إسبوع المعتقلين وضحايا التعذيب في سوريا
مصطفى الحلبي
مع استمرار الظروف الصعبة التي يواجهها الكثير من المعتقلين في سوريا، أطلقت عدة جهات محلية ومنظمات إنسانية فعالية “إسبوع المعتقلين” الثانية لتسليط الضوء على المعتقلين في سجون نظام الأسد بما فيهم المعتقلين الفلسطنيين واللبانيين.
إنطلاق “إسبوع المعتقلين وضحايا التعذيب في سوريا” يهدف إلى تسليط الضوء على المعاناة التي يعانيها الأشخاص الذين اعتقلوا بشكل تعسفي وتعرضوا للتعذيب في سجون نظام بشار الأسد.
يتم تنظيم هذا الأسبوع سنويا في الفترة من 20 إلى 27 حزيران.
تعد سوريا واحدة من البلدان التي تشهد حرباً مستمرة بين نظام الأسد وحلفائه من جهة وبين الشعب السوري من جهة اخرى منذ ثلاثة عشرة عاماً، وقد أثرت هذه الحرب بشكل كبير بشكل سلبي على سوريا والشعب السوري، القصف العنفي الذي استهداف المناطق السكنية المأهولة بالسكان بشتى أنواع الأسلحة، تهجير السوريين من منازلهم بشكل قسري، اعتقالات عشوائية تعسفية بحق السوريين المطالبين في الحرية والكرامة.
تعود جذور قضية المعتقلين إلى بداية الثورة السورية عام 2011، حيث بدأ نظام الأسد في اعتقال المتظاهرين والمعارضين له بشكل تعسفي وغير قانوني. ومنذ ذلك الحين، يواصل نظام الأسد انتهاك حقوق الإنسان وتعذيب المعتقلين في السجون والمراكز الأمنية بطرق وحشية على أيادي جنوده.
ويعتبر الإعتقال التعسفي والتعذيب من السياسات التي يتبعها نظام الأسد لترويع الشعب السوري لعدم التظاهر ضده وعدم المطالبة في حقوقهم بالعيش في حرية وكرامة.
يتم احتجاز هؤلاء الأشخاص في ظروف سيئة جداً، حيث يتعرضون للتعذيب والإهانة بشكل يومي، دون وجود تهم محددة ضدهم أو إمكانية الدفاع عن أنفسهم. ومن المؤلم أن هناك العديد من الأشخاص الذين يختفون داخل السجون دون معرفة مصيرهم، مما يزيد من معاناتهم ومعاناة عائلاتهم
تعد قضية المعتقلين من أكثر القضايا إيلاماً وحساسية لدى السوريين، بسبب تقاعس المؤسسات السياسية للمعارضة السورية في عملها تجاه ملف المعتقلين في سجون نظام الأسد.
بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها، فإنه قد اجتاز عدد المعتقلين السوريين في سجون النظام 220 ألفاً، مضيفةً أنهم يعانون من أوضاع إنسانية مزرية.
تعد حالات الانتهاكات الجسيمة داخل سجون نظام بشار الأسد بحق. السوريين مثيرة للقلق لعائلات المعتقلين في حين باتت عائلات المعتقلين تتعرف على أبنائها المعتقلين عبر تسجيلات مصورة مسربة لتعذيبهم من قبل نظام الأسد، أو عبر صور يتم تسريبها لصور جثثهم. مما يزيد من جحم المعاناة والألم لذويهم وللشعب السوري.
في مطلع العام 2014 قام مصور منشق عن نظام الأسد بتسريب 55 ألف صورة توثق 11 ألف ضحية قضوا تحت التعذيب في سجون نظام بشار الأسد. ولم تكن هذه الجريمة الأولى التي قام بارتكابها نظام الأسد تجاه المعتقلين في سجونه الأمنية ولم تكن الأخيرة مالم يكن هناك محاسبة لنظام بشار الأٍد والمتورطين من الضباط في الجيش والفروع الأمنية.
إن “إسبوع المعتقلين وضحايا التعذيب في سوريا” يعتبر فرصة للتضامن مع هؤلاء الأشخاص للمطالبة بوقف الانتهاكات ضدهم.
يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على نظام الأسد لكشف عن مصير جميع المفقودين والمعتقلين، وضحايا التعذيب الذين تم قتهلم ودفهنم في مقابر جماعية دون علم ذويهم، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
كما يجب أيضاً توفير الدعم والمساعدة للضحايا وعائلاتهم، وضمان حقوقهم وكرامتهم.
على الرغم من أن تحقيق العدالة قد يستغرق وقتاً طويلاً، إلا أنه من الضروري أن لا ننسى هؤلاء الأشخاص وتضحياتهم. يجب علينا كسوريين العمل معاً للضغط على المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات وضمان عدم تكرارها في المستقبل ومحاسبة فاعليها.
إن حقوق الإنسان لا يجب أن تخضع للتجاوزات أو الاستغلال، ويجب على الجميع أن يسعوا للعمل من أجل إحلال العدالة والمساواة لجميع البشر بلا استثناء.