الأحد , مايو 25 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / تحليل / تعيين توماس باراك :رسالة سياسية تتجاوز الأطر التقليدية للدبلوماسية الأميركية في المنطقة

تعيين توماس باراك :رسالة سياسية تتجاوز الأطر التقليدية للدبلوماسية الأميركية في المنطقة

تعيين الولايات المتحدة لتوماس باراك مبعوثاً خاصاً إلى سوريا يحمل في مضمونه رسالة سياسية تتجاوز الأطر التقليدية للدبلوماسية الأميركية في المنطقة رسالة سياسية تتجاوز الأطر التقليدية للدبلوماسية الأميركية في المنطقة … 

الشرق نيوز 

 

باراك ليس شخصية عابرة في المشهد الأميركي، بل يمثل تياراً براغماتياً يرتبط بالمصالح الاقتصادية وشبكات النفوذ الإقليمي، وهو ما يجعل من تعيينه مؤشراً واضحاً على تغير نبرة واشنطن حيال الملف السوري …

 

أولى دلالات هذا التعيين تتعلق بملف “قسد”، الذي لطالما شكل نقطة خلاف مركزية بين واشنطن وأنقرة. دخول باراك على هذا الخط قد يعني انفتاحاً أميركياً على تفاهمات أكثر مرونة مع تركيا، تتضمن تقليص الاعتماد على “قسد” أو حتى تفكيك بنيتها تدريجياً مقابل تفاهمات أمنية أوسع. هذا ينسجم مع حاجة الإدارة الأميركية لخفض التوتر مع أنقرة وإعادة ترتيب التحالفات في المنطقة بما يتماشى مع أولوياتها الجديدة …

 

ثانيا، الملف الاقتصادي حاضر بقوة في خلفية هذا التعيين … 

وباراك المعروف بخلفيته الاستثمارية يمثل تياراً داخل واشنطن يفضل استخدام أدوات الاقتصاد بدلا من العقوبات الصلبة … وهذا قد يمهد لتخفيف تدريجي للعقوبات المفروضة على سوريا، ليس بالضرورة من باب المجاملة للنظام، بل كمحاولة لإعادة الإمساك بخيوط التأثير الأميركي داخل الساحة السورية … 

 

دلالات ما اسلفت به هو تصريحات و ‏بيان من السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس باراك بشأن لقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني …

التقيت اليوم بالرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في إسطنبول لتنفيذ قرار الرئيس ترامب الجريء الذي يهدف إلى إرساء طريق نحو السلام والازدهار في سوريا. وقد أشاد الرئيس الشرع بسرعة التحرك الأمريكي لرفع العقوبات، ورحّب بالإعلان التاريخي الصادر أمس عن الوزير روبيرو بإعفاء عقوبات قانون قيصر لمدة 180 يومًا، إضافة إلى إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن الترخيص العام رقم 25 وغيره من إجراءات تخفيف العقوبات.

أكدت مجددا دعم الولايات المتحدة للشعب السوري بعد سنوات طويلة من الصراع والعنف، وشددت على موقف الوزير روبيرو بأننا لو لم نتحرك بسرعة وبشكل مدروس لرفع العقوبات، لما تمكن شركاؤنا في المنطقة من تقديم الدعم المالي والإمدادات والطاقة اللازمة لتخفيف معاناة الشعب السوري المتضرر من الصدمات.

ويتمثل هدف الرئيس ترامب في تمكين الحكومة الجديدة من تهيئة الظروف التي لا تضمن فقط بقاء الشعب السوري، بل تتيح له الازدهار والنمو.

وأكدت أن وقف العقوبات عن سوريا من شأنه أن يحافظ على سلامة هدفنا الأساسي – وهو الهزيمة المستدامة لتنظيم داعش – كما أنه سيمنح الشعب السوري فرصة لمستقبل أفضل. كما أثنيت على الرئيس الشرع لاتخاذه خطوات ملموسة لتنفيذ نقاط الرئيس ترامب المتعلقة بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتدابير مكافحة داعش، والعلاقات مع إسرائيل، والمخيمات ومراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا.

وقد أكدنا، أنا والجانب السوري، التزامنا بمواصلة هذه الحوارات المهمة والعمل المشترك على تطوير الاستثمارات في القطاع الخاص داخل سوريا لإعادة بناء الاقتصاد، بما يشمل استثمارات من شركاء إقليميين ودوليين مثل تركيا ودول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة.

لقد كان هذا اللقاء تاريخيا، حيث تم تجاوز قضية العقوبات – كما أشار الرئيس ترامب – وأسفر عن التزام مشترك من بلدينا بالمضي قدمًا بسرعة في مجالات الاستثمار والتنمية، وبناء صورة جديدة لسوريا مرحبة وخالية من العقوبات على الساحة الدولية …

 

 

هذا التعيين يؤكد أن واشنطن بصدد مقاربة جديدة تجاه سوريا، مقاربة تقوم على المساومة بدل القطيعة، وعلى التفاوض بدل العزل، وعلى إعادة التموضع بدل الانسحاب الكامل …

 

 

● لمن لا يعرف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم بَرّاك : 

 

ملياردير أمريكي، يعمل في العقارات، وتربطه صداقة قديمة وعلاقة وثيقة للغاية بالرئيس ترمب، وكان جامعا للتبرعات وممولا رئيسيا لترمب في حملته الانتخابية الأولى، وكان مستشارا غير رسمي للحملة، وتولى رئاسة لجنة تنصيب ترمب في ولايته الأولى، وهو تأكيد رمزي على الثقة المتبادلة بينهما. في عام 2018 قالت نيويورك تايمز بأن برّاك له “مكانة فريدة في عالم ترمب”. 

 

برّاك أنقذ من الإفلاس جاريد كوشنر صهر ترمب وأحد أقوى المؤثرين حاليا في صياغة السياسات وراء الكواليس تجاه الشرق الأوسط نظرا لعلاقاته الوثيقة مع قادة المنطقة لا سيما قادة دول الخليج. برّاك نفسه تربطه علاقات قوية بدول الخليج . أي أن الرجل أقرب إلى العالم الذي يتحرك فيه ترمب وكوشنر وستيف ويتكوف، وهو إن صح التعبير عالم موازي للمؤسسة الأمريكية وتعقيداتها وأسلوبها الكلاسيكي البيروقراطي. وحاليا العالم الأول يؤثر في الثاني وليس العكس. 

 

انشغل الإعلام الأمريكي لفترة طويلة بتوماس برّاك بعد فصول محاكمته على خلفية اتهامات بمحاولة التأثير على ترمب لصالح الإمارات، وواجه اتهامات بالتصرف وكيلا غير مسجل لصالح دولة أجنبية. سُجن ليومين وأطلق سراحه بكفالة وتمت تبرئته عام 2022. 

 

صادق مجلس الشيوخ على تعيين برّاك في 29 أبريل الماضي سفيرا لدى تركيا بأغلببة 60 صوتا مقابل 36، وعمليا دعمه معظم الجمهوريين. وعندما رشحه ترمب في ديسمبر استشهد بعقود من الزمن قضاها في إدارة شركة الأسهم الخاصة بوصفها إحدى المؤهلات. 

 

وأخيرا، فإن الرجل ليس دبلوماسيا عاديا، بل هو صديق موثوق قديم مقرب فاعل مؤثر في عالم ترمب، وحين يكتب اليوم منشورا، يستقي من ترمب أسلوبه في اختيار كلمات بعينها لكتابتها بأحرف كبيرة فإن برّاك حين كتب أن سوريا مفتوحة للأعمال بأحرف كبيرة، فإنه يعرف ما يقول ..

 

_ عبدالله عبدون ✍🏻

المصادر: وكالات

الصحفي: رأفت الرفاعي

شاهد أيضاً

سوريا: على تخوم الفرصة والفوضى ..

سوريا: على تخوم الفرصة والفوضى .. بقلم : عبدالله عبدون  تشير تصريحات وزير الخارجية الأميركي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 2 =