البوكمال المدينة السورية الواقعة شرق سوريا على الحدود العراقية السورية ، اصبحت هدف للقوى المتصارعة على التراب السوري فهي المعقل الأخير لتنظيم داعش في سوريا وهي العمق الاستراتيجي للتنظيم الموجود في غرب العراق ،لذلك سعى النظام وحلفاؤه للسيطرة عليها بجميع الوسائل الممكنة فاستخدم سياسة الأرض المحروقة ،حيث تقوم طائرات نظام الأسد والطائرات الروسية وبمساندة من الطيران العراقي باستهداف المدينة وقراها، هذه الاستراتيجية التي اتبعها النظام تسببت بمزيد من المجازر بين المدنيين مما تسبب بسلسلة نزوح كبيرة ربما هي الأكبر في تاريخ المنطقة حيث أفرغت المنطقة من سكانها بشكل شبه كامل .
كذلك تسببت هذه الاستراتيجية بخسائر كبيرة في صفوف تنظيم داعش وإنحسار سيطرته وقوته في ديرالزور فلم يتبق له سوى مدينة البوكمال وريفها ، كذلك تتقدم قوات مليشيا قسد في ريف البوكمال الشمالي الواقع شمال نهر الفرات ، هذا التقدم لكلا القوتين إضافة إلى تقطع أوصال تنظيم داعش وغياب القيادة المركزية والإتصال بين قياداته ، مما جعل عناصر التنظيم يغيرون من استراتيجيتهم القتالية فيما تبقى لهم على الأرض هذه الإستراتيجية والتي تعتمد على استنزاف القوات المهاجمة عبر مجموعات صغيرة تنسحب نهارا امام ضربات الطيران وتختبئ في مناطق وعرة بعيدة عن إستهداف الطيران وتقوم ليلا بالهجوم على مناطق سيطرة النظام واستعادة بعضها وهو ماجعل إعلامه يتخبط في نقل أخبار السيطرة ،
- عناصر التنظيم الذين إنسحبوا من مدينة البوكمال بالكامل فاجأوا قوات النظام بهجوم على بعض مناطقه واستعادتها وإيقاع أكبر الخسائر بين صفوفه وصفوف المليشيا الداعمة له، التراجع الذي شهده التنظيم يعود لنقص العدد والذخيرة لذلك فاستخدام أسلوب الكمائن والذي يعتمد على الاسلحة الخفيفة والمتوسطة هو الأنجع في مثل هذه الحالات والتي يبدو ان النظام سيعاني منها طويلا ، التخبط في صفوف قوات النظام ومليشياته مرده لهذا التطور في نوعية العمليات والتي تقوم بها على الأغلب عناصر محلية من أبناء المنطقة الذين يعرفون جغرافيتها وبذلك تحول قتالهم من قتال جهادي عقائدي إلى أسلوب حرب العصابات الذي يأخذ وقتا أطول ويوقع خسائر أكبر وهو ربما ماسيحول المدينة إلى مستنقع لقوات النظام والمليشيا الداعمة له رغم الغزارة النارية وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها
فراس علاوي