دمشق
طرطوس
الشرق نيوز
ألقت قوات إدارة العمليات العسكرية القبض على اللواء محمد كنجو حسن وهو المسؤول عن المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا العسكري.
ويعتبر حسن من أكبر مجرمي نظام الأسد وصاحب الأحكام الميدانية بإعدام الناشطين والمعارضين لنظام الأسد، دون محاكمات حقيقة.
من هو محمد كنجو حسن، حسب موقع مع العدالة
ينحـدر اللـواء محمـد كنجـو حسـن مـن قريـة خربـة المعـزة التابعـة لمنطقـة الدريكيـش بمحافظـة طرطـوس، وقـد حصـل علـى شـهادة فـي الحقـوق ثـم تطـوع فـي جيـش النظام السـوري، وتـدرج فـي سـلك القضـاء العسـكري حتـى اسـتلم منصـب النائـب العـام
العسـكري فـي المحكمـة العسـكرية الميدانيـة.
ولـدى انـدلاع الاحتجاجـات السـلمية فـي آذار 2011؛ كان محمـد كنجـو النائـب العـام العسـكري فـي المحكمة الميدانية العسـكرية فـي دمشـق برتبـة عميـد، وتولـى مـن خـلال منصبـه محاكمـة عـدد كبيـر مـن المدنييـن المعتقليـن، بالإضافـة إلـى معتقليـن مـن الضبـاط وصـف الضبـاط والجنـود بتهمـة محاولـة الانشـقاق عـن الجيـش أو حتـى نتيجـة الانتمـاء المذهبـي.
ويعتبـر محمـد كنجـو المسـؤول الأول عـن إصـدار آلاف أحـكام الإعدام والسـجن المؤيد أو السـجن سـنوات طويلة بحـق المعتقلين.
حسب شـهادة أحـد الضبـاط المنشـقين فـإن كنجـو اتفـق مـع قـادة الأجهـزة ورؤسـاء أفـرع التحقيـق فـي الأجهـزة الأمنيـة
علـى إضافـة عبـارة فـي إفـادات المعتقليـن تنـص علـى مـا يلـي(كمـا أقدمـت بالاشـتراك مـع آخريـن علـى مهاجمـة حاجـز كـذا أو مركـز كـذا أو النقطـة كـذا ) وهي مناطـق عسـكرية لقـوات النظـام( بالأسـلحة الناريـة، ممـا أدى إلـى استشـهاد عـدد مـن عناصـر هـذه
المراكـز أو الحواجـز أو النقـاط وإصابـة آخريـن«. علمـاً بـأن المعتقـل يتـم إجبـاره علـى توقيـع الإفـادة الخاصـة بـه دون أن يعلـممحتواهـا، وتعتبـر الجملـة أعـلاه كلمـة السـر التـي يتـم الإتفـاق عليهـا بيـن رئيـس فـرع التحقيـق فـي الجهـات الأمنيـة والقاضـي محمـد حسـن كنجـو لإصـدار الحكـم بالإعـدام علـى المعتقـل، حتـى وإن كان بريئـاً.
وتعتبـر أحـكام هـذه المحكمـة غيـر قابلـة للطعـن، حيـث يقـوم القائـد العـام للجيش والقـوات المسـلحة أو وزيـر الدفـاع بالتصديق علـى الأحـكام الصـادرة عـن هـذه المحكمـة التـي يتـم تشـكيلها بموجـب المـادة (3) مـن المرسـوم (109)بقـرار مـن وزيـر الدفاع،
وتشـكل مـن رئيـس وعضويـن، ولا تقـل رتبـة الرئيـس عـن رائـد كمـا لا تقـل رتبـة كل مـن العضويـن عـن نقيـب.
وتؤكـد إفـادات الضحايـا أن المحاكمـة الواحـدة تسـتغرق مـن دقيقـة واحـدة إلـى ثـلاث دقائـق فقـط، يكـون فيهـا المحكـوم ممنوع مـن الـكلام، حيـث يتـم إخراجـه فـور صـدور الحكـم عليـه، وعلـى الرغـم مـن أن هـذه المحكمـة كانـت لفتـرة مـن الزمـن
برئاسـة اللـواء شـيخ جابـر الخرفـان، إلا أن محمـد كنجـو حسـن النائـب العـام العسـكري لهـذه المحكمـة هـو الآمـر الناهـي فيهـا،
واسـتمر الحـال علـى ذلـك حتـى ترفيـع محمـد كنجـو إلـى رتبـة لـواء وتنصيبـه رئيسـاً لها.
وورد فـي إفـادة أحـد المعتقليـن السـابقين فـي سـجن صيدنايـا يدعـى محمـد، قولـه: »عنـد دخـول المعتقليـن إلـى القاضـي ليـس هنـاك محاكمـة بالمعنـى الحقيقـي، حيـث تكـون الجلسـة سـريعة فقـط إقـرار التهـم الموجـودة فـي الملـف المرفـوع مـن فـرع الأمـن، حيـث: بـدأ محمـد كنجـو يقـرأ التهـم علينـا، وكنـا ننكـر، كان يكلمنـا كخصـم، وليـس كقـاض يفتـرض تمتعـه بالحياديـة،
يعلـم القاضـي مـا يفعلـه عناصـر الأمـن خـارج المحكمـة، لكنـه ينكـر ذلـك صراحـة، كان تعاملـه سياسـياً وليس قانونياً.
كانت الدمـاء تنـزف مـن صديقـي، بسـبب ضربـه خـارج المحكمـة، فسـأله محمـد كنجـو عـن سـبب نزفهـا، فقـال لـه اسـأل عناصـرك فـي
الخـارج، هـم مـن فعلـوا بـي هـذا، فقـال لـه كنجـو أنـت هنـا فـي محكمـة، وهـذا لا يحصـل، فقـال لـه الشـاب، الـذي استشـهد لاحقًـا- فـي سـجن صيدنايـا، لسـت أدري إن كنـت فـي محكمـة أم فـرع أمنـي«.
كمـا أفـاد المقـدم عبـد السـام المزعـل أن محمـد كنجـو قـد حكـم عليـه بالسـجن لمـدة 15 ُ عـام وذلـك خـلال محاكمـة مدتهـا دقيقـة واحـدة.
ورد فـي شـهادة أخـرى لأحـد الضحايـا أن كنجـو كان يبـدل وصـف جـرم المعتقليـن لدى صـدور مراسـيم عفـو رئاسـية، بحيـث يخضـع المتهمــون لديــه للمــادة )300( مــن قانــون العقوبــات والتــي تنــص علــى معاقبــة المشــتركين فــي عصابــات مســلحة بالأشــغال
الشــاقة المؤبــدة، وذلــك بهــدف اســتثناء المعتقليــن مــن مراســيم العفــو الصــادرة بحقهــم، ومــن ذلــك القضيــة رقــم (6045)
والتـي شـملت 116 شـخصاً تـم اعتقالهـم أثنـاء محاولـة فـك الحصـار عـن مدينـة درعـا عـام ،2011 وإحالتهـم للقانـون المذكـور
بهـدف اسـتثنائهم مـن مراسـيم العفـو الصـادرة آنـذاك.
وورد فـي تقريـر صـادر عـن مركـز توثيـق الانتهـاكات فـي سـوريا حـول قانـون مكافحـة الارهـاب رقـم (19) اسـم القاضـي محمـد كنجـو بصفتـه أحـد أبـرز القضـاة اللذيـن تعاملـوا بطريقـة غيـر إنسـانية مـع المعتقليـن.
جديــر بالذكــر أن محمــد كنجــو قــد دأب خــلال عملــه فــي المحكمــة الميدانيــة العســكرية علــى ابتــزاز عــدد كبيــر مــن أهالــي المعتقليــن مــن أجــل الحصــول علــى أمــوال منهــم، وتمكــن مــن جمــع ثــروة كبيــرة مــن ذوي المعتقليــن.
ُ ونتيجـة لولائـه المطلـق للنظـام فقـد تـم ترفيـع محمـد حسـن كنجـو إلـى رتبـة لـواء ومديراً لإدارة القضاء العسكري في سـورية ككل، وهـي إحـدى الإدارات التابعـة لـوزارة الدفـاع، ويعتبـر مسـؤولاً عـن كافـة الأحـكام الصـادرة بحـق المعتقليـن الذيـن
تـم تنفيـذ حكـم الإعـدام بهـم، وعـن غيرهـا مـن الأحـكام التـي صـدرت ظلمـاً علـى آلاف المعتقلين.
- هذا وخلال عملية اعتقال اللواء كنجو قاوم أخاه وعدد من المسلحين التابعين له، الدورية التي ذهبت لاعتقاله مما أدى لاستشهاد أكثر من عشرة عناصر وإصابة آخرين وأدى لاندلاع اشتباكات في قريته التي كان يختبئ فيها.