الإثنين , نوفمبر 25 2024
الرئيسية / مقال / الرقة بعد سقوط داعش …هل تنهض من جديد

الرقة بعد سقوط داعش …هل تنهض من جديد

سعد الصبر

من مخاض الحرب تولد الرقة !!

عدة صراعات على مدى أربعة أعوام للسيطرة على مدينة الرقة كان آخرها بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي فاتورة كبيرة دفع ثمنها اهل المدينة المسالمين…

على مدى السنوات الماضية شهدت مدينة الرقة عدة صراعات بدأت بين نظام الأسد والجيش الحر في عام 2012 وحتى عام 2013 عندما سيطر عليها الجيش السوري الحر ومن ثم انتقلت المدينة لحقبة جديدة من الصراعات بين الفصائل المعارضة وتنظيم داعش انتهت بسيطرة التنظيم على كامل المدينة وريفها

في أواخر عام 2014 عمد تنظيم داعش على توسيع نفوذه في المنطقة حتى بات يسيطر على نصف الأراضي السورية عندها قام التنظيم بحشد قوى كبيرة لمهاجمة الأكراد شمال غرب الرقة علماً ان الاكراد طوال فترة الحرب السورية لم يخرجوا الى خارج مناطقهم ، رغم عدم تواجد كتائب تابعة للمعارضة أو لتنظيم داعش بعد سيطرته على المنطقة كانت أغلب قرى ريف الرقة الشمالي التابعة لمدينة عين عيسى هي خالية من اي تواجد عسكري وبالرغم من سلوك الطريق المؤدي الى قرى الاكراد المحمية من وحدات حماية الشعب غربي عين عيسى ، بعد تحشيد تنظيم داعش قوى لمهاجمتهم لم يستغرق التنظيم سوى أسابيع حتى سيطر على كامل القرى الكردية التابعة لمدينة عين عيسى وتل ابيض ووصل لأطراف مدينة عين العرب “كوباني” ذات الغالبية الكردية ، في صباح يوم الاحد 5 أكتوبر عام 2014 بدأ تنظيم داعش قصفه العنيف على المدينة مما أدى إلى نزوح عشرات آلاف الأكراد إلى تركيا خوفاً من المجازر التي يرتكبها التنظيم بحقهم وسرعان ماأندلعت المعارك ف اصبحت المدينة محور اهتمام العالم ومحوراً لأكبر الصراعات على الساحة السورية ، حينها سيطر تنظيم داعش على غالبية المدينة رغم مساندة طيران التحالف لوحدات الحماية الكردية إلا أنها لم تستطيع صد هجمات التنظيم العنيفة والتي لم تتوقف بها العمليات الإنتحارية في حينها إعتقل التنظيم مئات المدنيين الذين نقلهم إلى مدينة الطبقة والرقة في ذلك الوقت إزداد إهتمام العالم بالمدينة ، تغير الموقف التركي الحذر الذي طالما تردد من فتحه الحدود لقوات من بيشمركة العراق لمؤازرة الأكراد في عين العرب ، أطراف كثيرة اجتمعت لقتال التنظيم داخل المدينة كان أبرزها كتائب من الجيش الحر ووحدات الحماية الكردية وهما الفصيلين السوريين وعدة أطراف إقليمية كقوات التحالف الأجنبية “فرنسية وكندية وبريطانية” واُخرى عربية كالدول “الخليجية” وغيرها من البلدان المجاورة ، حينها استطاعت القوات المؤازرة قلب الطاولة واستعادة المدينة بعد خسارة تنظيم داعش لأكثر من 4000 عنصر أغلبهم من جنسيات غير سوريا ، بعد استعادة وحدات الحماية لغالبية القرى التي خسرتها انسحبت البيشمركة الى شمال العراق وبقيت عدة كتائب من الجيش الحر تقاتل الى جانب الوحدات الكردية وبدعم من طيران التحالف الدولي في ذلك الوقت أُجبر تنظيم داعش على الانسحاب أمام تلك القوات من قرى ومدن كثيرة كان أبرزها مدينتي عين عيسى وتل ابيض كانت خسارة التنظيم للقرى والمدن الحدودية مع تركيا ضربة موجعه بالنسبة له ، حتى تم تشكيل قوى كبيرة تحت مسمى قوات سوريا الديمقراطية والتي تجمع كافة الفصائل المتواجدة تحت حماية التحالف الدولي في كيان واحد وغرفة عمليات واحدة حينها بدأ التنظيم يضعف شيئاً فشيئاً فسرعان ماخسر غالبية الريف الشمالي وانحسر نفوذه في القرى القريبة من مدينة الرقة وكان ابعدها على بعد 30 كم شمالاً في ذلك الوقت هدأت المعارك لمدة أشهر كانت فرصة لتنظيم داعش بشن هجمات إنغماسية على المدن التي خسرها وارتكابه عدة مجازر بحق المدنيين زامن ذلك لجوء التنظيم إلى إستخدام حيل للهجوم إلى النقاط الخلفية لقوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري فقام بتهجير العائلات الكردية من مدينة الرقة إلى مناطق سيطرة الأكراد شمال الرقة هذه كانت إحدى طرقه لإختراق صفوف الأكراد بإرساله عناصر يتكلمون اللغة الكردية فإرتكبوا وقتها واحدة من أكبر المجازر في عين العرب “كوباني” حينها استطاعت وحدات الحماية من قتل وأسر جميع المهاجمين ، لم تمض  إلا أشهر قليلة حتى حشدت قوات سوريا الديمقراطية قوى كبيرة مدعومة بقوات من المارينز الأمريكية لمهاجمة معقل التنظيم الرئيسي في سوريا وهو (الرقة) فكثف التحالف الدولي قصفه على المدينة وإستهدافه لكافة الطرق الرئيسية والجسور ماجعل التنظيم يكثف تواجده داخل المدينة خوفاً من مهاجمتها متناسياً الريف الغربي ماجعل مدينة الطبقة فريسة سهلة على القوات المهاجمة فاستطاعت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي السيطرة على (الطبقة) في غضون شهر ونصف وانحسرت أغلب فلول تنظيم داعش في مدينة الرقة حينها ركز التحالف الدولي على مهاجمة التنظيم في الرقة وبدأت فاتورة الدم تسجل ، بعد أربعة أشهر من دخول القوات المهاجمة الى مدينة الرقة انتهت الحرب بسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة كانت فاتورة هذه الحرب تدمير كافة البنى التحتية من “مدارس ومساجد وكنائس وجسور ومشافي”.

انتهت خلافة البغدادي التي كانت سبب معاناة أغلب شعوب المنطقة وولدت الرقة من جديد ولدت من مخاض الحرب مشوهة لا يعرفها أهلها تنتظر إحياءها من جديد لتعود الرقة درة الفرات ومدينة الرشيد ، فهل انتهت الصراعات عليها أم أن هناك نزاعات جديدة وفاتورة تتجهز بحق المدنيين يتسائل المدنيين بماذا يفكر تجار الدم !!

شاهد أيضاً

ملعب ديرالزور وصورة الخراب، عن كذبة الأمل بالعمل

ملعب ديرالزور وصورة الخراب  عن كذبة الأمل بالعمل فراس علاوي تمثل هذه الصورة فعلياً مايقوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − 2 =