الأربعاء , أكتوبر 16 2024
الرئيسية / تحليل / ماذا يجري في جنوب لبنان وماهي مآلات التصعيد؟

ماذا يجري في جنوب لبنان وماهي مآلات التصعيد؟

قراءة حول الاحداث الجارية

العميد عوض العلي

من الصعوبة قراءة مايجري وماتخطط له الغرف المظلمة وأجهزة الدول الكبرى، لذلك نحن نحاول قراءة جزء من الصورة التي نراها ونتخيلها ونحلها.

نتنياهو حكم أطول فترة زمنية كرئيس وزراء، وهي أطول من فترة أي رئيس وزراء آخر في عمر الكيان الصهيوني.

هجوم حركة حماس في 7/ اكتوبر/ 2023 / ، أصبح وصمة عار في تاريخ كيانه وتاريخه السياسي والعسكري؛ وبالتالي هو لا يريد  أن ينهي حياته السياسية تحت وطأتها، خاصة أنه منذ حوالي سنة ورغم مااقترفه من إجرام لم يستطع تحقيق أهدافه في غزة،  وأهم هذه الأهداف
تحرير الأسرى والمخطوفين، رغم كل ماخلفته الحرب من قتل ودمار.
لذلك سيحاول القيام بأعمال لها تاثير إيجابي وحاد ومستقبلي على كيانه، كي ينهي حياته السياسية بإنجاز يذكره التاريخ له، ويغطي على الآثار السلبية التي تلطخت بها سمعته وتاريخه.

أثناء حربه على غزة كان أيضاً يهيئ الظروف لهذا الهجوم على الحزب وعلى مدار عام تقريباً، عبر عمليات اغتيال لقيادات الصف الثاني والثالث وبأعداد قليلة خاصةً أنه لم يتم الرد عليه بطريقة متكافئة، وبالتالي تولّد لديه شعور بأن حزب الله لايملك قوة الرد ولا حتى إن تحصل على دعم إيران .


إيران قرأت المشهد واستنتجت أن نظامها قد يكون هو الهدف، فيما لو تدخلت عسكرياً لمصلحة أدواتها ولذلك باعت هؤلاء الحلفاء، ولن يسمعوا منها سوى الكلام لأنها أنشأت هذه الأدوات للدفاع عنها والتضحية في سبيلها، وهي تقبض الثمن وليس العكس وفق نظرية الأم والجنين.

وبما أن حرب الإبادة على غزة شارفت على الإنتهاء، شن  نتنياهو هجومه على حزب الله في لبنان، وبدأها بعملية تفجير “أجهزة البيجر” وأجهزة أخرى وعلى مدار يومين متتاليين .

ثم وسع مسرح عملياته في جميع أماكن تواجد عناصر الحزب ومستودعات أسلحته على الأراضي اللبنانية.

خلال أيام قليلة ونتيجة عمليات اختراق عميقة لكوادر الحزب تم العمل عليها منذ سنين قام بتصفية قيادات الصف الأول العسكرية وبكثافة حتى اغتال الأمين العام للحزب وأغلب هذه القيادات.

ماسيجري في الأيام والشهور القادمة وباختصار.

نتيجة تخاذل إيران وتخليها عن هذا الحزب وهو أهم أدواتها في المنطقة.

لن يتوقف نتنياهو وقيادته عن حربهم حتى القضاء على هذا الحزب ويضمن ولعقود قادمة عدم تعرض مستوطناته الشمالية لأي خطر أو تهديد ولو كان بسيطاً،ولن يكون إلا بالسيطرة على الجنوب اللبناني وذلك بالتدخل عبر قواته في الجنوب أو باتفاق دولي يختلف عن القرار /1701/يقضي بطريقة أشبه ماتكون بحل حزب الله عسكرياً وإبعاده شمالاً عن الحدود اللبنانية الجنوبية عشرات الكيلومترات وإحلال الجيش اللبناني في هذه المنطقة وإعادة حوالي /60000/ مهجر من المستوطنات الاستيطانية الشمالية للكيان إلى مساكنهم.

وعندما يقترب من القضاء على الحزب
سيحاول الإجهاز على بقاياه وعلى الميليشيات الإيرانية في كامل الجغرافيا السورية وفي غرب العراق.

كذلك سيعمد إلى تنفيذ عمليات عسكرية جوية على مناطق نفوذ  الحوثي ومليشياته، وستكون بمجملها عمليات قوية وذات تأثير لاستخدامه عدد متوسط أو كبير من طائراته الحربية في كل عملية، بسبب العامل الجغرافي ولا استبعد أن يكون عبد الملك الحوثي منذ الآن تحت المراقبة وفي حال التأكد من وجوده بموقع ما سيتم استهدافه.

كنت على قناعة تامة أن النظام الإيراني لن يدافع عن غزة بل على قناعة أكثر أنه ضحى” بالعاروري” و”اسماعيل هنية” وكذلك ضحى بأداته الأولى والأساسية خارج إيران “الامين العام لحزب الله” لمحاولة الحفاظ على نظامهم الذي لاشك لدي أنه يحاول إبعاد الخطر عنه،يعتمد على عامل الزمن ولوكان يملك الجرأة والشجاعة لَبَدأ الحرب مباشرةً مع كافة أدواته منذ بدء حرب غزة لأنه بعد الإنتهاء من تصفية أو إضعاف أدواته لدرجة تحييدها عن المعركة في المنطقة سيتفرغ نتنياهو وكيانه لرأس الأفعى، هذا النظام في إيران وسيعمد إلى ضرب هدفه الأساسي وهو المفاعلات النووية الإيرانية، وعندها سيكون لابد للنظام الإيراني من الرد وفي حال تم هذا الرد من قبل إيران فلن يكون مصيرها أفضل من مصير أدواتها من حيث تدمير قواها العسكرية والأمنية وبنيتها التحتية باستخدام سلاح الطيران والصواريخ ومن أراضي فلسطين المحتلة، وكذلك القواعد الإسرائيلية في أذربيجان ليست ببعيدة عنها وعندها ستندم على عدم بدء المعركة منذ بدء حرب غزة حين لاينفع الندم ولسان حالها سيقول ماقاله الأولون (( أُكلت يوم أكل الثور الأبيض ))
وستكون حينها بحار ومحيطات المنطقة تعج بالقوات الأمريكية والأوروبية كالبريطانية وغيرها دعماً للكيان

يعرف “نتنياهو” أن الخطر عليه ولو بعد حين مصدره الأكبر دول الطوق أو الجوار ولطالما سيحيّد لبنان وجنوبه وارتبطت مصر والأردن باتفاقيات سلام
لم يتبق سوى سورية ومن خلفها العراق ولذلك بالنسبة له ومن خلفه أمريكا والغرب لابد من اللجوء لعملية سياسية في سورية بأدوات ناعمة أو خشنة وقد يحتاج الأمر لعمليات جراحية قد تتأثر من خلالها حدودها ووحدتها.

وقد يتأثر العراق أيضاً بهذه الترتيبات بعد الانتهاء من معالجة ملف ميليشياته التي تتبع لأوامر إيران

عندها يكون الكيان الصهيوني قد ضمن القضاء على مشروع منافس له في المنطقة على المدى المنظور

إيران تعرف أن الأصوات تعالت ضدها بين جمهور حزب الله فكيف الحال بين جمهور الميليشيات في الدول الأخرى والتي تأتي في مرتبة أقل من مرتبة هذا الحزب لديها ولذلك فهي محرجة جدآ وتعاني من ضغوط وأصبحت بين حجري رحى وإن تجرأت وردت في إحدى المراحل التي ذكرتها وقبل الإنتهاء من معالجة ملفات ميليشياتها ستتغير المعادلة ويحاول نتنياهو ومن خلفه أمريكا والغرب البدء بالأم وعند القضاء على الأم يختنق الجنين بحبله السري.

كل ماذكرته من سيناريوهات يحتاج لفترةٍ زمنيةٍ قد تطول لشهور أو سنوات وهذا مايحتاجه نتنياهو أيضاً لأنه مهما كانت نتيجة هذه الحروب فعند نهايتها سيتم فتح ملفاته داخلياً وقد تودي به إلى السجن ولذلك لامصلحة له بتقريب آجالها.

ماتم ذكره من سيناريوهات قد تعترضه سيناريوهات أخرى غير متوقعة تغير من بعض المخططات بحكم الزمن وتطورات الحرب والمصالح الدولية.

هذه الحرب بالتأكيد هي حرب نتنياهو لكن لا أظن أنها حربه أو حرب كيانه فقط.

نتنياهو ونتيجة شعوره باهتزاز صورته وصورة كيانه بعد هجوم /7 اكتوبر/دخل الحرب على الحزب بأعلى القدرات العسكرية والأمنية والأهم التكنولوجية وبذلك يوجه رسائل لمواطنيه في الداخل :
بأن يثقوا مجدداً بأجهزتهم العسكرية والأمنية التي اهتزت صورتها بنظرهم.
وخارجياً : لإرسال رسائل قوة لكل دول المنطقة.

من المعروف أن نظام الأسد القابع في دمشق لا وفاء له ولذلك اعتقد أنه سيغتنم فرصة ضعف الحزب ويقوم بتحجيمه لإرسال رسالة للكيان ومن معه أنه في المعارك الأخيرة، كان خارج لعبة مايدعى محور المقاومة وكذلك محاولة التخلص من نفوذ الحزب ضمن مناطق سيطرته والذي أصبح مصدر ضيق له وتحرره من هواجس إنشاء ميليشيات عسكرية مرادفة للجيش كما في لبنان والعراق وليست تحت سيطرته.

إيران حالها كحال الأحمق أطلق له العنان لارتكاب جريمته وبعد إنتهائه منها أحضره من أطلق له العنان لمحاسبته عليها.

تحرير ياسمين اصلان 

شاهد أيضاً

أين هي أمك؟

وينها أمك ؟ نص ل هناء درويش وينها أمك؟   السؤال الذي كان أول ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 + 8 =