السبت , أبريل 26 2025
الرئيسية / الشأن الإيراني / نظام ولاية الفقيه… مصدر الفتنة والانقسام المذهبي في إيران

نظام ولاية الفقيه… مصدر الفتنة والانقسام المذهبي في إيران

نظام ولاية الفقيه… مصدر الفتنة والانقسام المذهبي في إيران

طهران 

الشرق نيوز

 

بينما تواجه إيران أزمات متفاقمة في الداخل، تتكشف يوماً بعد يوم طبيعة نظام ولاية الفقيه كعامل رئيسي في نشر الفتنة والانقسام المذهبي، مستخدمًا مؤسسات الدولة، لا سيما الإعلام الرسمي، كمنصة لإثارة النعرات الطائفية وبث الكراهية.

أحدث مظاهر هذا النهج تمثلت في بث إساءات صريحة لمقدسات أهل السنة عبر التلفزيون الرسمي، ما أثار استياءً واسعًا في صفوف المواطنين، خاصة في المناطق ذات الأغلبية السنية مثل زاهدان وكردستان وبلوشستان وخوزستان. واعتبرت عدة صحف إيرانية مثل “ستاره صبح” و”اعتماد” أن هذا التصرف ليس خطأً فرديًا بل يعكس توجها ممنهجًا من قبل أطراف متنفذة داخل النظام.

صحيفة “سیاست روز” ذهبت إلى أبعد من ذلك، متسائلة عمّا إذا كانت هناك “جهات نافذة في الإعلام الرسمي تخدم مشروعًا للاختراق والتخريب من الداخل”، في حين حذرت صحيفة “خراسان” من “خطأ مشبوه أو استراتيجي” يُراد من خلاله إشغال الرأي العام وخلق أزمات جديدة.

علماء الدين السنّة داخل إيران، رغم القيود الأمنية، عبّروا عن امتعاضهم من هذه الإساءات المتكررة، مطالبين بوقف التحريض الطائفي واحترام مقدسات جميع المذاهب. وقد جاءت هذه المواقف في خطب الجمعة وبيانات غير رسمية تم تداولها في الأوساط الدينية والشعبية.

اللافت أن هذا الغضب لم يأت فقط من النخب الدينية، بل من شرائح اجتماعية واسعة شعرت أن النظام لا يسعى للوحدة الوطنية، بل لتكريس التمييز والتفرقة لأهداف سياسية ضيقة.

في خضم هذا الوضع، تستمر الصحف في الكشف عن تصاعد الخلافات داخل النظام بين تيارات متشددة وأخرى تحاول تقديم نفسها كأكثر “منطقية”، كما أشار تقرير صحيفة “ابتكار”. غير أن الواقع يُظهر أن الجميع يستخدم ورقة الطائفية كأداة للبقاء، في وقت بات فيه النظام يواجه أزمة شرعية حقيقية.

صحف مثل “هم‌ميهن” و”آرمان امروز” و”شرق” تحدثت عن ميل النظام نحو دولة الفرد الواحد، حيث تُقمع الأصوات المعتدلة، ويُقصى كل من يعارض التوجهات المتطرفة. وقد حذرت صحيفة “اعتماد” من أن تضارب مصالح المتشددين مع المصالح الوطنية سيؤدي إلى تعميق الفوضى الداخلية. ومع الأخذ بعين الاعتبار أن وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في إيران كانت تاريخيًا خاضعة بالكامل لرقابة النظام وأجهزته الأمنية، فإن هذا الهجوم العلني من داخل الإعلام نفسه على ممارسات فئوية داخل النظام، يكشف عن فقدان خامنئي السيطرة على أدواته التقليدية. فالتصدعات العميقة والصراعات المتفجرة بين أجنحة الحكم أدت إلى تفكك قبضة النظام على الإعلام والمجتمع، في مشهد يذكّر بما جرى في الأشهر الأخيرة من حكم الشاه، حين فقد السيطرة، كما يفقدها خامنئي اليوم، على مؤسسات الدولة، وتَمهّد الطريق أمام تصاعد الغضب الشعبي والاضطراب السياسي.

في مواجهة هذا المشروع الطائفي، تقف المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي موقفًا واضحًا وثابتًا، حيث أدانت مرارًا وتكرارًا سياسات التحريض الطائفي والبغضاء التي ينتهجها نظام ولاية الفقيه.

وأكدت رجوي أن السبيل لبناء إيران المستقبل هو إنهاء التمييز الديني والطائفي، والاعتراف بحقوق جميع المواطنين على قدم المساواة، بصرف النظر عن مذهبهم أو معتقدهم. وفي خطة النقاط العشر التي طرحتها، شددت على أهمية الفصل بين الدين والدولة، وحرية العقيدة، وضمان حقوق السنة والشيعة والأقليات الدينية كافة.

هذا النهج الذي تتبناه المقاومة الإيرانية يُشكل نقيضًا مباشرًا لبنية نظام الملالي القائم على الإقصاء والكراهية، ويمثل أملًا لإقامة دولة تقوم على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي والمواطنة المتساوية.

نظام ولاية الفقيه لم يكن يومًا مشروعًا للوحدة أو الاستقرار، بل نظامًا قائمًا على الفتنة والتفرقة والقمع. ومع استمرار الاحتجاجات وتصاعد الغضب الشعبي، أصبح واضحًا أن القمع الطائفي لن ينقذ النظام من الانهيار المحتوم. الخيار الوحيد أمام الشعب الإيراني هو المضي نحو إسقاط هذا النظام الظلامي، وبناء إيران حرة، ديمقراطية، قائمة على المساواة والعدالة، حيث لا مكان للكراهية أو الطائفية.

شاهد أيضاً

هولندا : استدعاء السفير الإيراني بعد محاولتي اغتيال لمعارضين إيرانيين

هولندا : استدعاء السفير الإيراني بعد محاولتي اغتيال لمعارضين إيرانيين هولندا الشرق نيوز في 24 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + ستة عشر =