النشرة الإخبارية ليوم ۲۲ أبریل 2025: السياسة الخارجية للنظام الإيراني
طهران
الشرق نيوز
آفاق المفاوضات النووية والعقبات التي تواجه النظام الإيراني
المقدمة
في عام ٢٠٢٥، وصلت المفاوضات النووية الإيرانية إلى مرحلة حاسمة. مع تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة واستئناف المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا في روما بوساطة عُمان، أصبحت آفاق هذه المفاوضات محور اهتمام الصحف الإيرانية. تناولت الصحف المختلفة من تيارات سياسية متنوعة، بما في ذلك الإصلاحيون، المعتدلون، والمحافظون، تحليل هذه المفاوضات، العقبات التي تواجه النظام الإيراني، وتداعياتها المحتملة. في هذا البولتن، نركز على تحليلات الصحف الإيرانية مثل هممیهن، ستاره صبح، إيران، اعتماد، شرق، خراسان، كيهان، فرهيختگان، وطن امروز، رسالت، سياسة روز، وآرمان ملي. كما أشارت بعض الصحف إلى حلول محتملة تشمل تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف، تحقيق الوحدة الوطنية، واعتماد نهج متوازن لتجاوز العقبات، وهو ما سيتم تناوله في أقسام مختلفة من هذا التقرير.
التحليل المفصل
آفاق المفاوضات النووية: التفاؤل والتحديات
صحيفة هممیهن، في مقال بعنوان “إيران وأمريكا في نقطة تحول”، تناقش إمكانية تحسن العلاقات بين إيران وأمريكا في عهد ترامب الجديد. تشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من التهديدات الأولية لترامب، هناك مؤشرات على رغبته في التفاوض، مما قد يؤدي إلى اتفاق، بشرط أن تُظهر إيران مرونة أكبر. من جانبها، كتبت ستاره صبح في مقال بعنوان “المفاوضات من السبت إلى السبت من أجل الاتفاق” عن كثافة المحادثات، مؤكدة أن “الحل المنطقي لتجاوز المشكلات يكمن في الحوار والتفاوض والاتفاق”. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن المفاوضات في روما، بحضور وزير خارجية عُمان، شهدت تقدمًا، وأن هناك احتمالًا للتوصل إلى اتفاق خلال أول مئة يوم من حكومة ترامب الجديدة.
كذلك، عبرت صحيفة إيران في مقال بعنوان “الاتفاق مع إيران يمكن أن يكون ورقة ترامب الرابحة في أول مئة يوم” عن تفاؤل مماثل. الصحيفة، التي تُعتبر قريبة من الحكومة، ترى أن ترامب قد يسعى إلى التوصل لاتفاق مع إيران لإثبات نجاح دبلوماسيته، لكنها تشدد على أن هذا الاتفاق يجب أن يشمل رفع العقوبات ليكون مفيدًا لإيران.
في المقابل، تناولت اعتماد في مقال “غلبة الدبلوماسية على العسكرية” هذا الموضوع من زاوية أخرى، مشيرة إلى أن المفاوضات الحالية تُظهر تفوق النهج الدبلوماسي على التهديدات العسكرية. وكتبت: “أدرك العالم أن الضغط العسكري على إيران لا يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات، والمفاوضات الحالية قد تكون نقطة تحول لتخفيف هذه التوترات.” كما تناولت اعتماد في مقال آخر بعنوان “تكرار البرجام؟” التجربة السابقة، محذرة من أن إيران يجب أن تطالب بضمانات أقوى لمنع تكرار انسحاب أمريكا من الاتفاق كما حدث في عام ٢٠١٨، وهو ما أكدته تقارير في صحيفة وال ستريت جورنال التي ذكرت أن إيران تسعى للحصول على ضمانات “شبه مستحيلة” لتجنب هذا السيناريو.
العقبات التي تواجه النظام الإيراني
العقبات التي تواجه النظام الإيراني في هذه المفاوضات متعددة الأبعاد وفقًا لتحليلات الصحف. صحيفة شرق، في مقال بعنوان “الشيطان في التفاصيل”، ركزت على المشكلات التقنية في المفاوضات. وأشارت إلى أن الخلافات حول نقل مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني إلى خارج البلاد تُعدّ إحدى العقبات الرئيسية. ونقلت عن تقارير في صحيفة الجارديان أن إيران رفضت اقتراح أمريكا بنقل المخزون بالكامل، واقترحت بدلاً من ذلك بقاء المخزون تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أشارت شرق إلى قضايا إقليمية مثل دور الجماعات المدعومة من إيران والعلاقات مع إسرائيل كعقبات أخرى.
صحيفة كيهان، في مقالها اليومي بعنوان “حذار من استراتيجيات العدو في مفاوضات عُمان!”، اتخذت موقفًا أكثر حذرًا. ترى الصحيفة أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها، وقد تستغل المفاوضات لخداع إيران. وكتبت: “التفاوض مع أمريكا لن يجلب أي فائدة، وأي مفاوضات جديدة لن تكون إلا فرصة لواشنطن لمواصلة خداعها ونقض العهود.”
صحيفة فرهيختگان، في مقال بعنوان “مفتاح المفاوضات دون نموذج البرجام”، أشارت إلى الانقسامات الداخلية كعقبة كبيرة. وكتبت أن غياب التوافق بين التيارات السياسية المختلفة في إيران، خاصة بين المتشددين والمعتدلين، قد يضعف المفاوضات. كما اقترحت الصحيفة أن تلعب الصين دور الوسيط، مشيرة إلى أن إيران يمكن أن تستفيد من علاقاتها مع بكين لتعزيز موقفها التفاوضي.
صحيفة آرمان ملي، في مقال بعنوان “قلق تل أبيب من الاتجاه الإيجابي للمفاوضات”، تناولت الضغوط الخارجية، خاصة من إسرائيل. وأشارت إلى أن تل أبيب تخشى أي اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات، لأن ذلك قد يعزز مكانة إيران في المنطقة. ونقلت عن مصادر دولية أن إسرائيل تحاول، من خلال الضغط على أمريكا، عرقلة المفاوضات وإفشالها.
الحلول المقترحة والتحليلات الإضافية
اقترحت صحيفة خراسان في مقالين بعنوان “الدبلوماسية الإيرانية والمبادرات متعددة الأبعاد” و”الدبلوماسية بنكهة التوازن” أن تعتمد إيران على الدبلوماسية متعددة الأطراف. وكتبت: “يمكن لإيران أن تعزز علاقاتها مع الصين وروسيا لتغيير التوازن في المفاوضات لصالحها.” كما شددت خراسان على أن إيران يمكن أن تستخدم نفوذها الإقليمي في العراق وسوريا كورقة ضغط في المفاوضات.
صحيفة وطن امروز، في مقال بعنوان “الوحدة الوطنية خلف طاولة المفاوضات”، أكدت على أهمية التوافق الداخلي. وكتبت أن النظام الإيراني لن ينجح في المفاوضات دون وحدة وطنية، لأن الانقسامات الداخلية تتيح للأعداء فرصة استغلال الخلافات.
صحيفة رسالت، في مقال لمسعود بيرهادي، وسياسة روز في مقال بعنوان “السير في المسار الصحيح”، أكدتا على ضرورة الشفافية في المفاوضات. واقترحتا أن يلتزم فريق التفاوض بالخطوط الحمراء للنظام ويتجنب أي اتفاق قد يضعف القدرات الدفاعية لإيران.
الخلاصة والنتائج
تشهد المفاوضات النووية الإيرانية في عام ٢٠٢٥ فرصًا وتحديات كبيرة. من ناحية، هناك تفاؤل لدى صحف مثل ستاره صبح وإيران التي ترى أن هذه المفاوضات يمكن أن تؤدي إلى رفع العقوبات وتحسين العلاقات مع الغرب. لكن من ناحية أخرى، تواجه إيران عقبات كبيرة، بما في ذلك الانقسامات الداخلية، الضغوط الخارجية من إسرائيل، وانعدام الثقة بأمريكا، كما أبرزت صحف مثل كيهان وشرق.
للتغلب على هذه العقبات، قدمت الصحف حلولًا محتملة: تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف والاستفادة من العلاقات مع الصين وروسيا (خراسان وفرهيختگان)، تحقيق الوحدة الوطنية لدعم فريق التفاوض (وطن امروز)، والتأكيد على الشفافية واحترام الخطوط الحمراء (رسالت وسياسة روز). في النهاية، يعتمد نجاح المفاوضات على قدرة النظام الإيراني على إدارة هذه التحديات والاستفادة من الفرص الدبلوماسية. إذا نجحت إيران في اعتماد استراتيجية متوازنة ومنسقة، فقد تزداد فرص التوصل إلى اتفاق يرفع العقوبات مع الحفاظ على المصالح الوطنية.
النشرة الإخبارية ليوم ۲۲ أبریل 2025: السياسة الخارجية للنظام الإيراني
آفاق المفاوضات النووية والعقبات التي تواجه النظام الإيراني
المقدمة
في عام ٢٠٢٥، وصلت المفاوضات النووية الإيرانية إلى مرحلة حاسمة. مع تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة واستئناف المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا في روما بوساطة عُمان، أصبحت آفاق هذه المفاوضات محور اهتمام الصحف الإيرانية. تناولت الصحف المختلفة من تيارات سياسية متنوعة، بما في ذلك الإصلاحيون، المعتدلون، والمحافظون، تحليل هذه المفاوضات، العقبات التي تواجه النظام الإيراني، وتداعياتها المحتملة. في هذا البولتن، نركز على تحليلات الصحف الإيرانية مثل هممیهن، ستاره صبح، إيران، اعتماد، شرق، خراسان، كيهان، فرهيختگان، وطن امروز، رسالت، سياسة روز، وآرمان ملي. كما أشارت بعض الصحف إلى حلول محتملة تشمل تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف، تحقيق الوحدة الوطنية، واعتماد نهج متوازن لتجاوز العقبات، وهو ما سيتم تناوله في أقسام مختلفة من هذا التقرير.
التحليل المفصل
آفاق المفاوضات النووية: التفاؤل والتحديات
صحيفة هممیهن، في مقال بعنوان “إيران وأمريكا في نقطة تحول”، تناقش إمكانية تحسن العلاقات بين إيران وأمريكا في عهد ترامب الجديد. تشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من التهديدات الأولية لترامب، هناك مؤشرات على رغبته في التفاوض، مما قد يؤدي إلى اتفاق، بشرط أن تُظهر إيران مرونة أكبر. من جانبها، كتبت ستاره صبح في مقال بعنوان “المفاوضات من السبت إلى السبت من أجل الاتفاق” عن كثافة المحادثات، مؤكدة أن “الحل المنطقي لتجاوز المشكلات يكمن في الحوار والتفاوض والاتفاق”. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن المفاوضات في روما، بحضور وزير خارجية عُمان، شهدت تقدمًا، وأن هناك احتمالًا للتوصل إلى اتفاق خلال أول مئة يوم من حكومة ترامب الجديدة.
كذلك، عبرت صحيفة إيران في مقال بعنوان “الاتفاق مع إيران يمكن أن يكون ورقة ترامب الرابحة في أول مئة يوم” عن تفاؤل مماثل. الصحيفة، التي تُعتبر قريبة من الحكومة، ترى أن ترامب قد يسعى إلى التوصل لاتفاق مع إيران لإثبات نجاح دبلوماسيته، لكنها تشدد على أن هذا الاتفاق يجب أن يشمل رفع العقوبات ليكون مفيدًا لإيران.
في المقابل، تناولت اعتماد في مقال “غلبة الدبلوماسية على العسكرية” هذا الموضوع من زاوية أخرى، مشيرة إلى أن المفاوضات الحالية تُظهر تفوق النهج الدبلوماسي على التهديدات العسكرية. وكتبت: “أدرك العالم أن الضغط العسكري على إيران لا يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات، والمفاوضات الحالية قد تكون نقطة تحول لتخفيف هذه التوترات.” كما تناولت اعتماد في مقال آخر بعنوان “تكرار البرجام؟” التجربة السابقة، محذرة من أن إيران يجب أن تطالب بضمانات أقوى لمنع تكرار انسحاب أمريكا من الاتفاق كما حدث في عام ٢٠١٨، وهو ما أكدته تقارير في صحيفة وال ستريت جورنال التي ذكرت أن إيران تسعى للحصول على ضمانات “شبه مستحيلة” لتجنب هذا السيناريو.
العقبات التي تواجه النظام الإيراني
العقبات التي تواجه النظام الإيراني في هذه المفاوضات متعددة الأبعاد وفقًا لتحليلات الصحف. صحيفة شرق، في مقال بعنوان “الشيطان في التفاصيل”، ركزت على المشكلات التقنية في المفاوضات. وأشارت إلى أن الخلافات حول نقل مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني إلى خارج البلاد تُعدّ إحدى العقبات الرئيسية. ونقلت عن تقارير في صحيفة الجارديان أن إيران رفضت اقتراح أمريكا بنقل المخزون بالكامل، واقترحت بدلاً من ذلك بقاء المخزون تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أشارت شرق إلى قضايا إقليمية مثل دور الجماعات المدعومة من إيران والعلاقات مع إسرائيل كعقبات أخرى.
صحيفة كيهان، في مقالها اليومي بعنوان “حذار من استراتيجيات العدو في مفاوضات عُمان!”، اتخذت موقفًا أكثر حذرًا. ترى الصحيفة أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها، وقد تستغل المفاوضات لخداع إيران. وكتبت: “التفاوض مع أمريكا لن يجلب أي فائدة، وأي مفاوضات جديدة لن تكون إلا فرصة لواشنطن لمواصلة خداعها ونقض العهود.”
صحيفة فرهيختگان، في مقال بعنوان “مفتاح المفاوضات دون نموذج البرجام”، أشارت إلى الانقسامات الداخلية كعقبة كبيرة. وكتبت أن غياب التوافق بين التيارات السياسية المختلفة في إيران، خاصة بين المتشددين والمعتدلين، قد يضعف المفاوضات. كما اقترحت الصحيفة أن تلعب الصين دور الوسيط، مشيرة إلى أن إيران يمكن أن تستفيد من علاقاتها مع بكين لتعزيز موقفها التفاوضي.
صحيفة آرمان ملي، في مقال بعنوان “قلق تل أبيب من الاتجاه الإيجابي للمفاوضات”، تناولت الضغوط الخارجية، خاصة من إسرائيل. وأشارت إلى أن تل أبيب تخشى أي اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات، لأن ذلك قد يعزز مكانة إيران في المنطقة. ونقلت عن مصادر دولية أن إسرائيل تحاول، من خلال الضغط على أمريكا، عرقلة المفاوضات وإفشالها.
الحلول المقترحة والتحليلات الإضافية
اقترحت صحيفة خراسان في مقالين بعنوان “الدبلوماسية الإيرانية والمبادرات متعددة الأبعاد” و”الدبلوماسية بنكهة التوازن” أن تعتمد إيران على الدبلوماسية متعددة الأطراف. وكتبت: “يمكن لإيران أن تعزز علاقاتها مع الصين وروسيا لتغيير التوازن في المفاوضات لصالحها.” كما شددت خراسان على أن إيران يمكن أن تستخدم نفوذها الإقليمي في العراق وسوريا كورقة ضغط في المفاوضات.
صحيفة وطن امروز، في مقال بعنوان “الوحدة الوطنية خلف طاولة المفاوضات”، أكدت على أهمية التوافق الداخلي. وكتبت أن النظام الإيراني لن ينجح في المفاوضات دون وحدة وطنية، لأن الانقسامات الداخلية تتيح للأعداء فرصة استغلال الخلافات.
صحيفة رسالت، في مقال لمسعود بيرهادي، وسياسة روز في مقال بعنوان “السير في المسار الصحيح”، أكدتا على ضرورة الشفافية في المفاوضات. واقترحتا أن يلتزم فريق التفاوض بالخطوط الحمراء للنظام ويتجنب أي اتفاق قد يضعف القدرات الدفاعية لإيران.
الخلاصة والنتائج
تشهد المفاوضات النووية الإيرانية في عام ٢٠٢٥ فرصًا وتحديات كبيرة. من ناحية، هناك تفاؤل لدى صحف مثل ستاره صبح وإيران التي ترى أن هذه المفاوضات يمكن أن تؤدي إلى رفع العقوبات وتحسين العلاقات مع الغرب. لكن من ناحية أخرى، تواجه إيران عقبات كبيرة، بما في ذلك الانقسامات الداخلية، الضغوط الخارجية من إسرائيل، وانعدام الثقة بأمريكا، كما أبرزت صحف مثل كيهان وشرق.
للتغلب على هذه العقبات، قدمت الصحف حلولًا محتملة: تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف والاستفادة من العلاقات مع الصين وروسيا (خراسان وفرهيختگان)، تحقيق الوحدة الوطنية لدعم فريق التفاوض (وطن امروز)، والتأكيد على الشفافية واحترام الخطوط الحمراء (رسالت وسياسة روز). في النهاية، يعتمد نجاح المفاوضات على قدرة النظام الإيراني على إدارة هذه التحديات والاستفادة من الفرص الدبلوماسية. إذا نجحت إيران في اعتماد استراتيجية متوازنة ومنسقة، فقد تزداد فرص التوصل إلى اتفاق يرفع العقوبات مع الحفاظ على المصالح الوطنية.
النشرة الاجتماعية والاقتصادية -۲۲ أبريل 2025 – الأزمات الاجتماعیة والاقتصادية في إيران
تأثير المفاوضات النووية على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في إيران
المقدمة
تُعدّ المفاوضات النووية الجارية بين إيران والقوى الدولية أحد أبرز العوامل التي تؤثر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد. مع استمرار المحادثات غير المباشرة في روما بوساطة عُمان، تسلط الصحف الإيرانية الضوء على التداعيات المباشرة وغير المباشرة لهذه المفاوضات على حياة المواطنين واستقرار الاقتصاد. في ظل العقوبات الاقتصادية المستمرة، يعاني المجتمع الإيراني من ضغوط اجتماعية متزايدة، بينما تُظهر الأوضاع الاقتصادية تقلبات مرتبطة بتوقعات السوق حول نتائج المفاوضات. يهدف هذا البولتن إلى تحليل تأثير المفاوضات النووية على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في إيران، مع التركيز على تقارير الصحف الإيرانية مثل آرمان امروز، آرمان ملي، شرق، اعتماد، خراسان، هممیهن، ورسالت. كما سيتم استعراض بعض الحلول المحتملة للتخفيف من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، مثل تحسين الشفافية وإصلاح السياسات الاقتصادية، في الخلاصة.
التحليل المفصل
التأثيرات الاجتماعية للمفاوضات النووية
تُظهر الصحف أن المفاوضات النووية تُلقي بظلالها على الحالة الاجتماعية في إيران، حيث يعيش المواطنون تحت ضغط اقتصادي ونفسي متزايد. صحيفة آرمان امروز، في مقال بعنوان “لماذا دائمًا الرؤوس في الأطواق؟!”، تسلط الضوء على حالة الإحباط الاجتماعي المنتشرة بين الإيرانيين. وتكتب الصحيفة: “الشعب يعيش في حالة من القلق المستمر بسبب عدم اليقين حول نتائج المفاوضات، مما يزيد من الشعور بالعجز والإحباط.” وتشير إلى أن ارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية، اللذين تفاقما بسبب العقوبات المرتبطة بالملف النووي، قد أديا إلى زيادة التوترات الاجتماعية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الجريمة والانتحار.
كما تُبرز الصحيفة أن التوقعات المرتبطة بالمفاوضات خلقت حالة من الترقب الممزوج بالخوف، حيث يخشى المواطنون أن تؤدي أي نتيجة سلبية إلى مزيد من التدهور في الأوضاع المعيشية. هذا الوضع يُفاقم الفجوة بين النظام والشعب، إذ يشعر الكثيرون أن النظام غير قادر على تحسين الأوضاع، مما قد يُمهد لاحتجاجات شعبية إذا فشلت المفاوضات.
التأثيرات الاقتصادية للمفاوضات النووية
التأثيرات قصيرة المدى والتقلبات السوقية
صحيفة آرمان ملي، في مقال بعنوان “صدمة قصيرة الأمد للمفاوضات على الاقتصاد”، تناقش التأثيرات المباشرة للمفاوضات على السوق الإيراني. وتشير إلى أن الأسواق المالية، بما في ذلك سوق العملات الأجنبية، شهدت تقلبات كبيرة مع كل تطور في المفاوضات. وتكتب: “في الأيام التي تظهر فيها أخبار إيجابية عن المفاوضات، ينخفض سعر الدولار قليلاً، لكن أي خبر سلبي يؤدي إلى ارتفاع فوري في الأسعار.” وتضيف أن هذه التقلبات تُسبب حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي، مما يؤثر على المستثمرين المحليين والقدرة الشرائية للمواطنين.
صحيفة آرمان امروز، في مقال بعنوان “المفاوضات وتغيير مسار اقتصاد إيران”، تُسلط الضوء على التأثيرات طويلة الأمد المحتملة. وتذكر أنه في حال التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات، فإن ذلك قد يُحسن تدفقات رأس المال الأجنبي ويُعزز النمو الاقتصادي. لكن الصحيفة تحذر من أن هذه الفوائد قد تستغرق سنوات لتظهر، بينما التأثيرات قصيرة الأمد قد تكون مؤلمة بسبب التضخم المستمر وارتفاع تكاليف المعيشة.
السياسات الاقتصادية والتحديات المرتبطة بالمفاوضات
صحيفة شرق، في مقال بعنوان “الدولار، التضخم، وسياسة التوقعات”، تناقش كيف أن التوقعات المرتبطة بالمفاوضات تؤثر على التضخم. وتكتب: “ارتفاع سعر الدولار إلى أكثر من ٦٥ ألف تومان في الأسواق غير الرسمية يعكس حالة من عدم اليقين حول المفاوضات، مما يزيد من التضخم الذي وصل إلى ٤٠٪ وفقًا لتقارير غير رسمية.” وتشير الصحيفة إلى أن هذا التضخم يؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة الطبقات الفقيرة.
صحيفة خراسان، في مقال بعنوان “المستهلكون المنخفضون هدف زيادة الرسوم!”، تُبرز كيف أن السياسات الاقتصادية الحالية تضيف أعباءً إضافية على المواطنين. وتكتب أن الحكومة، في محاولة لتعويض العجز في الموازنة الناتج عن العقوبات، قد زادت تعرفة الكهرباء والماء للمستهلكين ذوي الاستهلاك المنخفض، مما أثار استياءً شعبيًا واسعًا. وتضيف أن هذه السياسات قد تزيد من الضغط الاجتماعي في ظل الترقب لنتائج المفاوضات.
الشفافية الاقتصادية وقضايا الفساد
صحيفة هممیهن، في مقال بعنوان “شفافية استثمارات بابك زنجاني”، تناقش قضية الفساد المرتبطة برجل الأعمال بابك زنجاني وتأثيرها على الاقتصاد. وتكتب: “عودة أصول بابك زنجاني إلى الدولة، والتي قُدرت بمليارات الدولارات، يمكن أن تُساهم في تحسين الوضع الاقتصادي إذا استُخدمت بشكل شفاف.” وتشير الصحيفة إلى أن المفاوضات قد تُحسن الوضع الاقتصادي إذا رافقها إصلاحات لمكافحة الفساد.
صحيفة آرمان ملي، في مقال بعنوان “من الاختلاس والسجن إلى مستثمر اقتصادي”، تُبرز كيف أن قضايا الفساد تُعيق تحسين الأوضاع الاقتصادية حتى في حال التوصل إلى اتفاق. وتذكر أن بعض المسؤولين المتهمين بالاختلاس يتم إعادة تأهيلهم كمستثمرين، مما يثير غضب الشعب ويزيد من انعدام الثقة في النظام.
صحيفة اعتماد، في مقال بعنوان “الجيد والسيء في ضريبة المضاربة”، تناقش سياسة جديدة لفرض ضريبة على المضاربة في العقارات والعملات. وترى أن هذه السياسة قد تُقلل من التضخم إذا نُفذت بشكل صحيح، لكنها تحذر من أن المفاوضات قد تؤدي إلى تقلبات في السوق تجعل هذه السياسة غير فعالة إذا لم تُرفق بحلول شاملة.
صحيفة رسالت، في مقال بعنوان “مصالح بعض التيارات الخاصة مهددة بالإصلاحات الجديدة في المؤسسات الاقتصادية الحكومية”، تُشير إلى أن الإصلاحات الاقتصادية المرتبطة بالمفاوضات تواجه مقاومة من قبل بعض المجموعات التي تستفيد من الفساد في القطاع العام. وتكتب أن هذه المقاومة قد تُعيق أي تحسن اقتصادي حتى في حال رفع العقوبات.
الخلاصة والنتائج
تُظهر الصحف أن المفاوضات النووية لها تأثير كبير على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إيران. اجتماعيًا، يعاني الشعب من إحباط متزايد بسبب عدم اليقين حول نتائج المفاوضات، كما أبرزت آرمان امروز، مما يزيد من التوترات الاجتماعية ويُهدد بالاحتجاجات. اقتصاديًا، تُسبب المفاوضات تقلبات في السوق (آرمان ملي وشرق)، بينما تُعيق قضايا الفساد (هممیهن وآرمان ملي) ومقاومة الإصلاحات (رسالت) تحسين الوضع.
للتخفيف من هذه الضغوط، يمكن للنظام الإيراني اتخاذ خطوات مثل تعزيز الشفافية في إدارة الموارد المالية، كما اقترحت هممیهن، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة تُركز على دعم الطبقات الفقيرة (خراسان واعتماد). كما يُوصى بإشراك المجتمع في عملية صنع القرار لتقليل الفجوة بين النظام والشعب، مما قد يُساهم في استقرار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية حتى في ظل استمرار المفاوضات.