فراس علاوي
من الخاسر من الضربة المرتقبة في سوريا ؟
تتعالى التصريحات والتصريحات المضادة بين روسيا من جهة ودول التحالف الذي بدأت ملامحهه تتشكل في سوريا والمتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والتي ظهرت جليا في حرب الفيتو في مجلس الأمن المتمثلة باستخدام الفيتو الروسي ضد مشروع القرار الأمريكي وبالمقابل رفض المشروع الروسي ….
تصريحات ترمب النارية والتي توعد في آخرها روسيا بصواريخ ذكية ووصفه لبشار الأسد بالحيوان لعدة مرات وحديث الإعلام ، خاصة فوكس نيوز وعمليات الحشد على وسائل الإعلام من خلال استطلاعات الرأي ، تجعل من العمل العسكري شبه مؤكد مالم تحدث مفاجآت الربع ساعة الأخيرة …
من المستفيد من الضربة المرتقبة ومن الخاسر ؟
تتوقف عوامل الاستفادة والخسارة على قوة الضربات ونوعيتها والهدف منها وأماكن استهدافها ، لكن بالمجمل الضربات العسكرية هي عصا يلوح بها الغرب في وجه روسيا لإخضاعها وابتزازها سياسيا وجرها لطاولة المفاوضات ، بعد أن ظنت نفسها انتصرت في سوريا وبالتالي يؤدي إلى تراجع الدور الروسي وحلفاؤه وفرض حل سياسي في سوريا عبر طاولة المفاوضات ..
من جهة أخرى يبدو أن الهدف الأكبر لتلك الهجمات ستكون المواقع والقواعد الإيرانية وحلفاؤها مثل حزب الله اللبناني والمليشيا الداعمة للنظام وبصورة واسعة تمتد من محيط دمشق حتى ديرالزور مرورا بشرق حمص وهو ماسيجعل الوجود الإيراني في خطر وبالتالي ستكون هي الخاسر الأكبر في تلك الضربات حيث ستخسر مواقعها وقواتها الموجودة وكذلك اتباعها من ضباط وبقايا النظام السوري المنقسم بين الولاء لروسيا والولاء لإيران…
في حال التوصل لصفقة ما مع الروس سيكون التدخل ضد الإيرانيين في سوريا واسعا لإخراجهم منها مما يزيد من إمكانية مشاركة إسرائيل عبر غارات طيرانها على مواقع حزب الله في سوريا …
الرد الإيراني سيقتصر على توريط حزب الله بإطلاق الصواريخ على مناطق في إسرائيل ، وربما بعض القذائف على الجولان المحتل مماسيزيد من احتمالية توسيع الضربات لتشمل مواقع حزب الله في لبنان وهو ماسيجعل الفرصة سانحة للفرنسيين لاستعادة دورهم هناك الذي تقلص مع الوجود الإيراني فيها ، مما يعزز فكرة أن إيران وحلفاؤها هم الخاسر الأكبر في هذه العمليات ،
لن يدخل الأمريكان في مواجهة مباشرة مع الروس من أجل سوريا كذلك فالروس لن يحركوا ساكنا مالم يتم استهداف مواقعهم بشكل مباشر ، الرد الروسي ايضا قد يكون عبر أحد اذرعها مثل مليشيا الفيلق الخامس ومليشيا فاغنر الروسية على الأرض في حال تطور الصراع وتحول الى صدام على الارض إذا كان هناك نية لإطالة أمد العمليات المرتقبة