأولادي باتوا لا يأكلون الخبز الذي تنتجه الأفران في المنطقة، خصوصاً بعد ظهور بعض الحصى الناعمة، والعيدان وبعض خيطان أكياس الخيش التي يوضع فيها الطحين، تحت أضراسهم وهم يأكلون، ما جعلني أستبعد شراء هذا الخبز ولن اطعمهم إياه، حتى إن اعطوني اياه مجاناً، فإن بقي على هذا النحو فهو لا يصلح للاستهلاك البشري، هو هكذا اقرب ما يكون للعلف الحيواني .
يشار أن هذا النوع من الخبز، وهو أقرب إلى خبز النخالة، الذي يفتقد لكل عناصر التغذية، يسبب الكثير من الأمراض المعوية والنقص الكبير بالفيتامينات .
ويبقى رغيف الخبز هو لقمة الفقير والغني في سورية وقد نال نصيبه أيضاً ، مثله مثل البشر من الأزمات والحرب، حتى بات من أهم سبل التجويع من أجل التركيع، بحسب الجهة المسيطرة .