السبت , نوفمبر 23 2024
الرئيسية / مقال / الثورة السورية بعد 11 عاماً .. إلى أين ؟؟

الثورة السورية بعد 11 عاماً .. إلى أين ؟؟

الثورة السورية بعد 11 عاماً .. إلى أين ؟؟
أحمد السالم

” قد لا تتم الثورات إلا إذا دعمها فريق كبير من الجيش ، فلم تأفل الملكية في فرنسا يوم قُطِع رأس لويس السادس عشر ، بل يوم امتنع جندُه عن الدفاع عنه “
( غوستاف لوبون – روح الثورات والثورة الفرنسية )

تبدو كلمات لوبون والتي ضمنها في كتابه، خير محاكاة للثورة السورية في ذكراها الحادية عشرة ، تلك الثورة اليتيمة التي خذلها الجميع بشكل أو بآخر، الثورة التي بدأت بمظاهرات سلمية تدعو لربيع الحرية قبل أن تتحول سريعاً إلى شتاء حزين وطويل مقدمة عدداً كبيراً من الضحايا، فقد توقفت الأمم المتحدة يائسةً عن عدِّهم منذ عام 2014 ، بينما وثَّقت بالإسم “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إستشهاد أكثر من 228 ألف مدني ناهيك عن أكثر من 151 ألف مفقود إلى الأن ، منذ إرتقاء محمود الجوابرة وحسام عيّاش على يد قوات الأسد في درعا في الثامن عشر من آذار عام 2011 .
في حين يعيش الشعب السوري إلى اليوم بين لاجئ خارج البلاد ونازح داخلها ، ويقبع أكثر من نصفه تحت خط الفقر .
تُقسَّم السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية في البلاد بين ثلاث قوى رئيسية ، وراء كلٍّ منها قوى إقليمية ودولية تركت أثرها على شكل قواعد ونقاط عسكرية منتشرة على الأرض في جميع أنحاء سوريا .
وعلى الرغم من هذا الصراع المحتدم ، فإن الملف السوري الذي كان يحتل واجهة الأخبار والمفاوضات بات اليوم هامشياً أو مُلحقاً بغيره من القضايا الأخرى التي تعصف بالعالم ، فيما أضحت أرض سوريا مسرحاً لتصفية الحسابات وساحة لفرض الضغوط الدولية بين اللاعبين الكبار وصندوق رسائل يتبادلونها .
هنا لابد من السؤال عن مستقبل الثورة السورية خصوصاً بعد غزو بوتين (حليف النظام السوري) لأوكرانيا ، روسيا التي كانت ولاتزال السبب الرئيس في بقاء الأسد ونظامه إلى الأن ،
بعد تدخلها بالحرب السورية بشكل مباشر في 30 سبتمبر عام 2015 لصالح نظام الأسد بذريعة محاربة إرهاب داعش، كما صرح الرئيس الروسي بوتين وقتها ، وكان ذلك الغزو بعد الإتفاق الأمريكي الروسي الذي عرف وقتها بإتفاق “كيري – لافروف” الذي أُطلق بموجبهِ يد روسيا على الأرض السورية ، وأحتفظ لأمريكا بمناطق النفط في شرق البلاد ، دون مبالاة لمآسي السوريين وصيحاتهم ، فرجحت كفة القوة لصالح النظام السوري وقُلبت الموازين على الأرض بعد أن كان تحرير دمشق قاب قوسين أو أدنى ، خسر الثوار معظم الأراضي المحررة التي كانت تقدر بنسبة 70 % من مجمل مساحة الأرض السورية لصالح قوات الأسد ، كان ذلك من خلال الضربات الجوية الروسية (سياسة الأرض المحروقة) التي غفل عنها العالم ، والتي كانت تستهدف المدنيين والمقاتلين الثوار على حد سواء ، فجاء تصريح لافروف لاحقاً : “لولا روسيا لسقط نظام الأسد خلال أسابيع” مؤكداً على فضل روسيا ببقاء الأسد وأركان نظامه إلى يومنا هذا .
ولكن مع إشتعال فتيل الحرب الروسية الأوكرانية ، وتعرض روسيا لعقوبات غربية تاريخية أخذت منحى الحرب العالمية الثالثة، ضمن إطار إقتصادي واحتماعي حتى اللحظة ، وإضطرار روسيا لسحب جزء من قواتها على الأرض السورية المعروفين بمرتزقة فاغنر ، وتداول كثير من الأخبار غير المؤكدة حتى اللحظة بإستقدام أكثر من 16 ألف مرتزق من قوات الأسد لضخهم في ساحات الحرب الروسية الأوكرانية لصالح الروس بعد دعوة الكرملين لهم .
هنا لابد من طرح السؤال الذي قد يبدو للوهلة الأولى بعيداً عن الواقع ولكن لابد من طرحه،
هل سيبادر الثوار لنقض معاهدات خفض التصعيد المبرمة قبل 3 أعوام؟ ، وإعادة إحياء الجبهات بغية إكمال طريق الثورة ، أم أنهم سيكتفوا بالسجن الكبير الذي فٌرض عليهم ، وهل سنشهد تحرك غربي ضد روسيا وحلفائها على الأرض السورية؟ نصرتاً لشقيقتهم الشقراء “أوكرانيا” ، أم أنهم سيتخلون عن الشعب الأوكراني كما تخلوا عن الشعب السوري من قبل ؟؟

شاهد أيضاً

ملعب ديرالزور وصورة الخراب، عن كذبة الأمل بالعمل

ملعب ديرالزور وصورة الخراب  عن كذبة الأمل بالعمل فراس علاوي تمثل هذه الصورة فعلياً مايقوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة − 4 =