الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / ديرالزور..من يملأ الفراغ

ديرالزور..من يملأ الفراغ

فراس علاوي

ديرالزور … من يملأ الفراغ
ثلاث أعوام ونصف تقريبا”ومحافظة ديرالزور ترزح تحت حكم تنظيم داعش الذي أحكم سيطرته عليها منتصف العام 2014 بعد أن حررت فصائل الجيش الحر أكثر من 80 %من أرض المحافظة ، ديرالزور التي اجتاحتها حمى الثورة في العام 2011 وخرجت عن نطاق سيطرة نظام الاسد في العام 2013….
انهزمت فصائل ديرالزور بكل مسمياتها وإنتمائاتها أمام التنظيم مما تسبب بتشتيتها وانقسامها وتبعثرها جغرافيا وانعزال قسم كبير من مقاتليها وتركهم البندقية موزعين في أرض المهجر , مما ترك الفرصة للتنظيم كي يتمدد ويستمر لفترة أطول في غياب دعم حقيقي للفصائل الموجودة من أهل المنطقة ، عمل تنظيم داعش على تفكيك النسيج الاجتماعي وهو ما استفاد منه لاحقا كما استغلته مليشيا قسد ونظام الأسد من خلال استغلال التناحر والخلاف بين مكونات المجتمع الذي أورثته سنين من تسلط النظام ومن ثم انطلاق الثورة وسيطرة فصائل مختلفة كان آخرها تنظيم داعش ، فكما هو معروف فالمنظومة الاجتماعية لمحافظة ديرالزور تعتمد على القبيلة كمكون اساسي لها ، لذلك عمل التنظيم على ضرب العشائر ببعضها البعض واستغلال الخلاف بين العشائر ودعم بعضها على حساب بعض ، كذلك اعتمد في سياسته الاعلامية وخاصة من خلال اصداراته على تنفيذ احكام الاعدام لأشخاص من عشيرة ما بأيدي رجال من عشيرة أخرى قد تكون على خلاف سابق مع عشيرة المحكومين كما جرى في عدد من الاصدارات (أولئك آبائي وغيرها من فيديوات مبايعة بعض العشائر للتنظيم )كذلك عملت قسد ونظام الأسد على هذا التفكك من أجل كسب حواضن شعبية لها والذي قد يكون أحد أسباب عدم الإستقرار مستقبلاً….
ديرالزور وحسب خريطة السيطرة الحالية انقسمت إلى مناطق سيطرة التحالف الدولي بقيادة الأمريكان وهو ما يقع فعلياً تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على الأرض , حيث تحاول قسد بناء شكل ما للحوكمة المدنية وخلق قيادة مدنية للمناطق من الشخصيات الموالية لقسد ومن الشخصيات العشائرية والوجهاء التي تظن قسد ومن خلفها التحالف أن لهم تأثير على الأرض وبالتالي تعمل على دعمهم هذه القوى تلقى شكلاً من القبول لدى بعض الشارع الموجود وذلك كونها لا تتبع بشكل مباشر أو ربما غير مباشر لنظام الأسد ومع ذلك هناك توجس من علاقتها بقسد ….
على الضفة المقابلة لنهر الفرات يسيطر نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيين على المنطقة بما فيها مركز مدينة دير الزور والتي يحاول النظام أيضاً إيجاد نوع من الإدارة المحلية للمنطقة لكن بالاعتماد على مؤيديه والذين بقوا على تأييدهم لنظام الأسد رغم مرور سنين الثورة وانتقلوا إلى مناطق سيطرته و تابعوا عملهم هناك وهم الآن يعودون كقادة للمنطقة ….
عدم قبول كلا الطرفين من قبل الجمهور العريض والذي في غالبه أصبح بين نازح ومهجر لكن أغلب ناشطي المنطقة وقياداتها خاصة المحسوبة على جمهور الثورة ترفض سيطرة كل من الطرفين على المحافظة وترى تلك القوى نفسها الأحق في قيادة المحافظة فيما لو حصلت على ذات الدعم الذي قدم للطرفين ….
بذات الوقت اتفق الجميع على إمكانية العودة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة قسد من خلال توافق ما مع الأمريكان في حين استحالة ذلك في ظل وجود النظام السوري وأن إستعادة المنطقة تحتاج لعمل عسكري لإخراج النظام ومن ثم العمل على إدارة المنطقة بيد أبناءها ..
كذلك اتفق الجميع على عدم رؤية اتفاق ما لإدارة المنطقة بين الروس والأمريكان يوحدها تحت إدارة واحدة بسبب اختلاف المصالح الأمريكية الإيرانية من جهة وبسبب عدم وجود توافق أمريكي روسي واضح حتى اللحظة في سوريا وبالتالي ستبقى المنطقة مقسمة حسب القوى المسيطرة عليها لذلك فإن أي عمل لإدارة المحافظة بيد أبنائها الذين خرجوا بالثورة والذين أداروها لمدة عامين قبيل دخول داعش سيكون في مناطق سيطرة قسد لأنه الأمر الأقرب للمنطق من جهة وبسبب عدم الثقة بالنظام وحلفاؤه من جهة أخرى …..
ضمن هذه الرؤى يرى العديد من أبناء المنقطة بمختلف انتماءاتهم أن ما تعمل عليه قسد والنظام من محاولة إدارة المحافظة والسيطرة عليها على أساس الولاء الإجتماعي والعشائري هي مشاريع مصيرها الفشل ……
سعد الحاج الناشط الإعلامي والمتابع للشأن المحلي  يتحدث عن الفصائل التي كان بإمكانها قتال التنظيم وطرده وسبب فشلها في ذلك
((((فصائل ديرالزور التي خرجت بعد قتالها داعش نحو البادية والقلمون والشمال لم تملك كتلة واضحة موحدة ))))،
ففصائل ديرالزور كما هو معروف دخل كل قسم منها في مشروع مختلف ففصائل الشمال والتي يقدر تعدادها بين 1500 و 2000 عنصر عاملة على الأرض والتي أبرزها أحرار الشرقية تتبع للمشروع التركي في سوريا والذي يركز على الشمال بشكل كبير , فيما فصيل أسود الشرقية الموجود في البادية والذي تعداده الآن ما يقرب 1200 الى 1400 عنصر يتبع لغرفة الموك والذي إنتهى وجوده فعليا” بعد سيطرة النظام والروس على الجنوب السوري ، كذلك جيش مغاوير الثورة الذي يتراوح عدده بين 300 الى 400 مقاتل يخضع للبنتاغون …
كذلك يضيف الحاج أن (((( سبب عدم اعتماد الامريكان على تلك الفصائل هو عدم وجود كتلة واحدة وواضحة للقوى المقاتلة كذلك قلة عدد المقاتلين التابعين لها فقد رأينا ان قتال داعش يحتاج إلى عدد وعدة وهو ما ظهر جلياً في قتال كل من قسد والنظام والفصائل التابعة له فرغم دعم كل منها من قبل التحالف ومن قبل الروس بالنسبة للنظام كانت خسائرها كبيرة واحتاجت لوقت كبير لم ينته حتى اللحظة مع التسليم بأن عناصر داعش يقاتلون بشراسة أكبر عندما يكون قتالهم مع الجيش الحر وهذا ما أثبتته الوقائع على الارض))))….
كما هو معروف ففصائل ديرالزور العسكرية لم تملك دعم سياسي واضح من كيانات الثورة كالإئتلاف والحكومة المؤقتة وغيرها فهي لم تعط ذلك الغطاء السياسي لفصائل قاتلت الإرهاب المتمثل بداعش وغيرها ، مبادرة رياض حجاب لتأمين غطاء سياسي لتلك القوى جاءت متأخرة حيث كان كلا من النظام وقسد قد سبقوه في الحصول على التفويض السياسي لبدء المعركة ….
وكانت فصائل البادية (المغاوير والأسود) وهي الفصائل المعول عليها أن تكون بديل لمشروع قسد رفضت مشروع تحرير ديرالزور تحت قيادة قسد ، باعتبار أن قسد مشروع إنفصالي لا يحمل أهداف الثورة و يتماهى مع نظام الأسد في كثير من المواقف ، هدفه الأساسي إقامة دولة كردية في المنطقة ما يتعارض مع مشروع هذه الفصائل الداعي لسوريا موحدة .. لم يطرح الأمريكان سوى خيار العمل تحت مظلة قسد التي تميزت بأنها تملك كتلة واحدة متماسكة تمتد من الحسكة إلى ريف حلب مرورا”بالرقة لذلك فاز الأكراد بالدعم الأمريكي
اختلاف المشاريع الدولية قضى على فكرة دخول الفصائل من الجنوب (البادية) بسبب اختلاف تبعية تلك الفصائل خاصة الموجودة في الشمال السوري وعرقلة انتقالها بسبب الخلاف التركي الامريكي والذي إنعكس سلبا على توحد تلك الفصائل فأحرار الشرقية المدعومة من تركيا لم تستطع العبور للجنوب المدعوم أمريكيا …
استطاع الروس تقديم النظام كحليف في الحرب على الارهاب الذي بدأته في أرياف الرقة مما أقنع المجتمع الدولي بالرغم من أن فصائل البادية حررت مناطق كانت تسيطر عليها داعش في البادية تساوي في مساحتها ما قامت قسد والنظام بالسيطرة عليه مجتمعةآنذاك ، لكن ضعف الغطاء السياسي لتلك الفصائل لم يعط الفرصة بتقديمها كمشروع بديل…
هناك سعي لإحياء مشروع السيطرة مجددا على ديرالزور من خلال العمل على مشروع سياسي يؤكد ويعمل على إظهار هشاشة الحالة الأمنية والإجتماعية في المنطقة ، في ظل وجود داعش والذي بدى واضحا في الهجمات المتكررة لداعش على مراكز حيوية ونفطية تسيطر عليها قسد والتي لولا دعم التحالف لخسرتها جميعا
….
سياسياً هناك مشاريع سياسية مختلفة تعمل في المنطقة لكنها جميعاً مرتبطة بمن يسيطر على الأرض
المحامي والناشط الحقوقي رامي العساف وهو مهتم بدراسة وتوثيق الانتهاكات التي لحقت بالمنطقة وأهلها يقول

من يتحكم بالمنطقة فعلياً هم الأمريكان وهم من يرسم سياسة المنطقة حتى التدخل الروسي يتم حسب ما يريده الأمريكان وحسب ما يخدم السياسة الأمريكية لذلك عندما تجرأت إيران لمحاولة العبث بأوراق المنطقة وخلطها باستهداف مواقع تحت الحماية الامريكية كان الرد قاسياً واستهدف جميع القوى الموجودة بما فيها الروس
(((لا مستقبل لقسد في المنطقة فوجودها مؤقت وهي لن تستمر في المنطقة وقادة قسد يدركون ذلك))))
وهذا ما يفسر تباطؤ مقاتلوا قسد في السيطرة على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة داعش في عدم رغبة منهم في إنهاء الوضع القائم وبالتالي إنتهاء مهمتهم في المنطقة حيث كان مقاتلوا قسد قد قطعوا ما يقرب من 170 كم خلال شهرين وهم الآن منذ أشهر يراوحون مكانهم …

الصورة لمظاهرة ضد تجاوزات مليشيا قسد بريف ديرالزور
أما البديل حسب رأي العساف (((فهو فصيل عربي موحد من أبناء المنطقة ))))….
لكن هذا الكلام يبدو بعيداُ عن الواقع على المدى القريب لكن على المدى المتوسط فعليا الدور المنوط بقسد هو التأسيس لإدارات معينة في المنطقة وقد تبقى تلك المؤسسات حتى بعد خروج قسد ، البدائل في ديرالزور كمحافظة خاضعة لأكثر من قوة هي قليلة جدا”
فالسوريون عموما لا يملكون بدائل للحل ، الأمريكان استفادوا من دروس أفغانستان والعراق لذلك لم يدخلوا ويقاتلوا بقواتهم البرية لذلك بحثوا عن بديل يقاتل عنهم على الارض مقابل بعض الامتيازات ، بما أن العنصر العربي لم يكن مهيأ للعب هذا الدور تم الاستعانة بقوات سوريا الديموقراطية (قسد) رغم تطعيمها بمكونات عربية لكنها بالعموم ذات تأثير ضعيف ، كان لحادثة طرد المستشارين الامريكان من قبل فصيل أحرار الشرقية في ريف حلب في وقت سابق دورا” في رجحان كفة قسد آنذاك ، حيث قدمت أوراق اعتمادها كفصيل ينفذ الأجندة الأمريكية أملا”في تحقيق حلمهم بدولة كردية في المنطقة نتيجة الدعم الأمريكي ، الأمريكان بإشراكهم لقسد فرضوا أمرا” واقعا” على الأرض .. الآن المطلوب أن يكون هناك توجه لدى القوى العربية من أبناء المنطقة ورغبة في تشكيل قوى عسكرية وسياسية موحدة تعمل مع الأمريكان لتكون بديلا” عن قسد وتضمن عودة مهجري المحافظة ….
في ظل هذا الرفض لأي وجود لغير أبناء المنطقة مع القبول بوجود أرضية قام التحالف على تأسيسها بوجود قسد لكنها غير قابلة للاستمرار في ظل ابتعاد أبناءها الذين حرروها من قبل من نظام الأسد وفي ظل رفض تام لوجود النظام , وقناعة تامة بأن وجود قسد مؤقت وأن العودة لإدارة ديرالزور تبدأ من مناطق سيطرة قسد تأسيساً لقوة تعمل على استعادة المنطقة من نظام الأسد يرى
الاستاذ سعد الشارع باحث في مركز الشرق ومتابع لتطورات الاحداث في المنطقة
((نظراً لواقع محافظة ديرالزور الذي يغلب على تركيبتها السكانية (العرب السنة) بنسبة تقترب من 98 % وبسبب الخلافات التي لا يمكن إنكارها مع المكون الكردي المجاور عام 2004 والتي أعقبت مباراة لكرة القدم حيث كانت شرارة لخلاف استمر فيما بعد ، بعيداً عن أسباب تلك الخلافات ومسبباتها ودوافعها ، فإن ما حصل بعد ذلك هو تباين في المواقف بين المكونين العربي والكردي في المنطقة )))), الممارسات التي قامت بها (قوات سوريا الديموقراطية ) قسد المدعومة من امريكا عندما بدأت معركة ديرالزور لطرد تنظيم داعش حيث تمكنت من السيطرة على أهم المواقع النفطية تلك الانتهاكات التي رافقت العملية بحق النازحين ….
ظهرت هذه الإنتهاكات جلياُ في المخيمات التي لجأ إليها أهالي ديرالزور هرباً من القصف والموت حيث تتالت الإنتهاكات بحق اللاجئين والاعتقال التعسفي والمضايقات مما استدعى من ناشطي المحافظة في أحد الأوقلت إطلاق حملة سميت مخيمات الموت لكشف تلك الممارسات و الإنتهاكات ….
كذلك كان للتهميش الكبير للمكون العربي داخل قسد وإبعاده عن أي دور قيادي او إداري فيها ذريعة لتمرد بعض العناصر على القرارات كما حدث بهجوم عناصر من مجلس ديرالزور العسكري على حاجز للنظام مما يزيد الاعتقاد بوجود خلافات قد تظهر مستقبلا للعلن بين الطرفين ،
يضيف سعد الشارع
((((العلاقة الودية بين فصائل ديرالزور العسكرية التي تشكلت إبان إنطلاق الثورة السورية وبين الدولة التركية والتي يعود سببها لانقطاع التواصل مع البلد الأقرب والمجاور لديرالزور وهو العراق بسبب موقف حكومته المعادي للثورة السورية والداعم لنظام الاسد مما حدى بتلك الفصائل للتوجه للحكومة التركية من أجل الحصول على الدعم اللوجستي والسياسي هذه العلاقة جعلت من التواصل أو العمل المشترك مع الفصائل الكردية شبه مستحيل ، أولا بسبب رفض الاتراك لمثل هكذا تواصل بسبب العلاقة المتوترة بين الحكومة التركية و الأًحزاب الكردية وثانيا بسبب إحجام تلك الفصائل عن العمل بعيدا” عن غطاء إقليمي يشكل داعم اساسي لها رغم الدعم الدولي لقسد ، هذا الأمر ينطبق أيضا”على القوى السياسية والإدارية لأبناء المحافظة وكذلك التجمعات العشائرية الموجودة في تركيا )))))…
إنطلاقاً من هذه الاسباب التي يراها الكثيرون من أبناء ديرالزور لا يمكن لقوات سوريا الديموقراطية الإستمرار بالسيطرة وحكم المنطقة رغم ما تحصل عليه من دعم عسكري وسياسي من قبل الأمريكان ، عمل الأمريكان على تأهيل قسد لتأهيل المنطقة إداريا” وخدميا” بالاعتماد على بعض الشخصيات من أبناء المنطقة والتي قد تنجح في تجربتها لفترة مؤقتة لكنها لن تستمر طويلًا ..
بالمحصلة ديرالزور لن يديرها إلا أبناؤها رغم عدم قيامهم بالدور المطلوب منهم في تحريرها من داعش لعدة أسباب لا مجال لذكرها الآن فقد باتت معروفة للجميع أهمها عدم رغبة الولايات المتحدة في دعمها ….
لكن تجدد الرغبة لدى أبناء ديرالزور في العودة لمحافظتهم وإدارتها بات واضحاً من خلال نشاط القوى السياسية والمدنية المجتمعية منها و الإدارية مؤخراً هو دليل على إصرار تلك القوى على أن لا يدير محافظتهم سوى أبناءها ,,,
وفق تلك الرؤى فالعمل على وجود مشروع شامل , وهذا المشروع قد يكون جسم سياسي أو حزب أو تيار شعبي ويكون هذا الجسم كيان مفتوح يستوعب الجميع ويمثلهم وخصوصا أن غالبية الناس متفقين في أهدافهم والتي أصبحت تتمثل بالاستقرار ووقف القتل والعيش بأمان ( مع ملاحظة أن العيش بأمان لا يكون ببقاء هذا النظام الذي فقد الناس ثقتهم به ) , وهذا المشروع يجب أن يلخص تطلعات الناس ورؤيتهم لبناء مجتمعهم دون الفرز بين مؤيد ومعارض حسب الفرز المناطقي مع استثناء من وقف إلى جانب النظام ومارس دوره الدموي, ومشاركة الغالبية تعطي هذا الجسم ثقة وقدرة على التحرك والتكلم باسم الغالبية ,,,
هذا الجسم يجب أن يركز على نقاط العدالة والديموقراطية والعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة والتركيز على الخدمات والعمل على تشكيل جسم عسكري يساند هذا الجسم السياسي ,
إن وجود مشروع اداري وخدمي هو أساس النجاح وإن قدرة داعش على السيطرة في فترة ما على مساحات واسعة في سوريا كان بسبب قدرتهم التنظيمية ووجود مشروع واضح لهم وينطبق هذا الأمر على وحدات حماية الشعب الكردية والنظام , فهذه الكيانات الثلاثة هي التي استطاعت فرض كلمتها في كثير من الأوقات بسبب وجود مشروع لديهم ومن المهم جدا” أن يكون أبناء المنطقة هم من يديرون أمور المحافظة , وخصوصا الحديث الآن عن وجود كيان كردي في ديرالزور , من خلال خبرتي بأبناء المحافظة ومن خلال قراءتي لتجارب قديمة سواء بالعراق أو غيرها فلن يحدث هناك استقرار إذا لم يكن أبناء المنطقة هم من يديروا أمور مناطقهم …..
بمقابل ذلك استخدم كلاُ من التحالف الداعم لقسد والنظام ومن خلفه الروس والإيرانيين الاستراتيجية ذاتها لتشكيل حاضنة شعبية له وإن اختلفت الشخصيات لكنها اعتمدت على الواجهة الإجتماعية للحصول على الاجماع الشعبي

لكنها وفق
الدكتور عماد المصطفى الناشط في العمل المدني وأحد أبناء بيوت العشائر في الريف الشرقي ومتابع لتطورات الوضع فيها
(((( فيما يخص الصراع العشائري المحتمل , فأعتقد انه من الممكن حدوث صراع عشائري ولكن هذا الصراع سوف يكون محدود وعلى مستوى العوائل وضمن نفس العشيرة ، هذا الصراع سببه انتماء بعض الأشخاص لتنظيم داعش او انتماء بعض الأشخاص لمليشيات النظام التي قتلت وسرقت وانتهكت أعراض ومارست عمليات سرقة وتعفيش , نعم سوف تحدث هناك انتقامات عشائرية ولكن كلامي انه على مستوى العائلة لأن الكثير من العشائر لن تنقاد وراء الثأر بسبب الانتماء لداعش أوالمليشيات المساندة للنظام )))))……
الأذى الذي سببه تنظيم داعش للجميع قد يجعل من معالجة آثارها بشكل محلي أي كل منطقة تعالج مشاكلها بنفسها ، وعليه فكل الشهداء في القرى يرون أن عناصر داعش من نفس القرية ( نفس العشيرة ) هم المسؤولون و المتسببون أولا” بقتل أبنائهم , مما يعني أن خطر الصراع الداخلي ضمن نفس العشيرة أكبر بكثير من خطر الصدام الخارجي وخصوصا أن هناك خوف بين العشائر الكبيرة من الصدام مع بعضها , وعليه يجب العمل من الآن على وضع أسس للسلم الأهلي وأهمها وضع قوانين او أعراف تحاسب الأشخاص بشكل فردي دون أن يكون هناك حساب جماعي وعليه فإن عدم المحاسبة للمسيئين سواء من داعش أو غيرها سوف يكون سبب في إشعال مزيد من الصراع .
موجبات الصراع الإجتماعي والعشائري وقدرة العشيرة أو المجتمع المحلي على حلها بوجود قوى حقيقية تريد إنهاء الصراع لها مقومات كما يراها حسام عبد العزيز الحمادة حقوقي وابن بيت عشائري
((((بكل تأكيد لا يمكن اعتبار العشائر عاملاً للبناء فالفراغ الذي تعيشه ديرالزور حالياً سيما مناطق نفوذ العشائر و على وجه التحديد شمالي نهر الفرات ، يشبه لحد ما الفراغ الذي حصل قبل ستّ سنوات ، أي بعد تحرير تلك المناطق من النظام))))) ،
لذا فإن التأكيد على ما ذهب إليه الاستاذ حسام يمكن أنّ نعززها بوقائع قد حصلت إبان فقدان النظام سيطرته على المنطقة الممتدة من مدينة البوكمال شرقاً وصولاً للرقة غرباً ، كان من الممكن أن تشكّل تلك المنطقة خزاناً للثورة السورية على الصعيدين الإقتصادي و البشري. و هذا ما كان يدركه النظام قبل مناوئيه. صحيح أنّ محاولة كتلك كانت ستصطدم بطبيعة المنطقة الديموغرافية ، لكن لو وجدت مؤسسات ثوريّة حقيقية و لو وجدت معارضة لم ترهن نفسها للقرار الخارجي لكان من الممكن أن يتحقق ذلك ، أي أنّ تكون ديرالزور خزان الثورة البشري و الاقتصادي. لكن عدم توفر الرغبة و عدم وجود فصائل عسكرية مرتبطة بمؤسسة واحدة ، أحدث فراغاً مالبث أن استثمره تنظيمي النصرة و داعش مستغلّين بذلك البنيّة الهشّة التي تتسم بها مناطق العشائر ، بحيث أنّ هذه العشائر تحكمها علاقات المنافسة و الندّيّة و تحركها بالدرجة الأولى النعرات القبليّة المتوارثة التي تأخذ شكّلاً حادّاً في المناطق النفطيّة و تحديداً شمالي نهر الفرات. إضافة للفراغ الذي أحدثه غياب العمل الثوري المؤسساتي ، ثمّة عوامل لا تقل أهميّة و تؤكد على استحالة البناء و الاعتماد على العشائر يمكن إختصارها بما يلي.
1- الثروة النفطيّة التي تمتلكها المنطقة و التنافس بين العشائر و بين أفراد العشيرة الواحدة للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من مصادر النفط و الغاز يجعل من الاعتماد على العشائر لفرض حالة من الاستقرار ضرباً من الخيال
2- الهوة الحاصلة بين شيوخ العشائر و بين أفرادها من جهة و بين أفراد العشيرة الواحدة من جهة أخرى من خلال اختلاف الولاءات بين مؤيد للنظام و مؤيد للثورة و مؤيد للجماعات الإسلاميّة يترك أثراً بالغ الأهمية يجعل تجسير تلك الهوة من الصعوبة بمكان و بالتالي لا يمكن اعتبار العشيرة جسماً واحداً قابلاً للتطويع أو أساساً يُبنى عليه
.
3- مخلّفات تنظيميّ النصرة و داعش التنظيمين الذين تسببا بحالات صدام قبلي فرضت على المنطقة منطق الثأر و الوعيد.
يقول الاستاذ حسام ((((ما يمكنني التأكيد عليه أهمية دور الشخصيات الوطنيّة من شيوخ العشائر لفرض حالة من السلم الأهلي ، بعيداً عن الشعارات الرنانة التي تتبناها المنظمات المهتمة بهذا الشأن و بعيداً عن الدراسات و البحوث التي لا وزن لها عندنابسبب بعدها عن الواقع الحاصل على الأرض ، فالسلم الأهلي القبلي معمول به منذ قرون و وحده القادر على فضّ نزاعات القبائل لفرض حالة من الاستقرار المجتمعي ما ينعكس إيجاباً على الوضع السياسي. يصعب التنبؤ بمستقبل الكورد في ديرالزور و السبب متعلق بطبيعة ديرالزور المختلفة كليّاً عن مناطق نفوذ الكورد في الجزيرة و ريف حلب لكن طريقة إدارة المناطق و التقسيمات الادارية الجديدة و ما تتسم به من مرونة و إعطاء أكبر قدر ممكن من المواطنين الفرصة للمشاركة بالحياة السياسية يعتبر نموذج يحتذى به و طريقة مثالية لإدارة ديرالزور)))))))s.

ديرالزور صراع القوى

وعليه فقد حاولت جميع القوى التي فرضت سيطرتها على المحافظة بناء منظومة اجتماعية موالية لها , لكنها لم تنجح في ذلك نجاح مطلق تركز الحديث على مناطق سيطرة قسد وعن فشل المشروع الكردي المدعوم أمريكياً لا يعني إغفال مناطق سيطرة النظام لكن رؤية جميع أبناء المنطقة بأن تلك المناطق هي مناطق محتلة يجب تحريرها بداية ثم الحديث عن من يملأ فراغ السلطة فيها فلا فرق في نظرهم بين النظام وداعش بل هي سياسة تبادل الأقنعة والأدوار , جميع أبناء تلك المنطقة باستثناء المؤيدين لمشروع قسد أو احتلال نظام الأسد وحلفاؤه لديرالزور يرون ألا مستقبل لها إلا على يد أبناءها وهم وحدهم القادرون على إدارتها وإيصالها لبر الأمان

شاهد أيضاً

بشار الأسد يرد على إيران نحن معكم

طهران الشرق نيوز بعد الزيارة التي قام بها علي لاريجاني مستشار خامنئي إلى دمشق، والتي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 4 =