الخميس , مايو 8 2025
الرئيسية / الآن / لبنان وسوريا على أعتاب عهد جديد: آن أوان إسقاط الهيمنة الإيرانية

لبنان وسوريا على أعتاب عهد جديد: آن أوان إسقاط الهيمنة الإيرانية

لبنان وسوريا على أعتاب عهد جديد: آن أوان إسقاط الهيمنة الإيرانية

طهران 

الشرق نيوز

مع تصاعد الغضب الشعبي في لبنان وسوريا، تتوحد صرخة الشعوب المطالبة بالحرية والسيادة والكرامة، في وجه منظومة القمع والفساد والميليشيات التابعة للخارج. ومن بين أبرز الشعارات التي تتردد اليوم في الشوارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي: “عهدٌ جديدٌ للبنان” و “سلّم سلاحك”. وهذه الشعارات لم تعد لبنانية فقط، بل أصبحت صرخة إقليمية تمتد إلى سوريا، حيث عانى الشعبان لعقود من هيمنة مشروع ولاية الفقيه الإيراني وأدواته القمعية في بيروت ودمشق.

في لبنان، هيمنت ميليشيا حزب الله على القرار السيادي، وفرضت معادلة السلاح فوق الدولة، وحوّلت البلاد إلى منصة لخدمة أجندة الحرس الثوري الإيراني. أما في سوريا، فقد لعب الحزب نفسه دورًا مباشرًا في قتل مئات الآلاف من السوريين، عبر دعمه العسكري لنظام بشار الأسد، تنفيذًا لأوامر طهران. فكانت النتيجة دمارًا شاملًا، ونزوحًا بالملايين، واختطافًا لقرار الشعب السوري الذي انتفض ذات يوم مطالبًا بالحرية والكرامة.

لقد حوّل نظام إيران لبنان وسوريا إلى مختبرين لمشروعه التوسعي، من خلال بناء ميليشيات عابرة للحدود، وتدمير مؤسسات الدولة، وتقسيم المجتمعات على أسس طائفية. ومن مرفأ بيروت إلى أنقاض حلب، ومن خطوط الجوع في طرابلس إلى سجون الأسد، تتكشّف الخيوط الواحدة لهذا المشروع: سحق الإرادات الوطنية واستبدالها بـ”أذرع” خاضعة مباشرة لمرشد طهران.

لكن هذا المشروع بدأ يتهاوى تحت ضربات الشعوب. اليوم، ينهض اللبنانيون والسوريون معًا، رافضين استمرار هذه الهيمنة المقيتة، ومطالبين بقطع كل أشكال العلاقة مع نظام طهران. لم يعد هناك مجال للصمت أو المساومة. السلاح غير الشرعي في لبنان يجب أن يُسلَّم، والنظام القاتل في سوريا يجب أن يُحاسَب، وكل وكلاء إيران يجب أن يُسقطوا من المشهد السياسي والعسكري.

إن ما تشهده المنطقة ليس سوى بداية “عهد جديد” تتأسس فيه الدول على إرادة شعوبها، لا على صفقات الميليشيات ورعاية الخارج. في هذا السياق، تؤكد المقاومة الإيرانية، وعلى رأسها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، أن المعركة ضد ولاية الفقيه لا تقتصر على إيران فقط، بل تشمل كل الشعوب التي عانت من تدخلات هذا النظام ودعمه للديكتاتوريات والميليشيات في المنطقة.

لقد حذرت المقاومة الإيرانية مرارًا من أن طهران تستخدم الميليشيات في لبنان وسوريا والعراق واليمن كأدوات لبسط نفوذها، وأن إسقاط هذا المشروع يبدأ من نزع هذه الأذرع وكشف حقيقتها للرأي العام العربي والدولي. وها هم الأحرار في لبنان وسوريا يرددون اليوم ما كان الإيرانيون يقولونه بالأمس: “لا غزة ولا لبنان ولا دمشق… روحي فداء لوطني”.

إننا أمام لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة، لحظة تفرض على الجميع أن يختاروا بين الحرية أو التبعية، بين الدولة أو الدويلة، بين السيادة الوطنية أو الارتهان للمشروع الإيراني. ولعلّ هذه اللحظة، التي يصنعها الشارع العربي من بيروت إلى درعا، تحمل الأمل بتغيير جذري، لا يُبقي لوكلاء القمع والطائفية موطئ قدم.

العهد الجديد لن يُبنى إلّا بسواعد الشعوب الحرة، وسقوط نظام ولاية الفقيه سيكون بداية الخلاص الجماعي للمنطقة.

شاهد أيضاً

انهيار المشروع الإيراني في سوريا: وثائق السفارة تفضح أحلام طهران الضائعة

انهيار المشروع الإيراني في سوريا: وثائق السفارة تفضح أحلام طهران الضائعة طهران الشرق نيوز كشفت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − اثنا عشر =