السوريون يرقصون في الشوارع… ونهاية “شهر العسل” بين واشنطن وطهران تلوح في الأفق
واشنطن
الشرق نيوز
شهدت المدن السورية اليوم مشاهد غير مألوفة من الفرح والبهجة، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع والساحات العامة احتفالًا بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، استجابةً لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
من دمشق إلى طرطوس، ومن إدلب إلى حلب إلى ديرالزور وغيرها ، اكتظّت الميادين بالمواطنين الذين رفعوا أعلام سوريا والسعودية، ورددوا الهتافات فرحًا ببوادر انفتاح سياسي واقتصادي طال انتظاره. وفي مشهد رمزي في ساحة الأمويين بدمشق، رقص عشرات النساء والرجال والأطفال على أنغام الموسيقى، بينما جابت السيارات شوارع المدينة وهي ترفع العلم السوري الجديد.
هذه المشاهد، التي أعادت الأمل إلى قلوب السوريين، لم تمرّ مرور الكرام على الشعوب الأخرى التي ترزح تحت نير أنظمة الاستبداد، وعلى رأسها الشعب الإيراني. فقد تابع الإيرانيون هذه التطورات بعيون تملؤها الترقب، وأمل يزداد اشتعالًا بأن يأتي يوم قريب يعيشون فيه نشوة الحرية، بعيدًا عن سطوة نظام ولاية الفقيه.
لقد أثبتت تجربة سوريا أن رهان الأنظمة الاستبدادية على الوقت والمفاوضات لن يدوم. فما سُمّي بشهر العسل بين واشنطن وطهران، يقترب من نهايته، لا سيما بعد الفضائح التي طفت إلى السطح في العاصمة الأميركية بشأن الأنشطة النووية السرّية للنظام الإيراني، والتي كشفت زيف ادعاءات “الاعتدال” وعرّت نواياه الحقيقية أمام المجتمع الدولي.
فالواقع الإيراني لا ينتظر اتفاقًا جديدًا، بل يتطلب حراكًا شعبيًا حقيقيًا، كما أكّدت قوى المعارضة مرارًا وتكرارًا: “طريق التغيير في إيران ليس عبر المفاوضات، بل عبر انتفاضة داخلية شاملة تقتلع جذور الاستبداد.”
إن مشهد احتفال السوريين اليوم ليس إلا مقدمةً لمشهد أكبر قادم من طهران وشيراز وتبريز والأهواز، حين ينتفض الشعب الإيراني ويحتفل بسقوط النظام القمعي، ليكتب فصلاً جديدًا من الحرية والكرامة.
وذلك اليوم… ليس ببعيد.