الأربعاء , ديسمبر 25 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / صداع في رأس الزمن، من ريف ديرالزور إلى ألمانيا، رواية توثق طريق اللجوء

صداع في رأس الزمن، من ريف ديرالزور إلى ألمانيا، رواية توثق طريق اللجوء

صداع في رأس الزّمن



صدر مؤخراً عن دار Inter Assist الألمانية الرواية الثانية للكاتب د.عواد جاسم الجدي بعنوان صداع في رأس الزمن .
تبدأ أحداث الرواية من ريف الفرات الشرقي وتتنقل على طريق الهجرة الواصلة بين مدينة الأحقاف على ضفة الفرات اليسرى وصولاًَ إلى جمهورية ألمانية الاتحادية التي قصدها مئات الآلاف من السوريين هرباً من براميل الموت وحمم الدمار والقتل التي توزعها طائرات / من المفترض أنها موجودة للدفاع عنهم / بالتساوي / إذ لا فرق بين إنسان وحيوان ،طفل أو إمرأة أو شيخ عجوز /في سوريا غير المستثناة من حمم الموت.
جسدت الرواية بأحداثها المختلفة معاناة شعبٍ أشعلت وسائل التدمير التي استخدمتها السلطات المحلية والقوات الغازية، النار فوق حياته وحضارته لا فرق بين مركز ثقافي أو مكتبة، فرن أو مدرسة، مسجد أو كنيسة. 

تدور أحداث الرواية حول  المعاناة التي فرضتها  الهجرة والطريق الطويل بين الأحقاف وميونيخ مروراً بثلاثية الخوف  (الليل ، البلم، البحر) .


صداع في رأس الزمن، جسدت نوعاً جديداً من الشيزوفر ينيا الإنسانية، إنها ( التربلفرينيا الروائية) أن يجتمع ثلاثة أشخاص في شخص ، يبقى الطفل جميل العينين رغم الحزن الذي يسكنهما لا يترك وطنه ولا يرحل، ويهاجر أسامة/ ابن الجرف /مكرهاً يرافقه ( البويهيمي الرمادي) الرفيق المناضل الذي يسدي له النصح ويزين له العودة لحضن الوطن الذي لازال دافئاً حسب روايته. 
إلا أن مفاجأةً ما تجعل  أسامة  يقرر العودة.
ترى ما الذي حدث ليقف البويهمي الرمادي عند المعبر بجانب الجدار الإسمنتي الكبير الذي شيد خوفا ً من تدفق المهاجرين؛ ليمنع أسامة من العودة إلى الفرات والضفاف والتفاصيل التي تجذرت في داخله ولم ترحل. 
صداع في رأس الزمن، رواية تعتبر توثيقاً  لأجيالٍ تعرف أنها من سورية، لكنها لم ترَ ذلك الوطن، عالج فيها الكاتب قضايا الوطن و صوّر فيها مراحل الشقاء بدءاً من الخروج من حدود الوطن، إلى المعاناة على طريق اللجوء، وصولاً إلى بلاد الألمان، وما في هذه الرحلة الطويلة من شقاٍءٍ إن كان بحراً أم  براً،

كما تحدثت عن عقلية الشعب الألماني وطريقة تفكيره، جاء كل ذلك بحبكة  أحسن فيها الكاتب رسم الشخصيات، وصنع الحدث، وقوة الحوار ومنطقيته.
 هذه الرواية قصة  اجتماعية سياسية وطنية، لكنها بالدرجة الأولى تجسيد لفكرة الرحيل والحب.
جاءت الرواية في 378صفحة من القطع المتوسط بطباعة أنيقة؛ لتشكل إضافة جديدة إلى المكتبة العربية وبخاصة تلك الروايات التوثيقية منها التي تناولت الثورة السورية والحرب .
صداع في رأس الزمن قصة الحب والرحيل.

شاهد أيضاً

ديرالزور مطالب ملحة لعودة الحياة

ديرالزور  الشرق نيوز   خارطة طريق سريعة لإعادة الحياة إلى مدينة ومحافظة ديرالزور، مجموعة ملاحظات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − 6 =