ماذا بعد السيطرة على الرقة؟
الشرق نيوز – مازن حسون
تمكنت مليشيات قسد المدعومة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ اكثر من اسبوع من السيطرة على كامل مدينة الرقة وإنهاء وجود تنظيم داعش في محافظة الرقة. التنظيم الذي أذاق أهل الرقة الويلات وغطّى المحافظة بالسواد على مدار السنوات الثلاثة الماضية.
لم تكن عملية طرد التنظيم بالأمر السهل، ففاتورة المعارك الدموية التي استمرت أكثر من أربعة أشهر كانت كبيرة جداً على المدنيين. وبحسب ناشطي الرقة قُتل أكثر من 1800 مدني وجُرِح الآلاف ونزح جميع سكَان المدينة، بالإضافة إلى تدمير مدينة الرقة بشكلٍ كامل.
التنظيم خلّف وراءه كميات كبيرة من الألغام الأرضية في عدّة مناطق من المدينة ومُخبّأة بشكلٍ جيد. وقد حصدت هذه الألغام عدداً من القتلى من المدنيين ومن مقاتلي قسد أيضاً، فضلاً عن تمديد فترة إعتبار المدينة منطقة عسكرية لوقتٍ أطول ريثما يتم التخلص من هذه الألغام.
وقد عبّر فراس ممدوح الفهد عضو مجلس الرقة المدني عبر صفحته على فيسبوك عن صعوبة المهمة وضعف الامكانيات التي تم تقديمها لهم وناشد المجتمع الدولي لمساعدة الرقة في محنتها هذه.
ومن الواضح أن الرقة ستبقى بوضعها الحالي، معدومة الحياة، لوقتٍ أطول من المتوقع، فإزالة الألغام التي خلّفها داعش ليست الا عقبة واحدة من العقبات التي تواجهها المدينة. فالرقة اليوم بحاجة إلى إعادة إعمار للمدارس والمستشفيات والبنى التحتية ومنازل المدنيين الذين فقدوا حتّى الجدران التي كانت تأويهم. فضلاً عن انتشال الجثث الكثيرة التي لا تزال تحت الأنقاض جراء قصف التحالف الدولي خلال المعركة، ورش المدينة لغازات لمنع انتشار الأوبئة جراء تحلل تلك الجثث.
وفي خطوةٍ استفزازية قامت قسد برفع صور المدعو “عبد الله أوجلان” مؤسس “حزب العمال الكردستاني” المصنف على لوائح الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا والإتحاد الأوروبي مما أثار استياء أهالي الرقة معتبرين أنّه إعلان عن احتلال جديد للمدينة. بالإضافة إلى طلاء بعض أعمدة الكهرباء وواجهات المحلات بألوان علم احد الاحزاب الكردية حتّى قبل أن يتم انتشال جثث الضحايا المدنيين من تحت الانقاض.
الرقة اليوم هي تماماً كما كانت عليه قبل مئتي عام، مهجورة من السكان ومدمرة كما فعل بها المغول قديماً. وهي بحاجة لعودة أبنائها في الخارج لإعادة بثّ الحياة فيها، الأمر الذي لن تسمح به قسد التي تفرض تجنيداً إجبارياً على السكان وخصوصاً حزب البيدا واليبكا التي لا تنوي إشراك أي أحدٍ في حكم المدينة وإداراتها.